وكالة فرانس برس (AFP) هي وكالة أنباء فرنسية دولية يقع مقرها في مدينة باريس و تأسست في عام 1835 تحت إسم هافاس و تعتبر هي أقدم وكالة أنباء في العالم و يعمل فيها ما يقرب من 2400 موظف ينتمون إلي 100 جنسية موزعين علي 260 مدينة داخل 151 دولة و تتواجد المقرات الإقليمية لوكالة فرانس بريس في مدن نيقوسيا و مونتيفيديو و هونج كونج و واشنطن العاصمة و تقدم للمشاهدين خدمات الأخبار حول العالم مع مقاطع الفيديو و الصور و الرسومات التوضيحية باللغات الفرنسية و الإنجليزية و العربية و البرتغالية وا لإسبانية و الألمانية و يتم تمويل الوكالة من أنشطتها التجارية الخاصة بواقع الثلثين بينما تقدم الحكومة الفرنسية الثلث المتبقي كدعم منها من أجل تنفيذ مهمتها ذات المصلحة العامة .
تاريخ فرانس برس
تعود أصول وكالة “فرانس برس” إلى وكالة “هافاس” التي تأسست عام 1835 في باريس على يد ” تشارلز لويس هافاس ” و هو ما يجعلها أقدم خدمة إخبارية في العالم و كانت الوكالة الرائدة في جمع و نشر الأخبار كسلعة و أثبتت نفسها بإعتبارها محط إهتمام العالم في الحصول علي الأنباء في أواخر القرن التاسع عشر و بعد ذلك قام إثنان من موظفي شركة “هافاس ” و هم ” بول جوليوس رويتر ” و ” برنهارد وولف ” بإنشاء وكالتي أنباء خاصتين بهما في مدينتي لندن و برلين على التوالي.
و مع إندلاع الحرب العالمية الثانية و إحتلال القوات الألمانية ” فرنسا ” أستولت السلطات النازية على تلك الوكالة و قامت بإعادة تسميتها إلي ” مكتب الإعلام الفرنسي ” أما شركة الإعلانات الخاصة بالوكالة فهي التي إحتفظت بإسم ” هافاس ” و في 20 أغسطس عام 1944 أثناء تحرك قوات الحلفاء إلى ” باريس ” أستولت مجموعة من الصحفيين التابعين للمقاومة الفرنسية علي مكاتب الوكالة و أصدروا أول تقرير إخباري من المدينة المحررة تحت إسم وكالة “فرانس برس” .
و بعد الحرب أصبحت وكالة ” فرانس برس ” مؤسسة حكومية و قامت بتطوير شبكتها من المراسلين الدوليين و الذي كان أحدهم هو أول صحفي غربي ينقل خبر وفاة الزعيم السوفييتي ” جوزيف ستالين ” في 6 مارس عام 1953 و مع مرور الوقت حرصت وكالة ” فرانس برس ” على التخلص من وضعها شبه الرسمي و نجحت في ذلك المسعي يوم 10 يناير عام 1957 حين أصدر البرلمان الفرنسي قانونًا ينص على إستقلالها و منذ ذلك التاريخ إنخفضت بشكل مطرد نسبة إيرادات الوكالة الناتجة عن الإشتراكات الواردة من الدوائر الحكومية و خلال غمار الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي و الغربي نجح جهاز المخابرات السوفيتية KGB في تجنيد ستة عملاء و إثنين من جهات الاتصال السرية للجهاز داخل الوكالة و الذين تم إستخدامهم في العمليات السوفيتية داخل ” فرنسا ” .
و علي الصعيد التحريري بدأت الوكالة عام 1982 في تحقيق اللامركزية في إتخاذ قراراتها التحريرية من خلال إنشاء أول مركز من مراكزها الإقليمية الخمسة المتمتعة بالحكم الذاتي في ” هونج كونج ” التي كانت آنذاك لا تزال منطقة تابعة لبريطانيا و أصبح لكل منطقة ميزانيتها الخاصة و مديرها الإداري و رئيس تحريرها و في عام 1991 أنشأت وكالة فرانس برس مشروعًا مشتركًا مع شركة إكستل لإنشاء خدمة الأخبار المالية إيه إف إكس نيوز و التي تم بيعها في عام 2006 لشركة طومسون المالية و في سبتمبر عام 2007 تم إطلاق مؤسسة وكالة فرانس برس لتعزيز المعايير العليا للصحافة في جميع أنحاء العالم.
و في أكتوبر عام 2008 أعلنت الحكومة الفرنسية عن خطوات لتغيير وضع وكالة ” فرانس برس ” بما في ذلك إشراك المستثمرين الخارجيين إلا أن ذلك القرار قد تم مواجهته من قبل النقابات العمالية و المؤسسات الصحفية الذين عارضوا ما أعتبروه محاولة لخصخصة الوكالة و في 10 ديسمبر عام 2009 أعلن وزير الثقافة الفرنسي ” فريديريك ميتران ” أنه قام بتشكيل لجنة خبراء برئاسة الرئيس التنفيذي السابق لوكالة فرانس برس ” هنري بيجيه ” لدراسة خطط الوضع المستقبلي للوكالة و في عام 2015 تم تغيير النظام الأساسي للوكالة لجعله يتماشى مع التشريعات الأوروبية .
تنظيم الوكالة
تعمل وكالة فرانس برس بموجب قانون عام 1957 كشركة تجارية مستقلة عن الحكومة الفرنسية و تتم إدارتها من قبل رئيس تنفيذي و مجلس إدارة يتكون من 15 عضوًا مكونين من ثمانية أعضاء يمثلون الصحافة الفرنسية و إثنان عن وكالة فرانس بريس و إثنان عن إذاعة وتلفزيون الخدمات العامة و ثلاثة عن الحكومة أحدهما يسميه رئيس الوزراء و الآخر يسميه وزير المالية و الثالث يسميه وزير الخارجية و و ينتخب مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد و لدى وكالة فرانس برس أيضًا مجلس مكلف بضمان عمل الوكالة وفقًا لنظامها الأساسي الذي ينص على الإستقلال و الحياد المطلقين من الناحية التحريرية حيث تخضع وكالة فرانس برس لشبكة من كبار الصحفيين و يعتبر العميل الرئيسي للوكالة هي الحكومة الفرنسية التي تشتري الإشتراكات لخدماتها المختلفة و من الناحية العملية تمثل هذه الإشتراكات دعما غير مباشر للوكالة برس حيث يحظر نظامها الأساسي تلقي الدعم الحكومي بشكل المباشر. .
و لا يجوز لوكالة فرانس برس بأي حال من الأحوال أن تأخذ بعين الإعتبار التأثيرات التي من شأنها المساس بدقة أو موضوعية المعلومات التي تقدمها و لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تخضع لسيطرة أي تجمع أيديولوجي أو سياسي أو اقتصادي سواء بحكم الأمر الواقع أو بحكم القانون كما يجب على وكالة فرانس برس أن تعمل على تطوير و تعزيز تنظيمها بحيث تزود المستخدمين الفرنسيين والأجانب بمعلومات دقيقة و نزيهة وجديرة بالثقة على أساس منتظم ودون إنقطاع .
و تغطي وكالة فرانس برس التي تتخذ من ” باريس ” مقرا لها 151 بلدا و لها 201 مكتبا و 50 مراسلا محليا و خمسة مراكز إقليمية و هي واشنطن (أمريكا الشمالية) و هونج كونج (آسيا و المحيط الهادئ) و مونتيفيديو (أمريكا اللاتينية) و نيقوسيا (الشرق الأوسط) و باريس (أوروبا و أفريقيا) و الوكالة أنها توظف 2400 شخص من 100 جنسية من بينهم 1700 صحفي و يقدم معلومات بست لغات (الفرنسية، الإنجليزية، الإسبانية، الألمانية، البرتغالية والعربية) علي مدار أربع وعشرين ساعة طوال اليوم.
الجوائز
نظرا لمجهودات وكالة ” فرانس برس ” و العاملين فيها فقد حصلوا علي عدد من التكريمات أبرزها حصولها على جائزة “أفضل وكالة أنباء” عامي 2021 و2020 من قبل رابطة المذيعين الدوليين كما فاز مصوران تابعان لها بجائزة بوليتزر عن أفضل صور تم إلتقاطها أولهم ” مسعود الحسيني ” عن صورته لفتاة صغيرة تبكي بعد تفجير إنتحاري في العاصمة الأفغانية ” كابول ” و ” خافيير مانزانو ” عام 2013 عن صورته لإثنين من المتمردين السوريين و جنود في غرفة مضاءة بأشعة الشمس الساطعة من خلال ثقوب الرصاص في الحائط كما مُنحت جائزة أفضل صورة صحفية عالمية للعام لثلاثة من مصوري الوكالة و هم ” حسين زوارار ” عام 1998 عن صورته لامرأة تبكي أمام مستشفى في الجزائر العاصمة و ” رونالدو شميدت ” عام 2018 عن صورته لرجل يركض من حريق خلال سلسلة من أعمال شغب في العاصمة الفنزويلية ” كاراكاس ” و ” ياسويوشي شيبا ” في عام 2020 عن صورته للمتظاهرين الشباب في الخرطوم.
و بالنسبة للصحفيين في الوكالة منحت جائزة ” ألبرت لوندر ” لخمسة منهم و هم ” باتريك ميني ” عام 1983 الذى كتب سلسلة من المقالات حول 600 فرنسي تم إحتجازهم قسراً في معسكرات العمل بعد الحرب العالمية الثانية و ” سامي كيتز ” عام 1988 الذي قام مع زميله من حركة التحرير ” سيرج شالاندون ” بتغطية أحداث الحرب الأهلية الليبية لمدة 6 سنوات بالإضافة إلي مكتب وكالة فرانس برس في موسكو عام 1995 و ” ميشيل موتو ” عام 1999 و ” إيمانويل دوبارك ” عام 2011 كما فاز خمسة متعاونين مع وكالة فرانس برس بجائزة روري بيك و هم ” باكوم باباندجي ” عام 2014 و ” زين الرفاعي ” عام 2015 و ” ويل فاسيلوبولوس ” عام 2016 و ” لويس سيكويرا ” عام 2019 و “سولان كولي” عام 2021 و منحت التأشيرة الذهبية في فئة الأخبار لأربعة صحفيين و هم ” جورج جوبيه ” عام 2003 و ” بولنت كيليتش ” عام 2015 و ” آريس ميسينيس ” عام 2016 و ” جييرمو أرياس ” عام 2019 علاوة علي فوز الوكالة بجائزة “تغطية المناخ الآن للصحافة” عام 2021 عن الصور التي إلتقطها ” جوش إيدلسون ” وفي عام 2022 في فئة “فيديو – فيلم قصير” كما حصلت المديرة الدولية لوكالة فرانس برس ” ميشيل ليريدون ” عام 2014 على جائزة التحقيق و التقارير في المؤتمر الدولي للصحافة والمعلومات و في ديسمبر من نفس العام حصل ” بولنت كيليتش ” على لقب أفضل مصور صحفي للعام في مجلة تايم لتغطيته للأحداث في الشرق الأوسط و أوروبا .
مشاريع وكالة فرانس برس
رسومات وكالة فرانس برس .. في عام 1988 أصبح لدى الوكالة قسم خاص بها للرسوم البيانية AFP Graphics و الذي يقوم بإنشاء حوالي 70 رسمًا بيانيًا يوميًا و بحسب المعلومات التي يقدمها موقع الوكالة فإن الرسوم البيانية تتوزع على النحو التالي: 31% – السياسة و 27% – الإقتصاد و 18% – الرياضة و 12% – المجتمع و 10% – الأخبار العامة و 2% – الثقافة والإعلام و تتوفر الرسوم البيانية بست لغات و هي الفرنسية و الإنجليزية و العربية و البرتغالية و الإسبانية و الألمانية.
منتدى وكالة فرانس برس .. في عام 2014 أطلقت وكالة فرانس برس منصة محتوى متاحة على جميع الوسائط الإلكترونية مثل أجهزة الكمبيوتر و الأجهزة اللوحية و الهواتف المحمولة و ينقسم المنتدى إلي عدة أقسام بما في ذلك الصفحة الرئيسية و المواد النصية و الصور و مقاطع الفيديو و الرسومات و يمكن تصفية الأخبار حسب العناوين (الأخبار و الأعمال التجارية و الرياضة و العلوم) و الهاشتاجات و المناطق الجغرافية (إفريقيا و أمريكا الشمالية و أوروبا و ما إلى ذلك) و تتاح جميع المعلومات بست لغات و هي الفرنسية و الإنجليزية و العربية و البرتغالية و الإسبانية و الألمانية و الصينية التقليدية و المبسطة و في المجمل هناك حوالي 1250 مادة مصورة يوميًا متاحة بتنسيقات XML أو HTML أو TXT أو NewsML أو WML.
خدمات الفيديو لوكالة فرانس برس .. أعلنت الوكالة في عام 2001 عن إطلاق خدمات الفيديو و إعتبارًا من عام 2015 أصبح يظهر 200 مقطع فيديو بـ 7 لغات على الموقع يوميًا.
خدمات الهاتف المحمول .. ظهرت خدمات الهاتف المحمول عام 2008 و هي منصة رقمية منفصلة للهواتف المحمولة و توفر الأخبار في خدمات الهاتف المحمول بست لغات و هي الفرنسية و الإنجليزية و العربية و البرتغالية و الإسبانية و الألمانية و تنقسم إلى 22 مجموعة مواضيعية و هي أخبار العالم و الرياضات العالمية و كرة القدم و أهم الصفحات و الشرق الأوسط و أخبار الولايات المتحدة و آسيا و المحيط الهادئ و منطقة الأخبار و الصور و مقاطع الفيديو و أخبار المملكة المتحدة و أفريقيا و الأعمال و الرياضة في الولايات المتحدة و أخبار جنوب أفريقيا و العلوم و الكريكيت و السياسة الأمريكية و الثقافة و كندا و نمط الحياة و التكنولوجيا والإعلام و المزيد كما يتم تقسيم الأخبار إلى 100 فئة (الجريمة و الطاقة و الصراعات العسكرية و حقوق الإنسان و ما إلى ذلك) .