من أكثر القرارات المجحفة التى أتخذت خلال القرن الماضى هو الأمر ببناء جدار برلين الذى يعد احد أيقونات الحرب الباردة بعد أن شطر المدينة الى نصفين احدهما يتبع المعسكر الشرقي و الأخر الغربي و دفع الألمان بسببه ثمنا فادحا بفصل العائلات عن بعضها البعض و هو ما أجبر العديد منهم إلى محاولة اختراقه و الهروب من جانب الى أخر حيث كان بعضهم سئ الحظ و واجه مصير القتل أو الإعتقال بعكس البعض الأخر الذى كان محظوظا و تمكنوا بالفعل من العبور و أحدهما كانوا أبطال تلك الصورة التى يظهر فيها النمساوى هاينز ميكسنر اثناء ركوبه سيارته خافيا فيها خطيبته و والدتها أثناء تمثيل عملية فرارهم عبر معبر تشارلى بجدار برلين فى مايو عام 1963 .
التاريخ : 1965 .
المصور : مصور جريدة اكسبريس نيوز بيبر .
التفاصيل : ترجع خلفية الصورة الى الشاب النمساوى ” هاينز ميكسنر ” الذى كان يعمل مهندسا فى برلين الغربيه و كان يتنقل الى برلين الشرقيه بتأشيرة سياحيه و اثناء وجوده بها التقى بـ “مارجريت ثوراو ” و وقع فى حبها و اراد الارتباط بها و ان يهاجروا معًا برفقة والدة “مارجريت” الى “النمسا” ليعيشوا فيها و نظرا لوجود جدار برلين و رفض السلطات انتقالهم فأصبح الامر صعبا و معقدا و باتت قصة حبهم مهددة بالانتهاء فقرر الاثنان و للحفاظ على حبهم الهروب من الشرق و التوجه الى الجانب الغربى من برلين عن طريق تنفيذ خطة هروب جريئة .
و بدأت الخطة بتوجه ” هاينز ميكسنر ” الى جدار برلين و هو راكبا دراجه ناريه مستعارة ليعبر الى الشطر الشرقى حيث توقف امام نقطة تفتيش “تشارلى” و بدء فى معاينتها اثناء فحص الحارس لجواز سفره حيث لاحظ ان الحاجز الموضوع فى نقطة التفتيش على ارتفاع 95 سنتيمترا اعلى الارض و بعد رجوعه الى الجزء الغربى بدء فى ترتيب افكاره حول الخطه عن طريق البحث عن وكالات تأجير السيارات لمحاولة العثور على سيارة منخفضة بما يكفي للانطلاق نحو الحاجز و الانزلاق اسفله و وقع اختياره على سيارة رياضية حمراء من نوع ” أوستن هيلي سبرايت” و كان ارتفاعها 90 سم ثم يعود بها الى القطاع الشرقى لتنفيذ خطته التى حدد موعدها بأن تكون بعد منتصف الليل بقليل .
و قبل التنفيذ بساعات قام “هاينز ميكسنر ” باجراء بعض من التعديلات على السيارة التى من الممكن ان تساعده خلال عملية الهروب حيث قام بازالة الزجاج الامامى و اخراج بعض الهواء من اطارات السيارة لتكون منخفضة بشكل اكبر و وضع “مارجريت” في الجزء الصغير خلف مقعد السائق و امها فى الخلف بمنطقة وضع الامتعه و من اجل حمياتها من اى اطلاق نار محتمل خلال عملية الهروب احاطها بالعديد من الطوب .
و فى يوم تنفيذ العمليه فى 5 مايو عام 1963 توجه الى نقطة تشارلى و وقف امام الحاجز الأول من الجانب الشرقى من الجدار و بمجرد عرض جواز سفره على الحارس اشتبه فى السياره نتيجة التعديلات الموجودة فيها و اشار اليه ان يتجه الى المكان الجمركى لتفتيشها بالكامل الا ان ” هاينز ميكسنر ” لم يعطه الفرصه حيث انطلق فجأه بسيارته و تجاوز الحارس عابرا للحواجز و منطلقا ناحية الغرب و بعد ان استوعب الحراس الموقف بدأوا فى اطلاق النيران عليه الا ان الاوان كان قد فات بعد أن عبر بالفعل الى الجانب الغربى بسرعة خرافيه حتى انه عندما اوقف العربه بالمكابح كانت قد تركت على الارض علامات من شدة سرعة السيارة و توقفها المفاجئ حيث استقبلهم الحراس الامريكيين على الجانب الاخر و هم مذهولين ايضا و كان تعليقه حينها “الان يمكننى اخيرا الزواج” .
أقرأ أيضا : صورة سيمون توسو السيدة التى تعرضت للتطهير الوحشي من قبل الفرنسيين لإتهامها بالتعاون من الألمان
و الجدير بالذكر ان تلك الحادثه قد تكررت مرة اخرى بعد ان نجح الأرجنتيني “نوربرت كونراد” بتهريب خطيبته ” هيلجا فيرنر ” بنفس الاسلوب مما دفع السلطات فى المانيا الشرقيه و لمنع تكرار تلك الحوادث الى سد اى ثغرات فى الحواجز و اضافة المزيد من المعوقات التى تصعب فرار اى سيارة .