تعد وكالة ناسا للفضاء مؤسسة علمية مستقله تابعة للحكومة الامريكيه و هى وكالة معنية بجميع الابحاث المتعلقة بعلوم الفضاء و مجال الطيران بالاضافة الى اشرافها على العديد من البرامج العلمية المرتبطة باستكشاف الفضاء و معرفة خباياه عبر ارسال العديد من المسابير و تأهيل الرواد للقيام بالعديد من المهمات خارج نطاق كوكب الأرض كما انها تضم خيرة علماء الفلك و الفضاء و المهندسين و الفنيين و العديد من الوظائف الاخرى التى قد يكون بعضها غريبا حيث تداول مؤخرا ان الوكالة بصدد الاعلان عن شغل وظيفة ضابط حماية الكواكب و التى تنحصر مهمته فى حماية كوكب الأرض من اى هجمات لكائنات فضائيه و هو الامر الذى أثار الكثير من الجدل حول صحة ذلك الخبر فهل بالفعل ناسا فى حاجة الى ظابط يحمى كوكبنا من اى هجمات محتمله من الخارج ؟
التقييم
بالفعل المعلومة صحيحه فقط فى جزء منها حيث طلبت وكالة ناسا عام 2017 أفرادا لوظيفة “مسؤول حماية الكواكب” و هو دور يهتم بشكل أساسي بمنع نقل التلوث من الأرض إلى الكواكب الأخرى و العكس اما الجزء الخاطئ منها فهى ان الوظيفه ليست معنية بحماية الارض من كائنات فضائيه كما هو يتداول بين الناس .
الأدله
في 2 من أغسطس عام 2017 نشرت جريدة ” يو اس ايه توداى ” اعلانا عن حاجه وكالة ناسا لشغر وظيفة “مسؤول حماية الكواكب ” و سرعان ما انتقل الخبر الى المواقع الاخرى و التى استخدمت عناوين مثيرة مثل “ناسا توظف شخصًا لحماية الأرض من الكائنات الفضائية” حيث نص بيان ناسا على ما يلي :
تبحث الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء ” ناسا ” حاليًا عن شخص يحمل تصريحًا أمنيًا لضمان عدم عودة التلوث العضوي والبيولوجي إلى سفينة الفضاء.
و في حين أن هذا البيان صحيح من الناحية الفنية الا أنه اثار الكثير من الجدل نظرا لفهم الناس الخاطئ لطبيعة العمل المطلوب من ” مسؤول حماية الكواكب ” و أهم جانب منها هو حماية الكواكب و الأجرام الفضائية الأخرى من أن تتلوث من قبلنا نحن و هو دوره الموكول اليه حيث اوضحت ناسا تلك النقطة قائلة :
تم تعيين هذا المنصب لضمان حماية الكواكب و تجنب تلوثها بالمكونات العضوية و البيولوجية نتيجة استكشاف الفضاء اما عن طريق البشر أو الروبوتات .
و تحتفظ ناسا بسياسات لحماية الكواكب تنطبق على جميع مهام الرحلات الفضائية التي قد تحمل عن قصد أو عن غير قصد كائنات أرضية او مكونات عضوية إلى الكواكب أو الاجرام الاخرى في النظام الشمسي بالاضافة الى أي مهمة تستخدم المركبات الفضائية و تهدف للعودة إلى الأرض مع عينات من أهداف الاستكشاف خارج الكوكب حيث تستند تلك السياسة إلى المعاهدات و الاتفاقيات الدولية.
وعلى موقع الويب الخاص بهم يصف مكتب حماية الكواكب طبيعة تلك الوظيفه و يقول :
الحماية الكوكبية ضرورية لعدة أسباب مهمة منها الحفاظ على قدرتنا فى دراسة عوالم أخرى كما هي موجودة في حالاتها الطبيعية لذلك فيجب التأكد من تجنب التلوث الذي قد يحجب قدرتنا على إيجاد الحياة في مكان آخر إن وجدت و كذلك لضمان اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المحيط الحيوي للأرض في حالة حدوث ذلك.
و عادة ما يتم تقسيم حماية الكواكب إلى مكونين رئيسيين : أولهم و هو التلوث الأمامي و الذي يشير إلى التلوث البيولوجي لأجسام النظام الشمسي المستكشفة و القادمة من كوكب الأرض وثانيهم هو التلوث العكسي و الذي يشير إلى التلوث البيولوجي الذى قد يصيب الارض نتيجة إرجاع عينات من خارج كوكبنا .
و بالاضافة الى كل ذلك فإن موقف ناسا مفهوما لحماية الكواكب بشكل عام كما ان ذلك المنصب ليس مستحدث حيث تعود وظيفة “ضابط حماية الكواكب” إلى عام 1963 عندما شكلت المنظمة منصبًا أطلقوا عليه اسم ضابط الحجر الصحي الكوكبي ثم تم اجراء عددا من التعديلات لإعادة تنظيم هذا الموقف لاحقًا لتنفيذ التزام ناسا بالمبادئ المنصوص عليها في “معاهدة المبادئ المنظمة لأنشطة الدول في استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي بما في ذلك القمر والأجرام السماوية الأخرى” لعام 1967 والتي تنص على ما يلي :
تتابع الدول الأطراف في المعاهدة دراسات الفضاء الخارجي بما في ذلك القمر والأجرام السماوية الأخرى و تقوم باستكشافها لتفادي تلوثها الضار و أيضًا متابعة التغيرات المعاكسة في بيئة الأرض الناتجة عن إدخال مادة من خارج كوكبنا و عند الضرورة تتخذ التدابير المناسبة لهذا الغرض.
و بموجب القانون فإن منصب “مسؤول حماية الكواكب” داخل الوكاله له حد زمني لثلاث سنوات مع خيار لتمديد الوظيفة لمدة عامين اضافيين لذلك فهى وظيفة يتم الاعلان عنها بشكل عادى فى الصحف حين تكون شاغرة و لكن نظرا إلى أن وكالة ناسا تتعامل مع مشاريع دفاعية سرية فليس من المفاجئ أن تأتي الوظيفة لاحد الاشخاص المحددين نتيجة حصوله على تصريح أمنى .
أقرأ أيضا : هل أطلقت وكالة ناسا مهمة لتغيير مسار كويكب يمر بجوار الأرض ؟
و تقول مسؤولة حماية الكواكب السابقة ” كاثرين كونلي ” فى احد اللقائات الصحفيه حول واجبات وظيفتها :
الغرض صراحة هو حماية الأنشطة التي يريد البشر القيام بها حاليا و مستقبلا فإذا كنت على سبيل المثال ترغب بالحفر في طبقة المياه الجوفية على سطح المريخ فسيكون من مصلحة المستعمرين المستقبليين أن تحافظ على نظافة عملية الحفر و ادواته لأن الكائنات الحية يمكن أن تنمو في طبقة المياه الجوفية وتغير الظروف بشكل انت لا تريده .
لذلك فربما تكون جريدة ” يو اس ايه توداى ” محقة بعض الشئ فى ناحية ان جزء من مهمة تلك الوظيفه تتعلق بحماية الأرض من أي تلوث بيولوجي محتمل يُعاد إلى الوطن من الفضاء الا انه واقعيا فإن غالبية المهمات في المستقبل القريب لناسا هي إما مهام لرصد الأرض أو بعثات روبوتية إلى المريخ و هذا يعني أن الكثير من العمل سوف يستلزم تصميم استراتيجيات لمنع احتمالية تلوث هذه الأماكن من الأرض و ليس العكس .