مهرجان الطين .. تجربة فريدة تجمع بين المرح و الجمال في قلب كوريا الجنوبية

يُعد مهرجان الطين الذي يقام بمدينة بوريونج في كوريا الجنوبية أحد أبرز الفعاليات السياحية التي تمزج بين المرح و التفاعل الثقافي وسط أجواء مفعمة بالحيوية و يتم تنظيمه بشكل سنوي خلال فصل الصيف علي شاطئ دايتشيون و فيه يجتمع الآلاف من الزوار المحليين و الأجانب للإستمتاع بالطين في أشكاله المختلفة و المبتكرة و رغم بدايته البسيطة كمجرد حملة تسويقية لمنتجات التجميل المصنوعة من الطين الغني بالمعادن إلي أنه بمرور الوقت تحوّل إلي حدث عالمي يحتفي بالطبيعة و فرصة للإستمتاع بالصحة و الرفاهية وسط أجواء إحتفالية مشوقة لذلك فهو يعتبر مسعي للباحثين عن تجربة إستثنائية مع أصدقائهم أو للإستفادة من فوائد الطين للبشرة .

مهرجان الطين .. تجربة فريدة تجمع بين المرح و الجمال في قلب كوريا الجنوبية

و يقام مهرجان الطين في مدينة ” بوريونج ” بشكل سنوي علي شاطئ دايتشيون الذي يبعد نحو 200 كيلومتر جنوب العاصمة الكورية ” سيول ” و كانت بدايته جزء من حملة تسويقية تهدف إلي الترويج لمنتجات التجميل المصنوعة من طين ” بوريونج ” الغني بالمعادن المفيدة مثل البنتونيت و الجرمانيوم و التي يُعتقد أنها تقدم فوائد كبيرة للبشرة حيث تعمل علي تجديد خلاياها بالإضافة إلي قدرته علي إزالة السموم و الشوائب من الجلد مما يجعله مثاليًا لعلاجات الاسترخاء لذلك أصبح الطين محورًا رئيسيًا لفعالياته حيث يتم نقله من المسطحات الطينية الواقعة في ” بوريونج ” إلي شاطئ دايتشيون لإستخدامه في مختلف الأنشطة الإحتفالية و مع مرور الوقت تطور المهرجان ليصبح حدثًا سياحيًا كبيرًا يستقطب أكثر من مليوني زائر سنويًا من جميع أنحاء العالم .

مهرجان الطين .. تجربة فريدة تجمع بين المرح و الجمال في قلب كوريا الجنوبية

و يرجع أصول مهرجان الطين إلي بداية التسعينيات حيث كانت منطقة ” بوريونج ” تعتمد بشكل كبير علي مناجم الفحم لدعم إقتصادها المحلي لكن مع إغلاق هذه المناجم واجهت المنطقة أزمة اقتصادية حادة لذلك في عام 1994 إستوحي رئيس بلدية دايتشيون آنذاك ” بارك سانج دون ” فكرة مبتكرة بعد أن رأي مشهدًا في فيلم يعرض زوجين يستمتعان بحمام طيني لذلك رأى في هذه الفكرة فرصة لتنشيط السياحة المحلية خاصة بعد قرأته عن دراسة تؤكد أن الطين الموجود في مسطحات بوريونج الطينية غنية بالمعادن المفيدة للبشرة و بذلك بدء المهرجان فعالياته رسميا لأول مرة في عام 1998 كمحاولة لترويج منتجات التجميل المصنوعة من طين ” بوريونج ” و حقق نجاحا فاق التوقعات ليصبح يقام بشكل سنوي لجذب السياح ليس للتسوق أو التجميل فقط و لكن للإستمتاع بالأنشطة التي تقام فيه .

مهرجان الطين .. تجربة فريدة تجمع بين المرح و الجمال في قلب كوريا الجنوبية

و يمتاز مهرجان الطين بتقديمه مجموعة متنوعة من الفعاليات التي تستهدف جميع الفئات العمرية و لعل أبرز الأنشطة التي تقام خلال ذلك المهرجان هي :

  1. برك الطين الضخمة : تُعد برك الطين واحدة من أهم الفعاليات التي تجذب الزوار للإستمتاع بالمهرجان من خلال ممارسة الغطس في الطين و المشاركة في الألعاب الجماعية داخل تلك البرك حيث تشجع هذه الأنشطة علي الاسترخاء والمرح في آن واحد.
  2. منحدرات الطين : و هي فعاليات خاصة لمحبي التحديات و المغامرات حيث يمكنهم الإستمتاع بالتزحلق علي منحدرات مغطاة بالكامل من الطين ما يجعل التجربة مشوقة و مليئة بالضحك.
  3. سجن الطين : يعد “سجن الطين” واحدًا من أكثر الأنشطة ترفيهًا في مهرجان الطين حيث يتم إحتجاز المشاركين في سجن مؤقت مصنوع من الطين و يخوضون داخله تجارب غمر ممتعة .
  4. التزلج علي الطين : و هي مشابهة لفكرة التزلق علي الجليد حيث تُنظم مسابقات تزلج علي المسطحات الطينية و يتنافس المشاركين في أجواء تنافسية مرحة.
  5. الطين الملون للرسم علي الجسم : و هو نشاط يتم فيه تحضير الطين الملون خصيصًا للرسم علي الجسم من أجل تشجيع الزوار علي الإبداع و التعبير عن أنفسهم من خلال رسم لوحات فنية بإستخدام الطين.
  6. العروض الموسيقية و المسرحية : بجانب الأنشطة الرياضية السابقة يقام علي الشاطئ عروض موسيقية حية و مسابقات جماعية تعزز تلك الأجواء الإحتفالية.
  7. التسوق و منتجات التجميل : يتوفر في المهرجان سوق مخصص لبيع منتجات التجميل المصنوعة من طين بوريونج و التي تشمل أقنعة الوجه و مستحضرات العناية بالبشرة.
  8. الخدمات الصحية والعلاجية: إلي جانب المتعة يوفر المهرجان خدمات صحية متنوعة مثل التدليك و العلاج بالإبر بإستخدام الطين و بذلك يجمع مهرجان الطين ما بين الترفيه و العناية بالصحة.
مهرجان الطين .. تجربة فريدة تجمع بين المرح و الجمال في قلب كوريا الجنوبية

أقرأ أيضا : مهرجان سونجركان التايلاندي الذى يتبارز فيه المشاركين بالمياه

و بسبب تلك الفعاليات المشوقة في مهرجان الطين أصبح رمزًا ثقافيًا و سياحيًا هامًا في ” كوريا الجنوبية ” ليس فقط لأنه يجذب الملايين من الزوار سنويًا بل لأنه يساهم بشكل كبير في تنشيط إقتصاد المنطقة لتوفيره فرص عمل موسمية للمئات كما يساهم في تعزيز شهرة ” بوريونج ” على الصعيد العالمي كوجهة سياحية رئيسية مميزة للأفراد الباحثين عن تجربة مليئة بالمتعة و الإسترخاء و الفوائد الصحية .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *