مخرج الفيلم هو الشخص المسئول عن الجوانب الفنية و الدرامية للعمل السينمائي حيث يقوم بتخيل السيناريو و ينقله إلي أرض الواقع عبر توجيه طاقم الفيلم و الممثلين كما يلعب دورًا رئيسيًا في إختيار أعضاء فريق التمثيل الأنسب للقصة إضافة إلي إشرافه علي جميع الجوانب الإبداعية في صناعة الأفلام و ليس من الضروري أن يكون مخرج الفيلم دارسا للإخراج في إحدي الأكاديميات المتخصصة حيث شهد عالم الفن العديد من الأسماء البارزة في عالم الإخراج لأشخاص كانوا يعملون في مجال مختلف كمصورين أو كتاب سيناريو أو منتجين أو حتي ممثلين و لدي كل مخرج أسلوب خاص به في العمل حيث يضع بعضهم مخططًا عامًا للحبكة و يسمح للممثلين بإرتجال الحوار بينما يفضل أخرين إتباع التعليمات بدقة مع الإلتزام بالنص كما يمكن أن يقوم المخرج بإجراء بعض من الجوانب الفنية الأخري بنفسه مثل كتابة السيناريو الخاص بالفيلم كما يفعل كريستوفر نولان أو تحريره أو حتي الظهور في بعض مشاهده حتي و إن كانت بسيطة مثل ألفريد هيتشكوك .
و تتمثل مهمة مخرج الفيلم في تصور طريقة لترجمة السيناريو إلى عمل سينمائي كامل التكوين و من أجل تحقيق هذه الرؤية فهو يقوم بالإشراف على العناصر الفنية و التقنية الضرورية لإنتاجه بالإضافة إلي التواصل مع الممثلين و باقي طاقم العمل و هذا بطبيعة الحال يتطلب إحترافية في قيادة تلك المجموعة بالإضافة إلي ضرورة إمتلاكه لمهارت أخري تتمثل في فهم البيئة التي سيكون بها موقع التصوير و وجود ملكات فنية لتأطير اللقطات و المداومة علي إعطاء ملاحظات دقيقة للممثلين و طاقم العمل و نظرا لأن نجاح أي فيلم يعتمد بالأساس علي التعاون بين عناصره فمن مهمة مخرج الفيلم أيضا إمتلاك القدرة علي حل النزاعات و التوسط عند الضرورة في حالة وجود أي خلافات بين تلك العناصر و بعضها و لذلك يعتبر عمل المخرج شاق جدا لأنه من الضروري وجوده في كل مرحلة من مراحل إنتاج الفيلم إضافة إلي أن البعض منهم قد يتولي أدوارًا إضافية مثل الإنتاج أو الكتابة أو التحرير .
و بشكل عام في عالم السينما يكون الرؤساء المباشرين علي مخرج الفيلم هم المنتجين أو الأستوديو الذي يمول ذلك العمل و أحيانا قد يقوم المخرج نفسه بأعمال الإنتاج حيث يختلف دور المنتج عن المخرج داخل العمل السينمائي في أنهم عادةً ما يديرون العمليات اللوجستية و التجارية للإنتاج بينما ينحصر عمل مخرج الفيلم في إتخاذ القرارات الإبداعية تحت قيود الميزانية المرصودة للفيلم و متطلبات المنتج أو الأستوديو كما يلعب أيضًا دورًا مهمًا في مرحلة ما بعد الإنتاج حيث يتواصل مع محرر الفيلم و يشرح رؤيته العامة له و يتمتع المخرجين المشهورين بإمتياز القص النهائي مما يعني أن لهم الكلمة الأخيرة بشأن تحريره أما بالنسبة للمخرجين الآخرين فيمكن للأستوديو طلب المزيد من التعديلات دون إذنه .
و من الملاحظ أن مخرج الفيلم ليس بالضرورة أن يكون دارسا أكاديميا في إحدي المعاهد المتخصصة فى الإخراج حيث بدأ بعض مخرجي الأفلام ككتاب سيناريو أو محرري أفلام أو منتجين أو ممثلين أو نقاد أفلام أو مصورين و لكن بشكل عام يلتحق العديد من مخرجي الأفلام بمدرسة للسينما للحصول على درجة البكالوريوس حيث يدرس طلاب السينما عمومًا المهارات الأساسية المستخدمة في صناعة الفيلم و هذا يشمل على سبيل المثال قوائم اللقطات و كيفية التواصل مع الممثلين المحترفين و الطاقم و قراءة النصوص كما يتوفر في بعض مدارس السينما منشآت ما بعد الإنتاج و إلى جانب المهارات الفنية و اللوجستية الأساسية يتلقى الطلاب أيضًا تعليمًا حول طبيعة العلاقات المهنية التي تحدث أثناء إنتاج الفيلم و عادة ما يقوم الطلاب بإخراج أفلام قصيرة أثناء دراستهم كنوع من التدريب .
و عادة ما يعمل مخرج الفيلم لحسابه الخاص و يتم تعيينهم لكل مشروع بناءً على عدد من التوصيات و سمعته في ذلك المجال و من الممكن أن يكون الإتفاق علي الأجر و الحصول عليه عند التعاقد أو أن يكون كراتب أسبوعي أو يومي و أحيانا قد يحصل مخرج العمل علي نسبة من الأرباح و نظرا لأهمية تلك المهنة فى عالم السينما فهناك العديد من الجوائز المختلفة للإخراج السينمائي و التي تدار من قبل أكاديميات و جمعيات نقاد و مهرجانات للأفلام و نقابات حيث تعتبر جائزة الأوسكار لأفضل مخرج و جائزة مهرجان كان السينمائي لأفضل مخرج من بين الجوائز المرموقة في ذلك المجال كما يوجد أيضا جائزة أسوء مخرج و التي تقدم من قبل جائزة التوتة الذهبية .
و وفقًا لتقرير صادر عن منظمة اليونسكو عام 2018 فإن صناعة السينما في جميع أنحاء العالم بها عدد غير متناسب من المخرجين الذكور مقارنة بالإناث و اللائي يقمن بإخراج 20٪ فقط من الأفلام في أوروبا علي الرغم من أن 44٪ من خريجي قسم الإخراج من مدارس السينما الأوروبية من النساء أما في ” الولايات المتحدة ” و تحديدا في “هوليوود” فتشكل النساء 12.6 % فقط من مخرجي الأفلام و إعتبارًا من عام 2014 كانت هناك 20 امرأة فقط في نقابة المخرجين في “اليابان” من إجمالي 550 عضوًا أما في ” الهند ” فيعد تمثيلهم قليل جدا في مجتمع ” بوليوود ” حتى بالمقارنة مع البلدان الأخرى و لكن يوجد حاليا إتجاه نحو مزيد من الإهتمام بالمخرجات من قبل منصات أمازون و نتفليكس .