حينما يتحول الخبز إلي سُكر : قصة ماثيو هوج مع متلازمة التخمير الذاتي

من المثير أن يكون الخبز و المكرونة قادرين علي جعل الإنسان في حالة من السكر كما تفعل البيرة أو المشروبات الكحولية و هذا ليس خيالًا بل حقيقة يعيشها بريطاني يدعي ماثيو هوج الذي يعاني من حالة نادرة تُدعى متلازمة التخمير الذاتي و فيها يقوم جهازه الهضمي بتحويل الكربوهيدرات إلي كحول نقي بدلاً من الحصول علي الطاقة و هو ما يجعله في حالة من السكر و الإرهاق الدائم و يتسبب في إرباك حياته و يتركه يواجه تحديات كبيرة يوميًا بدءًا من تعبه المزمن و حتي أسلوب تعامله مع المحيطين به.

حينما يتحول الخبز إلي سُكر : قصة ماثيو هوج مع متلازمة التخمير الذاتي

و متلازمة التخمير الذاتي Auto-Brewery Syndrome و المعروفة أيضًا بمتلازمة تخمير الأمعاء هي إضطراب نادر يجعل الأمعاء تنتج الإيثانول (الكحول النقي) من الكربوهيدرات التي يستهلكها الشخص و هذه الحالة تجعل المصاب يعاني من أعراض السكر بمجرد تناول أطعمة عادية تحتوي علي الكربوهيدرات مثل الخبز أو المكرونة و قد تتراوح الأعراض بين الشعور بالإرهاق و التشويش العقلي و حتى السكر التام كما لو كان هذا الشخص قد تناول مشروبات كحولية و تشير الدراسات إلي أن تلك المتلازمة قد تكون مرتبطة بوجود كميات غير طبيعية من الخمائر في الأمعاء مثل الخميرة الفطرية التي تُعتبر المسؤولة عن التخمير غير الطبيعي للكربوهيدرات و تحويله إلي كحول و رغم ندرة هذه المتلازمة إلا أنها قد تصبح أكثر إنتشارًا مع زيادة مقاومة البكتيريا للأدوية و زيادة مشكلات الجهاز الهضمي المرتبطة بالنظام الغذائي الحديث .

حينما يتحول الخبز إلي سُكر : قصة ماثيو هوج مع متلازمة التخمير الذاتي

و يعاني من تلك الحالة الفريدة ” ماثيو هوج ” و هو بريطاني يبلغ من العمر 34 عامًا حيث تسببت تلك المتلازمة في تغيير حياته بشكل جذري لأنه في سنوات مراهقته كان يعاني بشكل مستمر من التعب و عدم القدرة علي التركيز الأمر الذي أثر بالسلب علي تحصيله الدراسي و نشاطه البدني علي الرغم من أنه كان رياضيًا و متميز خلال دراسته و مع تقدمه في العمر بدأت حالته في التدهور دون سبب واضح و هو ما جعله يشعر بالحيرة والإحباط خاصة مع فشل الأطباء في تشخيص حالته و معرفة أسباب أعراضه الغريبة و إنفاقه ما يقرب من 80 ألف دولار علي الفحوصات الطبية دون نتائج حتى تمكن طبيب في ” المكسيك ” من تشخيص حالته بشكل صحيح و بأنه “متلازمة التخمير الذاتي”.

و رغم أن تشخيص الحالة كان خطوة إيجابية إلا أن التعامل مع “متلازمة التخمير الذاتي” لم يكن بالأمر السهل حيث يتبع ” ماثيو هوج ” حمية غذائية صارمة تشبه حمية ” باليو ” و لكن دون تناول للفواكه بهدف تقليل كمية الكربوهيدرات التي قد تتخمر في أمعائه و مع ذلك لا تزال الحالة تؤثر بشكل كبير علي حياته حيث يعاني من الإرهاق المزمن الذي يمنعه من العمل بدوام كامل لذلك فهو يأمل في أن تسهم الأبحاث المستقبلية في إيجاد علاج نهائي لهذه الحالة الغريبة و المثيرة للإهتمام .

أقرأ أيضا : رايلي هورنر الفتاة التي تفقد ذاكرتها كل ساعتين

و لعل أحد أصعب الأمور التي يواجهها ” ماثيو هوج ” خلال معاناته مع “متلازمة التخمير الذاتي” هو التحدي الإجتماعي و النفسي الناتج عن هذه الحالة حيث يقول كيف أن العديد من الأشخاص بمن فيهم الأطباء و زملاء العمل و حتى الأصدقاء و العائلة لا يصدقون وجود مثل هذه الحالة و هو ما يسبب له إحباطًا كبيرًا و يزيد من صعوبة التعامل مع المرض لذلك و بدافع مع إحباطه قرر أن يدير موقعًا إلكترونيًا يُدعى “The Environmental Illness Resource” و المخصص لتقديم معلومات حول الأمراض النادرة مثل حالته و من خلال هذا الموقع يحاول دعم الآخرين الذين يعانون من نفس الإضطراب و يواجهون تحديًا كبيرًا يتمثل في عدم تصديق الآخرين لهم .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *