تمثال الحرية هو أشهر معلم أمريكي و يقع فى جزيرة ليبرتي علي مدخل ميناء نيويورك و صمم على يد النحات الفرنسي فريديريك أوجست بارتولدي و أشرف على بناءه جوستاف إيفل الذى كان مسئولا عن بناء الأيقونة الفرنسية برج إيفل ثم أرسل التمثال إلي الولايات المتحدة كهدية صداقة من الشعب الفرنسي إلي الشعب الأمريكي و تم تكريسه لأول مرة في مكانه الحالي يوم 28 من أكتوبر عام 1886 و هو تمثال يجسد ليبرتاس إلهة الحرية الرومانية التى تحمل شعلة فوق رأسها بيدها اليمنى و في اليسرى تحمل قالبا منقوشا عليه تاريخ إعلان إستقلال البلاد بالإضافة إلي إحتوائه علي قيد مكسور و سلسلة ملقاة عند قدميها و هي تمشي إلى الأمام إحياءً لذكرى الإلغاء الوطني الأخير للعبودية و من ثم أصبح ذلك التمثال رمزًا للحرية و للعالم الجديد خاصة بعد أن كان يُنظر إليه على أنه رمز للترحيب بالمهاجرين الجدد الذين يصلون عن طريق البحر و كان ذلك التمثال يُدار قديما من قبل مجلس منارة الولايات المتحدة و بحلول عام 1901 تولي شئون إدارته وزارة الحرب حتي عام 1933 و بعدها و حتى اللحظة يتم الإشراف عليه من قبل جهاز خدمات الحدائق الوطني و يعتبر المكان المتواجد به تمثال الحرية منطقة جذب سياحي و يمكن لعدد محدود من الزوار التواجد فى حافة قاعدته أو فى داخل التاج و لكن من الصعب جدا الوصول إلي شعلته بعد أن تم حظر التواجد بها منذ عام 1916 و من المعروف أن هيكله مصنوع بالكامل من معدن النحاس لذلك تناثرت العديد من الأقاويل التى تشير إلي أن لون تمثال الحرية يوم تكريسه كان مختلفا تماما عن اللون الموجود به حاليا نتيجة تعرض هيكله لعمليات أكسدة ناجمة عن عوامل الزمن و البيئة البحرية المحيطة عملت على تكوين طبقة خارجية طبيعية على سطحه ساهمت فى تغيير لونه بشكل ملحوظ فهل تلك المعلومة صحيحة ؟ .
التقييم
الأدلة على تغير لون تمثال الحرية
من الصحيح تاريخيًا و علميًا أن لون تمثال الحرية الحالي لم يكن لونه الأصلي و أن تفاعلات الأكسدة بالفعل هي المسؤولة عن لونه الأخضر الحالي حيث تم بناءه عن طريق تشكيل صفائح من النحاس لذلك ليس من المستغرب أن يكون لون تمثال الحرية الأصلي هو لون النحاس أى بني باهت عندما تم الكشف عنه لأول مرة للجمهور في 28 أكتوبر عام 1886 و نظرا لأن النحاس عنصر تفاعلي بشكل معتدل فمن الطبيعي على مدار فترات طويلة من الزمن سوف يتفاعل ببطء شديد مع الأكسجين و المواد الكيميائية الأخرى الموجودة في الهواء و من خلال سلسلة من تفاعلات الأكسدة تلك سوف تتشكل طبقة رقيقة خضراء تميل إلي الزرقة تعرف بإسم “الزنجار” و هى طبقة لا تقوم بإضفاء لون مختلف بشكل ملحوظ عن لون تمثال الحرية الأصلي فحسب بل تعمل أيضا كطبقة حماية طبيعية ضد المزيد من التآكل .
و تعتبر ملاحظة تغير لون تمثال الحرية ليست وليدة اللحظة بل تم ذلك في بدايات القرن العشرين حين ظهرت تقارير إخبارية في وقت مبكر تتحدث على إمكانية عمل طلاء جديد للتمثال كما ورد فى جريدة ” بافلو إيفننج نيوز ” فى عدد 19 يوليو عام 1906 و كان السبب خشية المسؤولين من أن اللون الأخضر الذي ينتشر عبر التمثال ربما يكون مادة ” الفيرديجريس ” المدمرة لهيكله :
و لكن بعد مرور عام نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالًا يشير إلى أن المسؤولين قرروا الإبقاء علي اللون الأخضر للتمثال و رفضوا أى دعوات لكشطه أو طلائه مجددا حيث قالت نصا : “أولئك الذين خافوا من أن اللون الأخضر الذي تركه الزمن و البيئة المحيطة بتمثال الحرية و يدعون بضرورة إزالته بالرمل و الفرشاة نقول لهم أنه لم يعد هناك حاجة إلى الخوف كما أنه ليست هناك أى نية لدي مهندسي وزارة الحرب لإزالة الزنجار الذي خفف من شكل التمثال و جعله جميلًا” .
أقرأ أيضا : هل صورة عازف الجاز لويس أرمسترونج مع زوجته أمام أبو الهول فى مصر حقيقية ؟