علي الرغم من أن إنجلترا مهد للعديد من الرياضات الشهيرة عالميا مثل كرة القدم و الإسكواش إلا أنها أيضا مهد لرياضات قد تكن مغمورة علي المستوي العالمي لكنها لا تخلو من الغرابة و لعل أبرزها لعبة تسمي ركل الساق Shin-kicking و هي رياضة قتالية إنجليزية يرجع تاريخها إلي أوائل القرن السابع عشر و يطلق عليها أحيانا إسم حفر قصبة الساق أو الخرخرة و فيها يقوم إثنان من المتسابقين بمحاولة ركل بعضهما البعض على قصبة الساق لإجبار الخصم علي السقوط أرضا و ذلك بغرض تجميع النقاط للفوز بالمباراة .
و تعتبر رياضة ركل الساق واحدة من أبرز الألعاب الموجودة في بطولة أولمبياد كوتسوولد حيث أدرجت عام 1612 و ظلت تمارس بها حتي تجميد تلك الألعاب في خمسينيات القرن التاسع عشر و حين أعيد إحيائها مجددا عام 1951 عادت مرة أخري مع البطولة بإعتبارها بطولة العالم لركل الساق و لا تزال حتي اللحظة واحدة من أكثر الألعاب شعبية لأنها تجتذب حشودًا تصل إلى آلاف المتفرجين نظرا لتجذرها في الثقافة الإنجليزية حيث كانت يوما هواية شائعة بين عمال المناجم و كانت تُعرف بإسم قتال السدادات أو الخرخرة بمدن المطاحن في لانكشاير و أعتمدت وسيلة قتالية لتسوية النزاعات التي كانت شائعة أواخر القرن التاسع عشر و حتى ثلاثينيات القرن العشرين و مع بداية الهجرة و الإستيطان إلي العالم الجديد في ” الولايات المتحدة ” أصطحبها معهم المهاجرين البريطانيين .
و تتكون رياضة ركل الساق بعدد من الجولات و في كل واحدة منها يواجه المقاتلين بعضهم البعض ثم يمسكون بياقة أو أكتاف بعضهم و بشكل تقليدي خلال أولمبياد كوتسوولد يرتدون معاطف بيضاء تمثل ثوب الرعاة و خلال اللعب يحاولون عادةً ضرب ساق خصمهم بالجزء الداخلي من القدم و كذلك بالأصابع بغرض إفقاد الخصوم توازنهم و طرحهم أرضا و يتم إستبعاد المنافسين إذا قاموا بركل خصمهم في أي مكان أعلي أو أسفل الساق كما أنه في حالة قيام أحد المنافسين برمي خصمه دون رفع إحدى ساقيه أو الإتصال بقصبة قدم الخصم فسيتم منح الرمية لخصمه و يعتمد النجاح في هذا الحدث علي عاملين مهمين و هما خفة الحركة و القدرة على تحمل الألم لأن القتال ينتهي حين يشعر الخاسر بالألم و “يكفي هذا” و حينها تتوقف المباراة علي الفور و لضمان عدالة اللعب تتم مراقبة المباريات من قبل حكم يحدد نتيجة المباراة و في المسابقات الحديثة يفوز المقاتل الذي يحرز ستة جولات من أصل عشرة على منافسه .
أقرأ أيضا : مصارعة الزيت .. لعبة قتالية تركية تمارس منذ سبع قرون
و بالنسبة لرياضة ركل الساق فتقول أسطورة أن بعض لاعبيها القدماء كانوا يرتدون أحذية ذات مقدمة فولاذية أثناء المنافسات كما أنهم من أجل تدريب أنفسهم علي تحمل الألم كانوا يعرضون سيقانهم للضرب بالمطارق و لكن حاليا في المسابقات الحديثة و لحسن الحظ لا تعتمد تلك الخطوات القاسية حيث يُطلب من المقاتلين إرتداء أحذية رياضية أو ذات أصابع ناعمة مع ضرورة حشو أرجل البنطلونات التي يجب أن تكون طويلة بالقش الذي يقدمه المشرفين علي الحدث للتبطين و من لا يلتزم بتلك التعليمات يتم إستبعاده علي الفور و منعه من أي مشاركات مستقبلية كما تتواجد أطقم الإسعاف خلال تلك الفعاليات تحسبا لحدوث أي إصابات محتملة .