مع إنتهاء الحرب العالمية الثانية بدء الحلفاء فى تقسيم ألمانيا و عاصمتها و أستحوذ السوفييت علي الجزء الشرقي منها بينما حصل الأمريكيين و البريطانيين و الفرنسيين علي الجزء الغربي و نظرا لصعوبة العيش داخل ظل النظام الحكم الشيوعي فقد دفع ذلك العديد من الألمان للهجرة من الجانب الشرقي و التوجه نحو الغرب مما كان سببا لبناء جدار برلين الذي يعتبر من أهم رموز الحرب الباردة و كان من الملاحظ أن الهجرة لم تقتصرعلي المدنيين فقط و لكن شملت العسكريين أيضا كما يظهر في تلك الصورة التى عرفت بإسم قفزة الحرية و تبرز هروب الجندي الألماني كونراد شومان من الجانب الشرقي إلي الغربي عبر قفزه من السلك الشائك الفاصل بين الجانبين .
التاريخ : 15 أغسطس عام 1961 .
المصور : الألماني “بيتر لبيبنج” – وكالة الأسوشيتدبرس .
التفاصيل : بدأت قصة صورة ” قفزة الحرية ” بإرسال الجندى الألماني ” كونراد شومان ” مع زملاءه لحراسة أحد القطاعات التى تمثل الحد الفاصل بين برلين الشرقية و الغربية و التي سيبني عليها لاحقا جدار برلين حيث كانت مسيجة في ذلك الوقت بالأسلاك الشائكة و خلال وقوف “كونراد” فى نوبته كان مواطنين من ألمانيا الغربية يتظاهرون فى الجانب الاخر و ينادوه بأن يأتي إليهم و أثناء هتافهم أقتربت سيارة شرطة تابعة لألمانيا الغربية بجوار السياج و حينها و بشكل مفاجئ ألقي الجندي سلاحه و قفز فوق السلك الشائك و ركب السيارة التي أنطلقت بسرعة بعيدا عن المنطقة .
و في تلك الأثناء كان المصور الألماني “بيتر لبيبنج” متواجدا بذلك المكان و تمكن من توثيق تلك اللحظة بعدسته لتخرج منها صورة ” قفزة الحرية ” التي تعتبر واحدة من الصور الأيقونية لتلك المرحلة حيث يقول أنه ذهب مع مصورين و صحفيين لتغطية الأحداث فى ذلك القطاع و لاحظ أنه يوجد علي الجانب الأخر جندي يدخن السجائر بشكل متواصل و كان معاه أثنين من زملاءه يقومون بعملهم إلا أن غريزته و خبراته كمصور دفعته أن يركز علي ذلك الجندي تحديدا و لمدة ساعة كاملة لتولد شعور لديه بأنه سيقفز نتيجة هتافات المتظاهرين و هو ما حدث بالفعل و ألتقط الصورة التى نشرت بجميع الصحف فى اليوم التالى لمدى وضوحها و دقة توقيتها .
و عقب هروبه ظل ” كونراد شومان ” فى أحد مراكز اللاجئين فى “ألمانيا الغربية” حتى سبتمبر من نفس العام و بعدها أستكمل حياته فيها و يعتبر هو أول جندى ينشق من الشرق و يذهب للغرب و لمحاولة التقليل من ذلك الحادث أعلنت حكومة ألمانيا الشرقية ردا علي صورة ” قفزة الحرية ” أنه تم إختطافه و لكن مع تكرار المحاولات من جنود أخرين أصبحت حجة ضعيفة و غير مقنعة .
أقرأ أيضا : صورة سيمون توسو السيدة التى تعرضت للتطهير الوحشي من قبل الفرنسيين لإتهامها بالتعاون من الألمان
و أصبحت صورة ” قفزة الحرية ” واحدة من أشهر الصور المتميزة في عصر الحرب الباردة كما أنها أصبحت وثيقه هامة أطلقتها ذاكرة العالم التابعة لليونسكو فى برنامجها الخاص بإنهيار حائط برلين و أقيمت منحوتة بإسم ” جدار القفز ” وضعت فى نفس مكان هروب الجندي “كونراد شومان ” و بعدها نقلت الى مكان أخر .