ماسولة .. القرية المعلقة في قلب الجبال الإيرانية

في سفوح جبال تالش الشرقية و علي إرتفاع يبلغ حوالي 1050 مترًا فوق مستوى سطح البحر تقع واحدة من أغرب الأماكن في العالم و هي قرية ماسولة الواقعة في محافظة جيلان شمال إيران و التي تتميز بأمتلاكها لتصميم معماري فريد من نوعه تتراص فيه المنازل ذات اللون البني الترابي فوق بعضها البعض مكونةً مشهدًا بديعًا يشبه قطع الليجو أو الميكانو كما أنها قرية تحمل عبق تراثي حيث يرجع تاريخها إلي القرن العاشر الميلادي لذلك ليس بالغريب أن تكون قرية ماسولة واحدة من أبرز الوجهات السياحية في إيران لقدرتها علي جذب الألاف من الزوار سنويا للإستمتاع بمعمارها الفريد و طبيعتها الخلابة .

ماسولة .. القرية المعلقة في قلب الجبال الإيرانية

و تُعتبر الهندسة المعمارية في قرية ماسولة إستجابة ذكية للتضاريس الجبلية المحيطة بها حيث بُنيت المنازل علي منحدر يميل بزاوية 60 درجة و يُستخدم سقف كل منزل كفناء أو ممر للمنزل الذي يعلوه و هو ما يخلق شبكة متكاملة من المساحات العامة و الخاصة التي تتيح للزوار الإستمتاع بالتجول سيرا علي الأقدام في شوارعها و أزقتها الضيقة و سلالمها المتعرجة و بطبيعة الحال لا يسمح تصميم المكان بمرور السيارات داخل القرية لذلك فتعتبر هي المكان الوحيد في ” إيران ” الذي يُحظر فيه إستخدام المركبات نهائيا .

و تُبنى منازل قرية ماسولة بإستخدام مواد محلية مثل الطوب و الخشب و تتميز بواجهات مغطاة بطبقة من الطين ذات اللون الأصفر المائل إلي البني و هو شكل يمنحها مظهرًا دافئًا يتناغم مع البيئة الطبيعية المحيطة و يُعتقد أن هذا التصميم يُساهم بشكل أو بأخر في مقاومة الزلازل حيث تستند المنازل إلي أساسات صخرية قوية و مدعمة بجدران خلفية متينة تُعرف بـ”جدار الجبل” كما تُضفي الشرفات الخشبية المزخرفة و الأزقة المتعرجة سحرًا خاصًا علي المشهد العام للقرية .

ماسولة .. القرية المعلقة في قلب الجبال الإيرانية

و تُحيط بقرية ماسولة الإيرانية مناظر طبيعية خلابة من غابات كثيفة و وديان خضراء و هو ما يجعلها مقصدًا مثاليًا لمحبي الطبيعة و هواة التنزه لذلك تُعتبر المنطقة موطنًا للعديد من مسارات المشي و التسلق لذلك فيقبل عليها العديد من الوافدين الراغبين في الإستمتاع بجمال الطبيعة من خلال رحلات سياحية يومية أو طويلة تستمر لعدة أيام حيث يقابلون خلال ترحالهم برعاة الأغنام المحليين الذين يعيشون في الأكواخ الجبلية و الذين غالبًا ما يدعون الزوار لتناول الشاي و الإستمتاع بالضيافة الريفية .

و بجانب سحر الطبيعة الخلابة تُعد قرية ماسولة أيضًا مركزًا للثقافة و الحرف التقليدية حيث يُبدع الحرفيين المحليين في إنتاج المصنوعات اليدوية مثل النسيج و التطريز و الفخار و يُمكن للزوار شراء هذه المنتجات كتذكارات و التعرف علي التقنيات التقليدية المستخدمة في صناعتها كما تُقام في القرية مهرجانات و فعاليات ثقافية علي مدار العام تعكس التراث الغني و التقاليد العريقة للمنطقة و لذلك تسعى السلطات الإيرانية حاليًا إلي إدراج قرية ماسولة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو نظرًا لأهميتها التاريخية و المعمارية .

ماسولة .. القرية المعلقة في قلب الجبال الإيرانية

إقرأ أيضا : كاستيل فوليت دو لا روكا بلدة إسبانية تقع علي حافة الهاوية

و بالنسبة للإقامة توفر قرية ماسولة مجموعة متنوعة من الخيارات بدءًا من الفنادق الفاخرة وصولًا إلي بيوت الضيافة الإقتصادية و يُمكن للزوار الباحثين عن تجربة أكثر أصالة الإقامة في المنازل المحلية حيث يُقدم السكان خدمات الإستضافة للزوار بشكل يتيح لهم فرصة التعرف علي نمط الحياة المحلي و الإستمتاع بالضيافة الإيرانية التقليدية و تعد أفضل الأوقات لزيارة المكان هي فصول الربيع و الصيف و الخريف حيث يكون الطقس معتدلًا و مناسبًا للتجول و إستكشاف الطبيعة بينما في فصل الشتاء تغطي الثلوج المكان مما قد يعيق الحركة و يجعل بعض المسارات غير قابلة للإستخدام و مع ذلك فإن المشهد الشتوي يُضفي جمالًا خاصًا علي القرية و يجذب الزوار الباحثين عن تجربة فريدة في الأجواء الثلجية .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *