مما لا شك فيه أن العالم قد شهد تطورا تكنولوجيا غير مسبوقا فى الأونة الأخيرة خاصة بعد بدء الاعتماد على الذكاء الصناعى فى العديد من المجالات و المكون بمجموعة من الروبوتات التي تحاكي و تعرض المهارات المعرفية البشرية مثل التعلم و حل المشكلات و غيرها و نتيجة نجاح تلك التقنية فى تسهيل الأعمال على البشر فقد أعتمدت عليها العديد من الشركات كالمواقع الشهيرة مثل جوجل و نتفليكس و أيضا شبكات التواصل الاجتماعى التى يأتى فى مقدمتها موقع الفيسبوك و الذى يستخدمه بغرض التعرف على الصور بشكل تلقائى دون الحاجة إلى الاعتماد على العلامات أو النص المحيط و الترجمة الفورية لبعض المنشورات و أيضا لاغراض انسانية مثل مساعدة الأشخاص المعاقين بصريًا من خلال إنشاء صور تتحدث عن محتوى الصورة بصوت مرتفع لوصف تفاصيلها اضافة الى محاولاته منع الانتحار من خلال البحث عن علامات تشير الى وجود مشاكل في مشاركات المستخدمين و تعليقات الأصدقاء عليها ثم إنشاء التنبيهات لمساعدة هؤلاء الأشخاص , و رغم مميزات الذكاء الصناعى الا أن البعض قد حذر من استخدامه لوجود بعض من التخوفات من حدوث تمرد من قبله على البشر و هو ما جسدته السينما فى العديد من الأفلام أشهرها ماتريكس و فى وسط تلك المخاوف ظهر خبر تداول بكثافة مؤخرا ان خبراء الذكاء الصناعى العاملين فى موقع الفيسبوك أصيبوا بالفزع بعد أن لاحظوا خلال تجربة ذكاء صناعى أن بعض من روبوتاتها بدأت في التحدث و التواصل فيما بينهم بلغة خاصة و مشفرة و هو ما دعى الموقع الى ايقاف تلك التجارب على الفور فهل تلك المعلومة صحيحه ؟
التقييم
الأدلة
ربما لم يكن من قبيل المصادفة أن اثنتين من أهم القصص الإخبارية التى ظهرت في يوليو عام 2017 كان أولها هو تحذيرًا من رائد الأعمال التكنولوجي الملياردير “إيلون ماسك” من أن الذكاء الاصطناعي (AI) يشكل تهديدًا وجوديًا للحضارة الإنسانية أما ثانى الأخبار فكان الإعلان عن إيقاف تجربة ذكاء صناعى كانت تتم برعاية موقع “فيسبوك” و التى وفقًا لبعض المصادر أنها ألغيت بعد أن اكتشف الباحثين أن روبوتات الدردشة التي برمجوها قد بدأت في التواصل مع بعضها البعض بلغة خاصة بهم و مشفرة و هو الأمر الذى يشكل خطورة فى بداية تمرد الألة على البشر .
ففى 15 من يوليو عام 2017 أخبر “إيلون ماسك ” الذي حذر سابقًا من سباق تسلح بالذكاء الاصطناعي مشيرا الى أن المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي كبيرة جدًا لدرجة أنه يحتاج منا إلى استعدادا استباقى له قبل فوات الأوان و هو تحذير اثار المخاوف خاصة بعد أن ناقشت السينما تلك النقطة فى العديد من الأفلام مبرزة مأساويتها و هو ما جعل أى خبر يتحدث عن ذلك الموضوع فى هذا الوقت لافتا للانتباه حيث نشر فى أحد المدونات المجهولة خبرا يتحدث عن أن فريق أبحاث الذكاء الصناعى التابع لفيسبوك أغلق مؤخرًا اثنين من روبوتاته الخاصة بالمحادثه و المسميين ” أليس ” و ” بوب ” بعد أن بدأوا التحدث مع بعضهما البعض بلغة صنعوها فيما بينهم و هو خبر تلقفته الصحافة و بدأت فى نشره مما أحدث ضجة كبيرة بين الناس .
و بالبحث عن صحة ذلك الخبر وجدنا ان روبوتات المحادثة هي برامج كمبيوتر تحاكي المحادثات البشرية من خلال النص و نظرًا لأن روبوتات الدردشة ليست قادرة حتى الآن على القيام بوظائف أكثر تعقيدًا تتجاوز على سبيل المثال الإجابة على أسئلة العملاء فقد بدأ فريق فى موقع “فيسبوك” اجراء تجربة ذكاء صناعى لمعرفة ما إذا كان يمكن تطوير تلك البرامج للمحادثات التفاوضية فيما بينهم و عليه كان هناك روبوتى الذكاء الصناعى للمحادثة ” أليس ” و ” بوب ” و باجراء عدد من التجارب أحرز كلا الروبوتين نجاحات متفاوتة فى التفاوض بين بعضهم البعض الا أنه و خلال واحدة منهم أنتبه الباحثين الى أنهم لم يحفزوا الروبوتات على الالتزام بقواعد اللغة الإنجليزية خلال محادثتهم و نتيجة لذلك نتجت محادثة بينهم مكونة من حوارًا غير منطقي و مفهوم على ما يبدو و هو ما فسره البروفسير التقنى ” دروف باترا ” بأن روبوتات الذكاء الاصطناعى طالما أنهم لم يبرمجوا على الالتزام بقواعد اللغة الصحيحه سينجرفون بشكل تلقائى الى ابتكار كلمات و اختصارت خاصة بهم لسهولة التواصل و هو شئ شبيه بالطريقة التي يقوم بها الناس لصنع اختصارات للكلمات .
و بألقاء الضوء على تلك التجربة سنجد أن الهدف الرئيسى منها كان إنشاء روبوتات محادثة يمكنها التواصل بذكاء مع البشر لذلك عندما بدأت الروبوتات في استخدام الاختصارات الخاصة بهم وجههم ” فيسبوك ” إلى إعطاء الأولوية لاستخدام اللغة الإنجليزية الصحيحة و بالتالى تم حل المشكلة حيث يقول البروفسير ” باترا ” أن تلك الأمور تعد طبيعية فى عالم الذكاء الصناعى و يمكن تجاوزها ببساطة لكنها لا تصل الى درجة اغلاق الذكاء الصناعى فمن غير الممكن أن كل خطأ بسيط يحدث بمثل ذلك الشكل يواجه بإغلاق المشروع بكامله .
أقرأ أيضا : هل حذرت الشرطة من استخدام الرموز التعبيرية فى فيسبوك لخطورتها ؟
و عليه فإن تلك المعلومة تعتبر خاطئة لأن كل ما هنالك أن ” فيسبوك ” طور روبوتين محادثة مدعومين بالذكاء الاصطناعي لمعرفة ما إذا كان بإمكانهما تعلم كيفية التفاوض و خلال هذه العملية شكلت الروبوتات اختصارًا مشتقًا سمح لها بالتواصل بشكل أسرع و هى ظاهرة شائعة بين أنظمة الذكاء الاصطناعي و لم يغلق الموقع ذلك الروبوتين على الاطلاق .