رغم بشاعة الحروب و ما تتركه ورائها من دمار و خراب الا انه قد يكون خلالها بعض من اللمحات الإنسانية فمن بين ألاف الصور التى توثق الحرب العالمية الثانية و ما أحتوتها من فظائع و مأسي الا أنه يوجد العديد منها يحمل رسائل عدة قد يكون أهمها أن الحروب دائما تساهم بشكل سلبي فى التفريق بين أفراد الأسرة و هو ما يتضح من تلك الصورة التى تظهر هروب الطفل وارن برنارد ذات الخمس سنوات من يد والدته ليتجه نحو والده الجندي جاك عند تقاطع شارع كولومبيا بمنطقة نيو وستمنستر فى كندا أثناء توجهه مع زملائه الى الجبهة للمشاركة فى الحرب .
التاريخ : 1 أكتوبر 1940 .
المصور : الأمريكى ” كلود ديتلوف ” – مصور مجلة لايف .
التفاصيل : ترجع خلفية تلك الصورة عقب اعلان “كندا” الحرب على “ألمانيا” و فى تلك الاثناء تم تجنيد الاب ” جاك برنارد ” فى فوج “كولومبيا البريطانية” و بعد عدة اشهر صدرت تعليمات للفوج الى أنه سينتقل إلى وجهة سرية ما وراء البحار و بينما كانت القوات تسير فى موكب و هى مغادرة الى وجهتها الغير معلومه عبر شوارع “نيو وستمنستر” كان المصور ” كلود ديتلوف ” موجودا لتوثيق تلك اللحظات حيث تمركز فى مكان يمكنه من تصوير الفوج بالكامل و بينما كان يستعد لالتقاط الصورة رأى صبياً يركض على الطريق قائلا ” انتظرنى يا ابى ” و والده يبتسم له و ينقل بندقيته الى اليد الاخرى ليحمله للحظات و الفوج وراءه و عتدها التقط المصور الصورة التى كانت تحفة فنية من التكوين نظرا لعفويتها حيث انتشرت بشكل كبير مع الوقت فى كل الصحف العالميه و نالت صدى كبيرا لدرجة أنه تم تعليقها في كل مدرسة في “كولومبيا البريطانية” أثناء الحرب و أعتبرتها مجلة “لايف” واحدة من اشهر 10 صور تم التقاطها خلال ذلك العام .
و يروى ” وارن برنارد ” الذى كان طفلا فى الصورة تفاصيلها حيث يبدء بأنه لا يتذكر بشكل كبير ما حدث فى يوم التقاطها سوى ان جدهم كان قد يقلهم هو و والدته بسيارته القديمه الى ذلك المكان و حدث ما حدث مع والده لكنه يتذكر جيدا ما حدث بعد ذلك بيوم حين ظهرت الصورة و انتشرت عبر وسائل الإعلام و اصبح مشهورا فجأه و نظرا لشهرة الصورة لفتت انتباه الجيش و طلبوا من والدته الإذن بتضمينه للمشاركه فى بعض من الفعاليات التى تقام تحت إشرافه حيث كانوا يقيمون حفلات فنيه لجمع الاموال للمجهود الحربى و كان ” وارن ” يخطب في الناس لشراء سندات الحرب للمساعدة فى اعادة والده الى المنزل و كانت خطبه ذات اثرا كبيرا على الناس الذين يندفعون لشراء تلك السندات .
أقرأ أيضا : صورة سيمون توسو السيدة التى تعرضت للتطهير الوحشي من قبل الفرنسيين لإتهامها بالتعاون من الألمان
و الجدير بالذكر ان الوجهة السريه للفوج كانت هى مدينة ” نانايمو ” و هو تقع فى الساحل الشرقى الكندى على بعد ثلاث ساعات من تحركهم و لاحقا انتقل الفوج للمشاركه بالمعارك فى “فرنسا” و “هولندا” و مع انتهاء الحرب عاد الاب ” جاك برنارد ” الى منزله فى اكتوبر عام 1945 حيث كان نفس المصور موجودا لتوثيق لحظة لم شمل الاسرة مرة اخرى و نظرا لتأثير الصورة تم انشاء تمثالا تذكاريا لها من البرونز لتوثيق تلك اللحظة و وضع فى نفس المكان كما اصدر طابعا تذكاريا يضم تلك الصورة الايقونيه و اصدار سلسلة من ثلاث عملات معدنية تتميز بمشهد مقتبس من تلك الصورة .