في أعماق جبال وايت ماونتنز بوادي إينيو شرق ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة تقع واحدة من عجائب كوكب الأرض و هي شجرة ميثوسيلاه التي تُعتبر هي الأقدم في العالم بعد أن بلغ عمرها ما يقرب من 4850 عاما و منذ إكتشافها في منتصف خمسينيات القرن الماضي و حتي وقتنا الراهن يظل موقعها سرًا محفوظًا بعناية لحمايتها من أي أذي محتمل من قبل المخربين نظرا لأنها تعد رمزًا للقوة و الإستمرارية و شاهدًا حيًا علي آلاف السنين من تاريخنا البشري بعد أن بدأت حياتها قبل بناء الأهرامات المصرية مرورا بمعاصرتها للحضارات القديمة من بلاد الرافدين إلي روما و ظلت صامدة حتي وصلت إلى عصرنا الحديث بسلام .
![ميثوسيلاه .. تعرف علي أقدم شجرة في العالم](https://www.millionma3loma.com/wp-content/uploads/2025/01/methotree2-1.jpg)
و كان إكتشاف شجرة ” ميثوسيلاه ” نتيجة سنوات من البحث ففي أوائل خمسينيات القرن الماضي كان عالم النباتات في جامعة أريزونا ” إدموند شولمان ” يبحث في المتنزهات و الصحاري و الحقول عن أشجار غير عادية أو قديمة أو غير مكتشفة و علي وجه التحديد الأشجار الحساسة للتغيرات المناخية التي تظهر علامات علي تأثرها بتغير المناخ و تكيفها علي مر السنين إلي أن جاء عام 1953 حين أخبره حارس من غابة إينيو الوطنية في ولاية كالفورنيا عن وجود مجموعة خاصة من الأشجار في أعماق جبال وايت ماونتنز يُزعم أن عمرها آلاف السنين و ذهب العالم إلي هناك و خلال رحلته الأولي تسلق مع مساعده الجبال و تمكنا من الحصول علي عينة من إحدي الأشجار و بشكل مذهل تبين أن عمرها يتجاوز 1500 عام و أطلقوا عليها إسم “شجرة البطريرك” و أصبحت مصدر إلهام لشولمان في السنوات التالية دفعته للعودة إلي الجبال مرارًا و تكرارًا للبحث عن أقدم شجرة في العالم .
![ميثوسيلاه .. تعرف علي أقدم شجرة في العالم](https://www.millionma3loma.com/wp-content/uploads/2025/01/methotree1.jpg)
و بحلول صيف عام 1957 قام ” شولمان ” و مساعده بإكتشاف مذهل عندما عثروا علي مجموعة صغيرة من الأشجار القديمة كان عمرها جميعا يتجاوز 4000 عام و من بينهم برزت شجرة واحدة قدر عمرها في ذلك الوقت بنحو 4789 عامًا و هو ما جعلها هي الأقدم علي وجه الأرض لأنها بدأت في النمو قبل بناء أهرامات الجيزة و عاصرت تقريبًا كل التاريخ البشري المسجل من الهلال الخصيب إلي اليونان و روما و من العصور المظلمة إلي الثورة الصناعية و حتى يومنا هذا لذلك أطلق عليها إسم “شجرة ميثوسيلاه” تكريمًا لجد سيدنا نوح الذي قيل أنه عاش 969 عامًا و رغم حصول الشجرة علي إسم إلا أن موقعها ظل سرًا لعقود من أجل حمايتها مع الأشجار المحيطة بها من عبث المخربين .
![ميثوسيلاه .. تعرف علي أقدم شجرة في العالم](https://www.millionma3loma.com/wp-content/uploads/2025/01/methotree3.jpg)
و بينما تُعتبر شجرة ميثوسيلاه علي نطاق واسع أقدم شجرة في العالم إلا أن البعض يشكك في ذلك الإدعاء لأنه توجد أشجار تتجاوز عمرها بشكل كبير فعلي سبيل المثال يقدر العلماء أن مستعمرة أشجار الحور الرجراج العملاقة الموجودة في ولاية يوتا و المعروفة بإسم “باندو” يزيد عمرها عن 80,000 عام و مع ذلك فإن جزءًا كبيرًا من هذا العمر الطويل يأتي من خصائصها المتكاثرة عن طريق الإستنساخ فعندما يموت جذع واحد تنمو براعم جديدة من جذور الجذع القديم لتحل محله و بنفس المواصفات القديمة كما أنه توجد أشجار أخرى مشابهة لـ”باندو” في جميع أنحاء العالم مثل شجرة “Old Tjikko” في ” السويد ” التي يبلغ عمرها 9000 عام و هذه الشجرة تشبه ” ميثوسيلاه ” بإعتبارها شجرة فردية و لكنها مثل “باندو” تعيش بعامل الإستنساخ بسبب تجدد جذعها علي مدى قرون من جذر واحد و لعل ذلك هو ما يعطي لشجرة ميثوسيلاه اللقب لأنها غير متكاثرة عن طريق الإستنساخ و هذا يعني أنها أقدم شجرة فردية معمرة و ليست جذعًا متجددًا من جذر قديم .
و بالإضافة إلى الأشجار المتكاثرة عن طريق الإستنساخ التي يتجاوز عمرها شجرة ” ميثوسيلاه ” إلا أنه كانت هناك عينات أخرى أثارت الشكوك حول وضعها كأقدم شجرة في العالم فعلي سبيل المثال في عام 1964 طلب طالب دراسات عليا مساعدة خدمة الغابات الأمريكية لقطع شجرة صنوبر لدراستها و لسوء الحظ أظهرت الأبحاث أنهم قاموا بقطع أقدم شجرة في العالم حيث كانت الشجرة المعروفة بإسم “بروميثيوس” تبلغ من العمر 4862 عامًا أي أكبر من ” ميثوسيلاه ” بحوالي 66 عامًا و لكن نظرا لأن “بروميثيوس” لم تعد موجودة فهذا معناه أن ” ميثوسيلاه ” إحتفظت بلقبها المتفرد كما أنه في عام 2013 عثر العلماء علي شجرة أخرى جديرة بالملاحظة في جبال وايت ماونتنز و ورد أن عمرها قد تجاوز 5000 عام و هو ما هدد مكانة ” ميثوسيلاه ” و لكن بعد أربع سنوات بدأ التشكيك في هذا الإدعاء بسبب مشاكل في طريقة إختبار العينة .
![](https://www.millionma3loma.com/wp-content/uploads/2025/01/methotree4.jpg)
إقرأ أيضا : تعرف علي شجرة المانشنيل أكثر الأشجار السامة علي وجه الأرض
و حتي اللحظة لا تزال شجرة ” ميثوسيلاه ” تحتفظ بلقب “أقدم شجرة في العالم” و للمساعدة في الحفاظ علي هذا اللقب و ضمان إستمرار حياتها في ظل ظروف طبيعية أبقت السلطات موقعها سريًا و إتخذت جهودًا أخرى لضمان بقائها و حتى السماح لها بالتكاثر في السنوات الأخيرة فعلي سبيل المثال قام العلماء بإزالة مخاريط منها و أعادوا زراعتها بعيدًا عن الشجرة علي أمل التدخل وراثيًا لإستمرار سلالتها و قد نجحت خطتهم بالفعل في تحقيق ذلك و حاليا لا تزال تلك الشجرة صامدة و يأمل العلماء أن تظل علي وضعها لسنوات أطول .