يسعي الكثير من الناس لفعل المعجزات لتسجيل أسمائهم فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية و فى المقابل قد يتم تسجيل أفراد أخرين لا لشئ سوى أن القدر هو من أراد ذلك حيث يتصدر تلك القائمة شخص أمريكي يدعي روي سوليفان و الذى دخل الموسوعة من أوسع أبوابها بعد أصيب بضربات للبرق لسبع مرات متتالية طوال حياته حيث كانت واحدة منها كفيلة أن تقضي عليه فى الحال و لكن لحسن حظه نجا منهم جميعا و بإصابات بسيطة و بسبب ذلك نال شهرة كبيرة لدرجة أن وسائل الإعلام قد أطلقت عليه إسم موصل البرق البشري .
ولد ” روي سوليفان ” عام 1912 بولاية “فرجينيا” فى ” الولايات المتحدة ” و عمل حارس في حديقة “شيناندواه الوطنية” عام 1936 و كان شخص يتصف وسط أقرانه بالشجاعة و الطيبة ثم بدأت رحلته مع عالم البرق عام 1942 حين كان يختبأ من عاصفة رعدية فى أحد أبراج المراقبة التى لم تحتوى وقتها على مانع للصواعق و نتيجة لذلك تم ضربه بصاعقة من البرق و كانت النيران كانت تخرج من كل مكان فبادر بالهروب من البرج و هو مصاب بإصابة بالغة فى ساقه اليمنى ثم مرت السنوات حتى عام 1969 ليصاب ” روي سوليفان ” بصاعقة أخرى و هو داخل شاحنته على أحد الطرق الجبلية و هو أمر غير معتاد حيث يعتبر هيكل الشاحنة وسيلة حماية من الصواعق لمن يكون على متنها و لكن فى حالته كانت إصابة غريبة حيث ضرب البرق الأشجار القريبة منها ثم أنتقل الى أحد النوافذ المفتوحة فى الشاحنة أدى إلي إصابته بفقدان للوعى مع إحتراق لحواجبه و رموشه و إشتعال النيران فى شعره ثم أستمرت الشاحنة فى الحركة و هو فاقدا للوعى إلى أن توقفت بالقرب من أحد الحواف الجبلية و لحسن حظه نجا من البرق و السقوط من أعلى بأعجوبة .
و بعد مرور عام كان ” روي سوليفان ” فى حديقة منزله حيث ضرب البرق أحد محولات الكهرباء بالقرب منه و أنتقلت الصاعقة الى كتفه الأيسر التى تم حرقها بالكامل و فى عام 1972 و بينما كان يعمل فى حديقة شيناندواه ضربته واحدة من تلك الصواعق أدت إلى إحراق شعره مرة أخرى حيث كانت تلك الحادثة هى نقطة تحول كبيرة لأنه بدء يشعر أن الأمر أصبح غير طبيعيا و أن هناك قوى خارقة تعمل على إصابته بهذا الشكل المتواصل لذلك قرر إتخاذ بعض من الإجرائات التى تكفل له الحماية من التعرض لتلك الحوادث مرة أخرى منها أنه أثناء حدوث أى عاصفة رعدية و هو فى الخارج كان من الضروري أن يتوقف بشاحنته على الطريق حتى تنتهى بالإضافة الى إصطحابه لبعض من زجاجات المياه تحسبا لحدوث أى إحتراق محتمل له .
و لكن على الرغم من إحتياطاته و كما يقولون أن الحذر لا يمنع القدر فمع حلول عام عام 1973 و بينما كان ” روي سوليفان ” يمر بسيارته فى مكان عمله شاهد سحابة عاصفة فى مرحلة التكون حتى قال أنه شعر و كأنها تتبعه فقرر إتخاذ إحتياطاته و البقاء فى الشاحنة و عندما شعر بإستقرار الأمور خرج منها و بمجرد الخروج أصيب بصاعقة أدت الى إصابته بيديه و قدميه و كالعادة إشتعال شعره أيضا و من شدة الضربة وقع على الأرض ثم بدء الزحف إلى شاحنته لإطفاء الحريق الذى أصيب به شعره ثم تكرر الأمر عام 1976 بتكون سحابة عاصفة و التى كانت تطارده و أنتهت بضربة صاعقة له أدت الى إصابته فى الكاحل و إشتعال شعره و أخيرا بعدها بعام و بينما كان ” روي سوليفان ” يصطاد فى أحد البحيرات ضربته صاعقة من البرق أدت الى إصابته بحروق فى الصدر و البطن و بكل تأكيد شعره كالمعتاد .
أقرأ أيضا : الكرواتي فران سيلاك الذى تعرض خلال حياته الى سبعة حوادث مميتة و نجا منهم جميعا
و لسوء الحظ أن الإصابة بالبرق لم تقتصر على ” روي سوليفان ” فقط بل كانت تصل إلى مرافقيه أيضا حيث أصيبت زوجته أثناء تعليقها للملابس خارج المنزل برفقة زوجها الا أنه تمكن من النجاة وقتها لهروبه من جوارها فى اللحظات الأخيرة و نتيجة لذلك أصبح الناس يتحاشون مراقبته نتيجة خوفهم من التعرض للإصابة بأى صاعقة معه لأنه فى إحدي المرات و بينما كان يمشى مع أحد أصدقائه و عند بدء إحدى العواصف أستأذن منه صديقه و تركه خوفا من تعرضه للخطر نتيجة مرافقته له إلي أن أنتهت تلك الرحلة بحلول عام 1983 بعد نهاية مأساوية لـ ” روى سوليفان ” حيث أطلق النار على نفسه و توفي متأثرا بجراحه عن عمر يناهز 71 عاما و لكن على الرغم من وفاته إلا أنه لا يزال إسمه مسجلا فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية بصفته أكثر شخص أصيب بالصواعق .