يعتبر البيض ركيزة أساسية في أي موائد للطعام و كان ينظرا إليه دائما منذ القدم كرمزًا لولادة الأرض من جديد في إحتفالات الوثنيين بقدوم الربيع و أعتمده المسيحيين الأوائل كرمز لولادة الإنسان لذلك كان من الطبيعي إرتباط البيض بعدد من الأعياد الدينية و الفلكلورات الشعبية مثل عيد الفصح و شم النسيم و مع مرور السنوات بدء البعض في إستخدامه كجزء من الرياضات الترفيهية حيث توجد العديد من الألعاب التي إرتبطت بالبيض و أهمها لعبة رمي البيضة التي يقوم فيها المتسابق بإلقائها بطريقة تضمن هبوطها علي الأرض بشكل أمن و دون أن تنكسر و هي لعبة نالت شعبية كبيرة نظرا لبساطتها و أنشأ إتحاد رياضي عالمي لتنظيمها و يقع مقره في بلدة سواتون بإنجلترا و حاليا توجد مطالبات للجهات المعنية لمحاولة الإعتراف بها كرياضة أساسية مثل باقي الألعاب الأخري .
و يرجع أصل لعبة رمي البيضة إلي القرون الوسطي و تحديدا عام 1322 حين كان رئيس دير سواتون الجديد و هي بلدة ريفية تضم حوالي 80 منزلاً من الطوب و كنيسة القديس ميخائيل التي يرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر هو المقيم الوحيد في تلك القرية الذي كان يمتلك دجاجًا و لتشجيع أبناء رعيته على حضور الكنيسة قام بتوزيع البيض عليهم و في إحدي المرات فاض النهر و أصبح من الصعب علي الرعية الحضور إلي الدير لذلك كان يلقي الرهبان إليهم البيض من فوق النهر و من هنا أصبح الأمر على ما يبدو ممتعا و مفيدا و صار عادة يقوم بها سكان المدينة علي مدار الـ 700 عام التالية .
و علي مر السنوات نظرا لإنتشار عادة رمي البيضة و ممارستها من قبل العديد من الأشخاص علي نطاق واسع أصبح وجود هيئة تعمل علي تنظيم تلك العادة أمرا ملحا لذلك في عام 2004 إنعقد الاتحاد العالمي لرمي البيض من أجل إدارة هذه الرياضة و وضع قوانين من أجل ممارستها بشكل عملي فعلي سبيل المثال يجب أن يأتي كل البيض المستخدم في المنافسة من مصادر يتم تغذيتها عضويًا و أن يكون من دجاج يعيش في سعادة و لا يزال يقع مقر ذلك الإتحاد في بلدة سواتون التي بدأ فيها كل شيء على ما يبدو .
و في كل عام تستضيف المنظمة بطولة العالم لرمي البيض خلال يوم سواتون القديم و هو إحتفال يهدف في الأصل إلى عرض المركبات القديمة و على الرغم من أن المهرجان الذي بدأ في عام 1994 يسبق مسابقة رمي البيض إلا أن روعة تلك اللعبة قد إكتسبت أهمية كبيرة بعد أن جذبت المنافسين من جميع أنحاء العالم من بينهم ثنائي نيوزيلندي كان معروف عنه موهبته بإلقاء البيض لمسافات طويلة في بلادهم و هم ” روبي هولاندر ” و ” نيك هورنشتاين ” و الذين نجحا عام 2017 في رمي البيض لمسافة 81 مترًا ثم تم كسر ذلك الرقم عام 2018 بواسطة ” ريكي بايواي ” و ” كريس ريتشاردز ” برمية و إمساك لمسافة 85.96 مترًا .
أقرأ أيضا : مسابقة صفع الذكور .. حين يكون وجهك هو ملعب المباراة
و في لعبة رمي البيض يمكن للرماة التنافس في خمس فئات أولها حدث ” رمي البيض ” و فيه يقوم فريقان مكونان من شخصين برمي بيضة و إلتقاطها عبر مسافات أكبر فأكبر و ثاني حدث هو ” تتابع البيض الثابت ” و فيه يجب على فريق مكون من 11 قاذفًا تمرير اثنتي عشرة بيضة أسفل الخط في أسرع وقت ممكن و ثالث حدث ” منجنيق البيض ” و فيه تقوم الفرق ببناء آلات تعتمد على تصميمات المنجنيق القديمة و تطلق البيض على أحد أعضاء الفريق البعيدين أما الحدث الرابع فهو ” رمي هدف البيض ” و فيه يكسب المتنافسين نقاطًا عن طريق ضرب مناطق معينة على هدف و يكون متطوع بشري أما الحدث الخامس و الأخير فهو لعبة ” روليت البيض الروسية ” و يسميها الإتحاد العالمي “إختبار الأعصاب” و تتضمن تلك المسابقة متنافسين إثنين و يوضع أمامهم ستة بيضات خمسة منهم مسلوقة و واحدة نيئة ثم يقومون بكسر البيض بجبهتهم واحدة تلو الأخرى و يخسر أحدهم حين يجد البيضة النيئة أولا من خلال سحقها و تظهر صفارًا سائلًا على جبهته .