رغم أن رؤساء الدول بشر مثل الأخرين الا أنهم حين يتصرفون بتلقائية قد يكون الأمر مختلف معهم قليلا لأن مثل تلك التصرفات قد تتصدر عناوين الصحف و تفرد لها التغطيات و التحليلات من قبل وكالات الأنباء كما قد يحصل مصوريها على جوائز عالمية مثل ما حدث مع ملتقط تلك الصورة التى يظهر فيها الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسن و هو يرقص مع إحدى الفرق الغنائية فى مدينة روستوف أمام حشود ضخمة خلال فترة الإنتخابات الرئاسية الروسية لإثبات أنه يتمتع بصحة جيدة تمكنه من قيادة البلاد حال فوزه .
التاريخ : 10 يونيو عام 1996 .
المصور : الروسي “الكسندر زيمليانتشينكو” – مصور وكالة الاسوشتدبرس .
التفاصيل : تدور أحداث تلك الصورة خلال فترة الانتخابات الرئاسية فى ” روسيا ” التى كان مشاركا فيها الرئيس الروسى ” بوريس يلتسن ” كمرشحا لاعادة انتخابه مرة اخرى حيث كان فى منافسة حامية امام عشرة مرشحين اهمهم خصمة الرئيسى ” جينادى زيوجانوف ” الذى كان متقدما على “يلتسن” فى استطلاعات الرأى المبكرة حيث أثير فى ذلك الوقت العديد من المخاوف حول طبيعة الوضع الصحى للرئيس الروسي و التشكيك فى مدى قدراته فى قيادة البلاد مرة اخرى و محاولة منه للرد على تلك المزاعم و اثناء اقامة حفل لموسيقى الروك خلال حملته الإنتخابية فى مدينة “روستوف” فوجئ الحضور بصعود الرئيس الى خشبة المسرح و يبدء فى الرقص مع الفريق الغنائي كإثبات منه للمشككين على أنه يتمتع بصحة جيدة الى أن انتهت الانتخابات بفوزه بفترة رئاسية جديدة .
فى تلك الأثناء و خلال اللحظة التى صعد فيها ” يلتسن ” و بدأه الرقص كان حاضرا مصور الاسوشتدبرس ” الكسندر زيملياشينكو ” الذى كان مسئولا عن تغطية جميع رحلات حملة اعادة انتخابه و نظرا لأن ذلك التصرف كان مميزا فقد سارع بتوثيقه بعدسته و بعد إنتهاء الحفلة أرسل الصور الى وكالته و أثناء توجهه الى فراشه فى منتصف الليل تلقى اتصالا من “فين ألابيسو” نائب رئيس وكالة أسوشيتدبرس و محرر الصور التنفيذي و الذى كان معجبا جدا بها و قال له ان تلك الصورة فى حد ذاتها تعد جائزة حقا لبوريس يلتسن فاجابه المصور ببساطة أن ” يلتسن رقص و أنا ضغطت على زر الكاميرا ” .
و بمجرد نشر الصورة فى الصحف نالت شهرة غير مسبوقة ساهمت فى فوز مصورها بالمركز الثالث فى جائزة الصحافة الدوليه لنفس العام و أيضا جائزة بوليتزر حيث علق وقتها المصور ” الكسندر زيملياشينكو ” بأن شعوره حاليا بفوزه بتلك الجائزة أفضل بكثير من شعور الرئيس اثناء رقصه و اضاف أن “يلتسين” رقص مرتين خلال حملته الانتخابية كانت الاولى في مدينة “أوفا” و التقط له بالفعل بعضا من الصور اثناء رقصه لكن الأفضل جاءت في الرقصة الثانية فى مدينة “روستوف” و نظرا لأن خطوط الهاتف كانت ضعيفه في “روسيا” بذلك الوقت فقد كان مستيقظًا معظم الليل محاولًا إرسال تلك الصورة و غيرها و اختتم كلامه بشعوره بأنه يجب أن يشاركه يلتسن فى تلك الجائزة لأنه لو لم يكن يرقص ما كان ليحصل على تلك الصورة .