قصة حقيقة حدثت فى فرنسا عام 2011 و يعتبرها البعض مادة ثرية لأى كاتب يحاول تجسيدها فى رواية او على شاشات السينما فهى لأب مكلوم قتلت إبنته و رغم ادانة قاتلها الا انه ظل حرا طليقا فى موطنه الذى رفض تسليمه فقرر الأب و بعد مرور اكثر من 30 عاما من الجريمه اختطاف قاتل إبنته و ادخاله الى بلده التى يعتبر مدانا فيها بتهمة القتل و تسليمه الى السلطات من أجل اعادة محاكمته و الاقتصاص منه نتيجه جرمه نحو ابنته حتى ولو كان بعد مرور سنوات و سنوات .
بدأت القصة فى صيف عام 1982 بزيارة الفتاة المراهقه ” كالينكا بامبيرسكي ” لالمانيا لقضاء إجازة الصيف مع والدتها ” دانيلى ” و صديق والدتها الالمانى الطبيب ” ديتر كرومباخ ” في منزلهم بالقرب من بحيرة كونستانس حيث كانت تعيش كالينكا فى فرنسا بصحبة والدها ” اندريه بامبيرسكى ” و شقيقها الأصغر , و فى صباح الـ10 من يوليو وُجدت ميتة في سريرها حيث قال “كرومباخ” الذي اتصل بخدمات الطوارئ إنه حقنها بمركب يحتوي على الحديد لمساعدتها على الحصول على بشرة سمراء بشكل أسرع و يبدو انها و نتيجة اصابتها بفقر الدم فقد توفيت على الفور .
وبدأت التحقيقات و نظرا لعدم كفاية الادلة فلم توجه الشرطة الالمانيه اى اتهامات لقاتل إبنته “ديتر كرومباخ ” الا ان والد الفتاه و بعد اطلاعه على التقرير التشريحى اقتنع بأن ذلك الشخص أعطى ابنته الحقنة لتفقد وعيها حتى يتمكن من اغتصابها .
و نتيجة لذلك رفع الأب المكلوم قضية فى فرنسا يتهم فيها ذلك الشخص بقتل ابنته حيث اجريت جلسات لمحاكمته انتهت فى عام 1995 بإدانته “بالعنف المتعمد الذي أدى إلى موت غير مقصود” و الحكم عليه غيابيا بالسجن 15 عاما و تمت إحالة قضيته إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان و التي أعلنت من جانبها أن المحكمة الفرنسية أخطأت في إجراء محاكمة في غياب المتهم اما من الجانب الالمانى فقد رفضوا تسليمه الى فرنسا بدعوى انه خضع للتحقيق بالفعل فى تلك القضيه وبُرئ من ارتكاب أي مخالفات .
و انتهت القضيه بذلك الشكل حيث وصلت الى طريق مسدود الا انه يبدو ان الأب كان له رأى اخر خاصة و ان ” كرومباخ ” قد أقر انه بأنه مذنب في محكمة ألمانية بتهمة تخدير واغتصاب فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا في مكتبه وحكم عليه بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ ومنع من مزاولة المهنة لتتأكد شكوك الأب و فى أحد الأيام بعام 2009 و بينما كان ” ديتر كرومباخ ” مغادرا لمنزله فى المانيا هجم عليه اثنان مجهولين و تم اختطافه و تقييده واقتياده عبر الحدود الى فرنسا حيث تم تركه معلقًا ومكمماً و هو ينزف خارج قاعة المحكمة في مدينة ميلوز بشرق فرنسا ليتم القاء القبض عليه و حبسه على الفور و تطالب ألمانيا باستعادته و رجوعه الى موطنه بينما رفضت باريس ذلك الطلب بدعوى انه مدان على ذمة قضية .
أقرأ أيضا : يحكم عليها بالسجن 30 شهرا بعد حرقها من دون قصد أقدم خامس شجرة عملاقه فى العالم
و بعد فتح ملف الجريمه مرة أخرى و استعادة التحقيقات تم اعادة محاكمة قاتل إبنته ” كرومباخ ” فى عام 2011 حضوريا حيث اعترف ” اندريه بامبيرسكى ” بعلمه بخطة اختطافه من المانيا الا انه نفى تماما عدم تخطيطه او مشاركته فى تلك العمليه حيث كانت الجلسة الاولى لمحاكمته مليئة بالجدال القانونى من قبل محاميي ” كرومباخ ” على ما إذا كان للمحكمة الفرنسية الحق في محاكمته و طالبوا بضرورة تعليق الجلسة وإرسال القضية إلى محكمة العدل الأوروبية للبت في صحة الإجراءات و لينتقل السجال الى خارج جدران المحاكمة حيث قالوا محاموا ” كرومباخ ” انه تم تبرئته فى بلده لعدم كفاية الادلة فكيف يكون مدانا فى فرنسا بينما رد محاموا ” بامبيرسكى ” بأنه الان يتواجد فى فرنسا و التى لديها كل القناعات بإدانته و عليه ان يحاكم .
و انتهت المحاكمة بثبيت الحكم علي ” كرومباخ ” و قضى بعض من سنوات العقوبه فى سجن ” ميلون ” الى ان اطلق سراحه عام 2020 لأسباب صحيه اما الأب فقد حوكم بشكل رمزى و حكم عليه بالسجن لمدة عام مع ايقاف التنفيذ لاختطاف ” كرومباخ ” .