من المعروف أن هوليوود بأفلامها و أعمالها الفنيه هى مصدر الترفيه الأول ليس للولايات المتحدة فقط و لكن للعالم أجمع و من أجل تقديم منتج سينمائى أكثر إثارة كما نشاهد فى أفلام الخيال العلمى و المغامرات قد يقوم بعض من القائمين على ذلك العمل الفنى بإخراج بعضا من المشاهد غير الواقعيه او بالتلاعب فى بعض من المشاهد الأخرى عبر اضافة عددا من المؤثرات البصرية و الصوتية و التى بعضها قد يكون غير علميا أو منطقيا و رغم ظهور العمل النهائى فى دور العرض بتلك المشاهد الا انها تنال رضا الجمهور و يقومون بتصديقها رغم صعوبة تحقيقها على الأقل فى وقتنا الحالى لذلك سنسرد عشرة خرافات شهيره قد نراها فى الأفلام بكثرة و نستمتع بها و لكنها ليست حقيقيه و لا تمت للواقع بصله .
خرافات أسلحة الليزر
سواء كنا نتحدث عن مسدسات الليزر المحمولة أو المدافع العملاقة الموجودة على متن سفن الفضاء فمن المقبول بأفلام الخيال العلمي أننا نتخلى ان يكون مفهوم تبادل اطلاق النيران بين الأبطال منحصرا على الرصاص فقط و لكن يمكن استبدال ذلك باستخدام أشعة الليزر و رغم أن ذلك قد يكون من الممكن مستقبلا إلا أنه فى وقتنا الحالى من الصعب تنفيذ ذلك سوى فى أفلام “هولييود” فقط و كل ذلك مجرد خرافات .
ففى الحياة الواقعية يكون شعاع الليزر غير مرئى و هذا لا يعني أن الليزر المرئي غير ممكن الا أنه أضعف بكثير من شعاع الليزر الخفى نظرا الى أن النوع المرئى تتشتت منه الفوتونات حتى تتمكن من رؤيته و هذا أمرا يجعله أقل نشاطًا و بالتالي أقل قوة لذلك فإستخداماته تعدد معدودة مقارنة بالنوع الغير مرئى لدرجة ان جهاز مثل مؤشر الليزر يستخدم أطوال موجات ضوئية غير مرئية .
خرافة الانفجارات التى يهرب منها البطل
أي بطل عمل سينمائى جيد يعرف كيف يتعامل مع الانفجارات حيث نراه دائما يقفز في الهواء من التضاغط ثم يسقط أرضا و بعدها يستمر فى الركض و لا يهم أن كانت تلك الموجة الانفجارية قوية بما يكفي لتحطيم المباني و السيارات و الأشياء الثقيلة الأخرى و لكن عندما يتعلق الأمر بجسم الإنسان فإن كل ما يفعله الانفجار هو دفع البطل إلى الأمام في حركة بطيئة.
بطبيعة الحال أن كل ما نراه حول تلك النقطة هى بكل تأكيد أمور خارقة للطبيعه لأن الواقع يقول أن الموجه التضاغطيه من المفترض أن تمزق بطلنا إربًا و حتى لو بقي جسده سليما فإن الصدمة الناتجة عن الموجة الانفجاريه لا تدفعه إلى الأمام بل تمر عبره و هذه بمفردها عادة ما تكون كافية لوقف قلبه.
خرافات إستغراق وقت لتعقب المكالمات
هذه الخرافات قد نجدها كثيرا فى أفلام الحركة لأنها تخلق مشهدًا دراميًا مثيرا مع الكثير من التوتر حيث نرى دائما الأخيار على الهاتف يتحادثون مع الشرير و يجب عليهم إبقائه يتحدث لمدة معينة من الزمن قبل أن يتمكنوا من تتبع المكالمة و العثور على موقعه و كادوا يفعلون ذلك و لكن بالطبع الرجل الشرير يغلق الخط دائمًا قبل اكتمال المدة الزمنية المطلوبه .
ما يحدث فى الواقع عكس ذلك ففى معظم الأوقات تعرف الشرطة موقعك بمجرد بدء المكالمة و هذا ليس فقط للخطوط الأرضية و لكن بالنسبة للهواتف المحمولة أيضا نظرًا لأن لجنة الاتصالات الفيدرالية فى “الولايات المتحده” تجبر الشبكات في الوقت الحاضر على امتلاك تقنية تتبع المواقع لهذا الغرض تحديدًا و بكل تأكيد تتبع باقى دول العالم مثل ذلك البروتوكول و تعتبر الحالة الوحيدة واقعيا التى تكون مقاربة للسينما هي عندما يستخدم الشخص السيئ هاتفًا مسروقًا أو مدفوع الأجر و حتى في هذه الحالة لا يستغرق الأمر سوى 60 ثانية لمعرفة مكانه لأننا حاليا فى الألفية الجديدة و ليس فى الثمانينيات من القرن الماضى .
خرافة أن تملى عليك الشرطة حقوقك خلال القبض عليك
هذا واحد من المشاهد الشهيره التى نشاهدها دائما فى الأفلام و المسلسلات التلفزيونية الامريكيه حيث نشاهد أنه بمجرد وصول رجال الشرطة الى الشرير ليتم اعتقاله نراهم يبدأون فى سرد حقوق ميراندا الخاصة به و التى تقول : “لك الحق في التزام الصمت و أي شيء تقوله الان من الممكن أن يُستخدم ضدك في المحكمة .. و لك الحق في الحصول على محامٍ أثناء استجوابك و إن كنت لا تقدر على توكيل محامٍ فستُعيِّن لك المحكمةُ واحدًا قبل إجراء أي استجواب ” .. بكل تأكيد لقد سمعنا هذا الخطاب مئات المرات من قبل و لكن هل ذلك حقيقى ؟ .
في الواقع ليس بالضرورة على رجال الشرطة البدء في تلاوة الحقوق بمجرد أن يكون المجرم مقيدًا و لكن من الممكن ان يتم إعلامك بحقوقك تلك عندما تكون في الحجز و يحدث عادةً أثناء الاستجواب عندما يكون هناك سجل رسمي باعتقالك مسبقا اما غير ذلك فيتلو حقوقك و أنت مكانك اثناء القبض عليك لأنه لو لم يحدث ذلك فإن المجرم من الممكن أن يدعى انه تم انتهاك حقوقه بعدم اعلامه بها و تصبح حقوق ميراندا بطاقة “الخروج من السجن مجانًا”.
خرافات إستنساخ الديناصورات من عينات للحمض النووى
في ظاهر الأمر يبدو الأمر معقولاً حيث يتم حفظ الحمض النووي للديناصورات بطريقة ما و ليكن بداخل الكهرمان المحفوظ فى الجليد منذ ملايين السنيين ثم نستخدمه لإعادة كل الوحوش العملاقة المخيفة مرة أخرى كما نشاهد فى الأفلام لا سيما سلسلة حديقة الديناصورات و لكن هل من الممكن ذلك علميا ؟
الحقيقة المحزنة لعشاق سلسلة الأفلام تلك هي أنها لن تنجح و مجرد خرافات لأن الحمض النووي ببساطة لا يدوم كل ذلك الوقت رغم زعم بعض العلماء أنهم عثروا على مادة وراثية عمرها مئات الملايين من السنين و لكن هذه المزاعم كانت موضع لجدال كبير و تم دحضها حيث تشير الأبحاث الى أن أقدم عينات للحمض النووي تم التحقق منها و استردادها هي لزمن يرجع الى أقل من مليون سنة و هو أمر أقرب بكثير من عصر الديناصورات الذى كان منذ 65 مليون سنة على الأقل .
خرافة عجز الشرطة عن مباشرة عملها الا فى نطاق ولايتها
وفقًا لأفلام كثيرة فنحن نشاهد خلال مطاردة الشرطة لأحد المجرمين أنه يحاول بكل ما أوتى من قوة أن يخرج من المنطقة التى تتمتع بها تلك الشرطة بالسلطة و التى بمجرد نجاحه و خروجه منها يخرج من سيارته بمنتهى الهدوء لأنه لا أحد منهم يمكنه لمسه لخروجه من نطاق سلطاتهم .
فى الحياة الحقيقية يختلف ذلك الامر من ولاية الى أخرى و لكن عادة يمكن للضابط الذي يلاحق المشتبه به القبض عليه أينما كان حيث تسمح بعض الولايات للشرطة التابعة لولاية أخرى بالتصرف بشكل طبيعى لعملهم خارج نطاق ولايتهم القضائية و ذلك نتيجة بعض من الاتفاقيات التى توقع بين المسئوليين القضائيين لتلك الولايات لذلك فاذا ارتكبت جريمة فى “نيويورك” و قررت شرطتها مطاردتك فلا تأمل كثيرا أن المشكلة انتهت اذا خرجت من حدودها فربما تستمر المطاردة حتى “كالفورنيا” و فكرة أن متعقبك قد يتوقف عن حد ما مجرد خرافات .
خرافات اعتبار القرصنه الاليكترونيه نشاط اجرامى
كما نشاهد فى الأفلام أنه يتم استخدام القرصنة في بعض من الأحيان بشكل غير قانوني من قبل مجموعات مختلفة للسيطرة على أنظمة البنوك و الحصول على البيانات المؤمنه و سرقة المعلومات الحساسة أو لإغلاق الأجهزة أو تنظيم الاحتجاجات و دائما ما نشاهد شخصية المقرصن منحصرة على أنه ذكى جدا و انطوائى و مربكًا للمجتمع و لا يزال يعيش في قبو والدته ليمارس منه انشطته .
في الواقع و على الرغم من صحة الانشطة السابقة الا أنه يمكن أن تكون القرصنة وظيفة مشروعة و قانونية تمامًا حيث تستأجر العديد من الشركات قراصنة محترفين للنظر في أنظمتها الخاصة و تعقب نقاط الضعف فيها لأنه من الأفضل كثيرًا أن توظف شخصًا لاقتحام أنظمة شركتك من خلال تلك الثغرات التى لم تكن لديك أي فكرة عنها بدلاً من الانتظار حتى يحدث ذلك على يد شخص أخر لإلحاق الأذى بك.
خرافة الانتظار 24 ساعة قبل الإبلاغ عن شخص مفقود
لقد شاهدت هذا السيناريو مرات لا تحصى في الأفلام و التلفزيون شخص ما مفقود يذهب أحباؤه إلى الشرطة و يتلقون دائمًا نفس الرد: “علينا الانتظار 24 ساعة قبل أن نتمكن من فعل أي شيء.” حيث يشير ذلك الأمر عادة إلى البالغين و ليس الأطفال بسبب أن البالغين يُسمح لهم بالتجول قليلاً هنا أو هناك قبل أن يصبح الأمر من اختصاص الشرطة.
كل هذا غير حقيقى و مجرد خرافات نظرا الى أنه إذا كانت لديك مخاوف حقيقية بشأن تأخر شخص ما و لا تعرف مكانه تنصحك الشرطة بالاتصال بهم على الفور و مع ذلك فإن مجرد الاختفاء ليس جريمة في الواقع لذا لا يتعين على الشرطة إخبارك بمكان وجود هذا الشخص المفقود لاحتمالية أنه لا يريد ان يعرف أحد مكانه رغم توصل الشرطه اليه لذلك كل ما عليها هو اخبارك أنه تم العثور عليه و هو بخير و ليس بإمكاننا ان نفعل أكثر من ذلك .
خرافات أن السونار يشبه لعبة الأتاري
عندما نشاهد فيلم تدور أحداثه في غواصة فبدون أدنى شك سيكتشف شخص ما على متنها في شيئًا يقترب منهم باستخدام جهاز “السونار” الذى يبدو على هيئة شاشة دائرية بها قرص يسير في اتجاه عقارب الساعة و يكشف إشارات ضوئية بسيطة و أساسية و يبدو كما و كأنه لعبة أتاري منذ الثمانينيات.
في الواقع هذا النوع يطلق عله اسم ” السونار الايجابى ” و لا يبدو تمامًا كما هو معروض في الأفلام لكنه يرسل في الأساس موجات معينه و ينتظر عودتها حيث يتم من خلال تلك الموجات تكوين فكرة عن حجم و سرعة و موضع الاجسام المحيطة بك ومع ذلك فإنه يخبر أيضًا كل من حولك بمكان وجودك و لهذا السبب و في معظم الأحيان تستخدم الغواصات “السونار السلبي” لطمس اماكنها و هو مختلف تماما عما نراه فى الأفلام الذى يكون مجرد خرافات من السينما .
أقرأ أيضا : مشاهير من هوليوود تم وضعهم فى القائمة السوداء بدعوى تعاطفهم مع الشيوعيه
خرافة أن قدامى المحاربين المصابين باضطراب ما بعد الصدمة ينهارون بمجرد عودتهم
اضطراب ما بعد الصدمة هو بلا شك قضية مزعجة و هي تؤثر على العديد من الجنود العائدين من الحرب نظرا الى أنه من المحتمل مشاهدتهم بعض من الأشياء السيئة جدًا خلال الحرب و يواجهون صعوبة في إعادة التكيف مع الحياة المعتادة مرة اخرى ومع ذلك فإنه من الخرافات المبالغة اعتبارهم قنابل موقوتة لأنه دائما فى أفلام هولييود نرى أن أي حركة مفاجئة أو ضوضاء عالية تكفي لجعل الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة يسترجع ساحة المعركة ويبدأ في الانهيار او الغضب.
على أرض الواقع صحيح أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة يمكن أن يستعيدوا ذكريات الماضي و تأتيهم نوبات الغضب و أن بعضا منهم أصيبوا بحالات هياج عنيفة بعد عودتهم من الحرب الا أنهم أقلية صغيرة جدًا و تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا لاضطراب ما بعد الصدمة مشاكل فى النوم والاكتئاب و الشعور بالتوتر أو الذنب و هي ردود فعل معقولة جدًا لأي شخص يتعرض لأحداث صادمة و هو أعراض تعد أقل بكثير عما تعرضه هولييود .