المدرع أو الأرماديلو هو حيوان ثديي يتميز بإمتلاكه درع قوي محيط بجسده و مكون بمجموعة من الشرائح التي تختلف أعدادها بإختلاف أنواعها و نظرا لتشابكها و ترابطها بشكل معين مع بعضها البعض فيعمل ذلك علي إكسابه منظر مطوي و رغم صلابة ذلك التدريع إلا أن غلافه مرن للغاية و ذات جلد ناعم يتسع و يتقلص بين تلك الشرائح كما يمتلك أيضًا مخالب طويلة يقوم بإستخدامها في الحفر و البحث عن الطعام و تتميز أسنانه بإتخاذها شكل الوتد لتسهيل عملية تناوله للطعام حيث تعتبر الحشرات هي أكلته المفضلة و رغم ظهوره علي أنه حيوان خالي من الشعر إلا أنه يوجد بعض منه موزع علي الجانبين و البطن و يقال أنها بمثابة مستشعرات تساعده في إستكشاف طريقه داخل إحدي المناطق ليلا حيث يلمس الشعر الأجسام و يتعرف عليها , و تتعدد أشكال المدرع و أحجامه بإختلاف نوعه ففي حين يكون المدرع ذات النطاقات التسعة عارياً يظهر المدرع الوردي الخيالي بفروة و درع صغير و يبدو و كأنه مثل حيوان خلد الماء الذي يرتدي غطاء مدرع و يعتبر ذلك النوع هو أصغر تلك الأنواع حجما حيث يصل طوله إلي 12 سنتيمترا فقط و وزنه 85 جراما بينما أكبرها هو المدرع العملاق الذي يمكن أن يصل طوله بداية من الرأس و وصولا إلى الذيل لنحو 1.5 متر و يصل وزنه إلى 60 كيلوجرام .
و يعيش حيوان المدرع في الأمريكتين و يتواجد معظمهم في أمريكا الجنوبية و الوسطي بإستثناء المدرع ذو التسعة نطاقات التي تعتبر ” الولايات المتحدة ” هي موطنه الأصلي و نظرًا لإختلاف الموائل التي يعيش فيها ذلك الحيوان فتختلف أحجام أجسادهم و مصادر غذائهم حيث يفضل حيوان المدرع دائما الأراضي الرطبة ذات الظل الكثيف و التربة الرملية التي يسهل حفرها و لكن لا يمنع أيضا من تواجد البعض منهم علي الأراضي العشبية كما أنهم يعيشون داخل جذوع الأشجار المجوفة و أحيانا تحت الأرض و من أجل الحصول علي الطعام من الممكن أن يقطعوا مسافات طويلة و حينها يكون لزاما عليهم محاولة تجنب مخاطر تلك الرحلة و رغم أن غالبيتها يعيشون بمفردهم معظم الوقت إلا أنهم يتجمعون سويا عندما يكون الطقس باردًا نظرا لأنهم لا يجيدون البقاء دافئين بمفردهم و لا يبدو أنهم يمانعون في وجود الآخرين حولهم و أحيانًا ما يتشارك المدرع ذو النطاقات السبعة في جحره مع الأخرين .
و نظرا لإمتلاك المدرع القليل من الدهون في جسمه إضافة إلي قشور رقيقة فهو لا يستطيع الحفاظ على درجة حرارته الداخلية كما تفعل معظم الثدييات الأخري و هو ما يتسبب في تغيير سلوكهم من موسم إلى آخر فعلى سبيل المثال في الأشهر الأكثر حرارة قد تكون حياة المدرع ليلية عندما يكون الجو أكثر لطفا مما يساهم في حركته أما عندما يصبح الطقس أكثر برودة فيبدأ في البحث عن الطعام في وقت مبكر من اليوم أما بالنسبة إلي درعه الصلب فهو ببساطة جلد معدّل يعمل لحمايته عندما يشعر بالتهديد و الذي يأتي في الغالب من الكلاب الأليفة و القطط البرية و الطيور الجارحة و البشر و عند تعرضه لموقف خطير فإنه عادة ما يهرب أو يحفر أو يضغط جسده في التراب لمنعه من الإنقلاب و يعد المدرع ثلاثي النطاقات هو الوحيد الذي يمكن أن يضم جسده و يتحول إلى كرة للحماية .
و يتميز المدرع العملاق الذي يتواجد في منطقة تشاكو عن باقي المدرعين الأخرين بأنه يمتلك أكبر عدد من الأسنان و التي تصل أعدادها إلي 100 سن كما أنه يستطيع الإرتفاع علي قدميه الخلفيتين بمساعدة من ذيله الذي يعينه علي التوازن و يقوم بحفر حفر كبيرة بإستخدام مخالبه التي يبلغ طولها 15 سنتيمتر و للأسف لا يُعرف سوى القليل عن هذا المخلوق المذهل الذي يعد أحد أكثر الثدييات المهددة بالانقراض في أمريكا الجنوبية .
و تعتبر الحشرات هي الأكل الأساسي لحيوان المدرع إلا أنه من الممكن أيضا أن يتناول الفاكهة و الحيوانات الصغيرة و الجيف و هو ذات أنف حساس يساعده علي إستنشاق الأطعمة اللذيذة و إذا كانت موجودة تحت الأرض فإنهم يستخدمون مخالبهم الأمامية الطويلة للحفر من أجل الوصول إليه و هو ما يسبب إزعاجا كبير لأصحاب المزارع لأنه من الممكن أن يؤدي إلي تدمير محاصيلهم و نباتاتهم .
و يختلف موسم التكاثر لحيوان المدرع بحسب أنواعه و لكن يوجد البعض منهم يمكنهم التكاثر على مدار السنة حيث يستغرق الحمل في الأنثي ما بين شهرين إلي خمسة و تكون الأم هي المسئولة بشكل كامل عن تربية الصغار نظرا لعدم وجود الأب للمساعدة و يطلق علي طفل المدرع إسم الجرو و يتراوح أعدادها أثناء الولادة ما بين 1 إلي 12 و عندما تولد يكون مدرعها ناعم و رمادي و تشعر وكأنه جلد و يمكنهم التدحرج على شكل كرة في غضون ساعات من ولادتهم و في غضون أيام قليلة يبدء الدرع في التصلب و تقوم الأم بإرضاع أبنائها لمدة تتراوح ما بين 2 إلى 4 أشهر و عادة ما تنضج خلال 9 و 12 شهرًا من العمر و يصل العمر الإفتراضي لتلك الحيوانات ما بين 4 إلى 30 عامًا .
و يواجه حيوان المدرع العديد من المخاطر أبرزها القادمة من الإنسان حيث يعتبرها بعض الناس آفات و يطلقون عليها مبيدات لحماية حدائقهم و غالبًا ما تصطدم بالسيارات لأنها تعبر الطرق بحثًا عن الطعام و الموائل الجديد إضافة إلي أنه نتيجة التوسعات العمرانية فقد أدي ذلك إلي تدمير موائلها كما أن الكثير من الناس يقومون بأكلها و يستخدمون مدرعاتهم في عدد من الصناعات لذلك أصبح العديد منها مهدد بخطر الإنقراض علي الرغم من فائدتها البيئية فهي حيوانات رائعة في الحفر و تعمل كمكافحة ممتازة للحشرات .
بطاقة تعريف
- الفئة : ثدييات .
- الترتيب :سينجولاتا .
- العائلة : داسيبوديداي .
- النوع : 20 .
- العمر : يتراوح عمره عادة ما بين 4 إلي 30 سنة .
- فترة الحمل : من 2 إلى 5 أشهر حسب النوع .
- عدد الصغار عند الولادة : ما بين 1 إلي 12 .
- سن الرشد : من 9 إلي 12 شهرا .
- الطول : الأكبر و هو المدرع العملاق و يصل طوله إلى الذيل نحو 150 سنتيمتر أما الأصغر فهو المدرع الوردي الخيالي و يصل طوله إلى 12 سنتيمتر .
- الوزن : الأكبر و هو المدرع العملاق و يصل وزنه إلي 60 كيلوجراما أما الأصغر فهو المدرع الوردي الخيالي و يصل وزنه إلي 85 جراما .
معلومات سريعة عن المدرع
- يعتبر المدرع هو الحيوان الثديي الوحيد ذات القشرة الصلبة .
- يطلق عليه أحيانا إسم الأرماديلو و هي كلمة إسبانية تعني ” المدرعة الصغيرة ” .
- يمكن للمدرع ذي النطاقات التسعة أن يحبس أنفاسه لمدة ست دقائق تقريبًا مما يسمح له بالسير تحت الماء لمسافات قصيرة كما أنه من الممكن أن يزيد من طفوه فى الماء عن طريق تضخيم المعدة و الأمعاء من خلال إبتلاع الهواء كما أنه يقفز بشكل مستقيم عند الشعور بالدهشة أو الخوف .
- يمكن أن تحمل تلك الحيوانات مرض الجذام و لكن لحسن الحظ يعتبر خطر إنتقالها إلى البشر منخفض للغاية .
- وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض و الوقاية منها فمن الأفضل تجنب التعامل معها أو تناولها.