في حين أن حالات التلاعب في أعمار اللاعبين يعتبر أمر شائع جدًا في البطولات الرياضية التي تنظم داخل أفريقيا إلا أن القصة التي إرتبطت بلاعب خط وسط منتخب الجابون جيلور كانجا كان صادمة لأن تفاصيلها كانت مثيرة للجدل و مورست ضغوط علي الإتحاد الأفريقي لكرة القدم ( كاف ) من أجل فتح تحقيق في الأمر و كادت تلك الأزمة أن تحرم منتخب بلاده من المشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2021 بسبب تواتر أنباء علي أن شهادة ميلاده قد تحدت علوم الأحياء من خلال ولادته بعد وفاة والدته بأربعة سنوات تقريبا .
بدأت تفاصيل تلك الفضيحة في الظهور عام 2021 حين تقدم إتحاد ” الكونغو الديمقراطية ” في لعبة كرة القدم ببلاغ إلي الإتحاد الإفريقي لكرة القدم ضد الإتحاد الجابوني لإشراكهم لاعبًا غير مؤهل و وفقاً لإفادتهم فإن اللاعب ” جيلور كانجا ” الذي يلعب في مركز خط الوسط المهاجم قد قام بتزوير وثائق لإظهار نفسه كمواطن جابوني ولد في الأول من سبتمبر عام 1990 في مدينة أويم بالجابون و زعمت أن تلك المعلومات كانت خاطئة و قدمت إدعاءً جريئًا بأن إسم ذلك الاعب مزيفا و لديه إسم حقيقي أخر .
و قال الإتحاد الكونغولي في بلاغه أن إسم اللاعب ” جيلور كانجا ” الحقيقي هو ” كياكو كياكو كيانجانا ” و أنه قد ولد في 5 أكتوبر عام 1985 في عاصمة البلاد ” كينشاسا ” و وفقا لهم فإن والدته قد توفيت عام 1986 أي بعد عام واحد من ولادته لذلك يكون الشيء المثير للسخرية في هذه الملحمة هو أن ” جيلور كانجا ” أثناء محاولته تزوير تاريخ ميلاده قد ارتكب خطأً فادحًا بعد ثبوت أن ولادته قد حدثت بعد وفاة والدته بـ 4 سنوات و هو بذلك يوضح مدى التضليل الذي ينطوي عليه الأمر .
و لم تكن تلك المرة الأولي التي يقدم فيها الإتحاد الكونغولي لكرة القدم شكواه بخصوص اللاعب ” جيلور كانجا ” حيث كان قد أبلغه في وقت سابق بالأمر إلا أن الكاف كان قد رفض إتخاذ أي إجرائات معللا بأن الدليل الذي قدمه الكنغوليين لم يكن مقنعا و لا كافيا لتحديد الإحتيال و هو ما دفع الإتحاد الكونغولي إلي تقديم طلب إستئناف جديد لدي اللجنة المختصة داخل الإتحاد الأفريقي .
و لم تكن فضيحة اللاعب ” جيلور كانجا ” هي الأولي في عالم كرة القدم الأفريقية بل سبقتها فضائح أخري مشابهة و التي يرجعها البعض إلي فساد الهيئات الحاكمة و ضعف المهارات الإدارية و بدائية أساليب تسجيل المواليد و هو ما يؤدي إلي إعطاء صورة سلبية عن القارة إضافة إلي وضع عوائق أمام اللاعبين المستحقين بتلك المراكز لأنه يتم إشراك أخرين غير جديرين كما أنه يعد إخلال بمبدء تكافؤ الفرص لأن التلاعب في الأعمار يعطي الأفضلية للاعبين الكبار لتكامل بنيانهم الجسماني و إكتسابهم خبرات أكبر داخل الملاعب .
إقرأ أيضا : كارلوس كايزر .. لاعب كرة القدم الأسطورى الذى على مدار حياته المهنيه لم يلعب مباراة أو يحرز هدف
و تعتبر من أشهر الحوادث التي إرتبطت بالتلاعب في الأعمار هو ما حدث عام 2023 حين تم إستبعاد الكاميرون من بطولة UNIFFAC و هي منافسة تقام في وسط أفريقيا للاعبين تحت 17 عامًا و ذلك بعد فشل 21 لاعباً من أصل 30 في إختبارات التصوير بالرنين المغناطيسي المستخدمة لتحديد العمر لدى الرياضيين و هو ما دفع ” صامويل إيتو ” للتعهد بعد إنتخابه رئيسًا جديدًا للإتحاد الكاميروني لكرة القدم بمكافحة الإحتيال في السن كما تم حظر ” نيجيريا ” ذات مرة من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) من ممارسة كرة القدم دوليا بسبب فضيحة الإحتيال في السن بعد أن أظهر ثلاثة لاعبين من فريقهم الأولمبي لعام 1988 تواريخ ميلاد مختلفة عن البطولات السابقة و تم إيقاف ” غانا ” مرتين في كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة و تغريمهم مبلغ 100 ألف دولار أمريكي لإرتكاب جريمة مماثلة و في عام 2003 قامت الحكومة الكينية بحل فريقها تحت 17 سنة بعد أن اعترف العديد من اللاعبين بتزوير أعمارهم مع توبيخ الدول الأفريقية مثل ” جيبوتي و السودان و الصومال و الكونغو برازافيل ” في مرحلة ما أيضا بسبب نفس المشكلة .