نتابع دائما على مواقع الأخبار العديد من القضايا التى تنتهى محاكمتها بالحكم فيها على الجناة بالإعدام و بعد فترة من الوقت يتم تنفيذه إعمالا بمبدء القصاص و لكن فى بعض من الحالات النادرة قد يتم إيقاف التنفيذ لظهور أدلة جديدة قد تظهر براءة الجاني أو على الأقل إعادة محاكمته و لكن توجد حالات أشد ندرة يكون فيها من الصعب تنفيذ حكم الإعدام على المدان فى المكان المخصص لذلك لأسباب غير مفهومة أبرزها حالة غريبة لرجل إنجليزي يدعي جون لي الذى أتهم بجريمة قتل و تمت إدانته و الحكم عليه بالإعدام و رغم ذلك إلا أنه يوم تنفيذ الحكم فشل الجلاد فى إعدامه لأسباب غير مفهومة و يصبح بعدها جون لي معروفا للجميع بأنه الرجل الذى لم يستطيعوا شنقه و حتى اللحظة لا أحد يعرف الأسباب الحقيقة وراء ذلك و عما إذا كان الأمر يرجع إلي الحظ أم معجزة إلهية .
ولد ” جون لي ” عام 1864م فى “المملكة المتحدة” و خدم فى البحرية الملكية و كان ذات سمعة سيئة نظرا لأنه كان لصا معروفا و شهيرا بمشاجراته المتعددة و بعد إنتهاء خدمته العسكرية عمل فى أحد المباني المملوكة لإمرأة ثرية و كبيرة في السن تدعى ” إيما كايز ” و فى أحد أيام شهر نوفمبر تم العثور على جثتها مقتولة ذبحا و حرقا بوحشية و نتيجة السجل الجنائي السيئ لجون بالإضافة إلي وجود بعض من الأدلة التى ربما تكون ضعيفة مثل تواجده بمفرده فى المنزل أثناء وقوع الجريمة و وجود إصابة حديثة فى ذراعه فكان من المنطقي توجيه أصابع الإتهام إليه .
و تم إلقاء القبض على “جون لي ” و تقديمه إلي المحاكمة و كان خلال جلساتها يقسم انه برئ و غير مسئول عن هذه الجريمه و الغريب أنه أثناء محاكمته كان هادئا للغاية و عندما سأله القاضي عن سبب هدوءه أجابه “جون” أن السبب هو أنه يثق في الرب و هو يعلم أنه بريء و لن يتركه و رغم دفاعه عن نفسه تمت إدانته و الحكم عليه بالإعدام شنقا و حين جاء موعد التنفيذ فى 23 من فبراير عام 1885 فى سجن “إكسيتر” تم جلب “جون لي” و صعد الى منصة الشنق و قام الجلاد ” جيمس بيرى ” بوضع الغطاء على رأسه و توجه لتنفيذ الحكم و يقوم بسحب الرافعة لفتح المنصة لشنق “جون” الا أنها لم تفتح بشكل مثير للغرابة .
و تم إيقاف عملية الإعدام و إزاحة جون جانبا و فحص ” جيمس بيرى ” المنصة و الرافعة و وجدها سليمة و كان فى حيرة من أمره خاصة أنه مع تجريب الرافعة و المنصة وجد أنها تعمل بكفاءة و بدون أى مشكلة لذلك أعيد ” جون ” مرة أخرى تمهيدا لإعدامه و عند التنفيذ فشلوا مجددا لنفس السبب و لم تفتح المنصة و يزداد الأمر غموضا و تتم إعادة ” جون لي ” الى زنزانته لإجراء كشف كامل لمنصة الإعدام و إستدعاء ميكانيكى للفحص للتأكد من أنها تعمل بكفاءة و عند الإنتهاء من ذلك تم جلب ” جون لي ” لتنفيذ حكم الإعدام و بتكرار نفس الخطوات كانت نفس النتيجة بعدم إنفتاح المنصة و أصبح الحاضرين فى ذهول من فشل الثلاث محاولات و تم إيقاف عقوبة الإعدام على “جون” و تخفيفها الى السجن المؤبد بقرار من وزير الداخلية السير “وليام هاركورت” و أصبح “جون” حديث وسائل الإعلام و تمت تسميته ” بالرجل الذى لم يستطيعوا شنقه ” .
و مع غرابة تلك القصة فقد أثارت الكثير من الجدل و بدأت العديد من الفرضيات فى الظهور حيث يقول البعض أن ما حدث هو معجزة إلهية نتيجة براءته بينما البعض الأخر يقول أن السبب يرجع الى بعض المشاكل الميكانيكية فى الرافعة و منصة الشنق و ربما كان ذلك بسبب الرطوبة المتواجدة فى الطقس كما توجد فرضية أخري تقول أن ” جون لي ” قد قام برشوة الجلاد لإفساد عملية الشنق و إلي الأن لا يوجد أى تفسير حقيقى لهذه الظاهره .
أما بالنسبة لما حدث لـ ” جون لي ” لاحقا فقد كان طوال فترة سجنه مصمما على برائته و كان مداوما على التقدم بإلتماسات للعفو عنه إلى أن تم قبول واحدة منها و أطلق سراحه عام 1907 و أصبح محاضرا لسرد قصة حياته و باعها لإحدى الصحف الكبرى ثم أختفت أخباره حتى توصل أحد الباحثين الى أنه توفي عام 1945 فى “الولايات المتحدة” نتيجة أزمة قلبية .