في عالم الإدمان توجد أنواع متعددة من المواد المخدرة التي يتعاطاها البشر و رغم أن البعض منها قد يكون ذات أسماء مألوفة علي السمع إلا أنه توجد مواد أكثر غرابة و خطورة تأتي في مقدمتها إدمان تدخين العقارب و هي عادة قديمة تمارس في باكستان و الهند و تحمل في طياتها مخاطر صحية و نفسية جسيمة لمتعاطيها أبرزهم سهبت خان و هو رجل باكستاني في السبعينيات من عمره كان قد أقبل علي إدمانها خلال فترة الستينيات و خلال رحلته مع تلك العادة تأثرت حياته و صحته بشكل كبير و هو ما دفع العديد لإطلاق دعوات بغرض حث المؤسسات الحكومية و منظمات المجتمع المدني نحو مكافحتها من خلال سن العديد من القوانين لمنعها و ضرورة نشر برامج توعوية بهدف حماية الأفراد و المجتمعات من تلك الظواهر الغريبة و المدمرة .
و تنتشر ظاهرة تدخين العقارب في ” باكستان ” و تحديدا في عدة مناطق من إقليم خيبر بختونخوا و بنو وكوهات و شارسدها و علي الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة حول العدد الفعلي لمتعاطيها إلا أن الباحثين يؤكدون أن عدد المدمنين علي تلك العادة الغريبة في تزايد كما أن ممارستها لا تقتصر علي الباكستانيين فحسب بل توجد أيضا في ” الهند ” إلا أن طريقة تعاطيها تختلف قليلًا حيث يدفع المدمنين فيها مبالغ مالية مقابل الحصول علي ما يسمي لسعة المتعة من العقارب مباشرة .
و تعتبر عادة تدخين العقارب مضرة جدا علي الصحة و من أبرز الأشخاص الذين عانوا من مضارها هو الباكستاني ” سهبت خان ” البالغ من العمر 74 عاما و يعيش مدينة بيشاور حيث بدء في تلك العادة المدمرة في منتصف الستينيات حين كان شابا في العشرين من عمره و يتردد علي أحد المطاعم الشهيرة و فيه تعرف علي شخص كان يبيع عقارب مجففة بأسعار زهيدة يقوم بجمعها من منطقة “متاني” القريبة التي تشتهر بوفرة العقارب فيها بسبب طقسها الحار و وصف تجربة ذلك النوع من الإدمان بأنها مروعة لأنه يقوم بتجفيف العقرب تحت أشعة الشمس أو حرقه علي الفحم ثم يتم إستنشاق الدخان المتصاعد منه خاصة من ذيله الذي يحتوي علي السم القاتل و هذه العملية التي تبدو بسيطة تؤدي إلي حالة من النشوة تستمر لساعات طويلة لكنها تأتي بمخاطر صحية جسيمة مر بها طوال إقباله علي تلك العادة .
و يحذر الأطباء من عادة تدخين العقارب نظرا لأن سمها يحتوي علي مواد كيميائية تؤثر بشكل مباشر علي الدماغ و تؤدي إلي وقوع فقدان للذاكرة قد يكون قصير أو طويل المدي بالإضافة إلي حدوث إضطرابات في النوم و الشهية كما أن مدمنيها يعيشون في حالة دائمة من الهلوسة و يرون أشياء غير موجودة في الواقع و يضيفون أنه رغم وجود 25 نوعًا فقط من أصل 1750 نوعًا معروفًا من العقارب قاتلة للإنسان إلا أن سموم الأنواع الأخرى أيضا تظل خطيرة للغاية عند إستنشاقها نظرا لأن تلك السموم تؤدي إلي تلف خلايا المخ و تؤثر علي كفاءة الجهاز العصبي بشكل كبير مما يجعل تدخين العقارب أكثر ضررًا من المواد المخدرة الأخري .
إقرأ أيضا : تناول اللحوم النيئة في إثيوبيا .. إرث ثقافي يواجه تحديات صحية مستمرة
و حاليا تعتبر أحد التحديات الكبرى التي تواجه مكافحة ظاهرة تدخين العقارب هو عدم وجود قوانين صارمة تحظر صيدها أو بيعها لذلك تصدر دعوات مستمرة من البعض بضرورة إصدار التشريعات اللازمة لحظر تلك الظاهرة بالإضافة إلي منع صيد العقارب و ضرورة حمايتها خاصة و أن سمومها تستخدم في مجالات أخري مفيدة للبشر أهمها صناعة الأدوية لذلك يعتبر صيدها الجائر لأغراض التدخين يهدد بتقليل أعدادها بشكل قد يؤثر علي الأبحاث الطبية كما يشددون علي ضرورة زيادة التوعية بمخاطر تلك العادة و تعريف الناس بمدي مضارها و خطورتها من أجل الحفاظ علي الصحة العامة .
