بيل بيكيت .. اللاعب الأسود الذي أصبح أسطورة في لعبة الروديو

في أواخر القرن التاسع عشر ظهر في عالم رياضة الروديو أحد أبرز اللاعبين جرأة و إبتكارا و هو ” بيل بيكيت ” الذي قام بتطوير أسلوبًا فريدًا في ترويض الماشية عرف بإسم البولدوجنينج يقوم فيه بعض شفتها العليا من أجل إسقاطها أرضًا و هي طريقة أكسبته شهرة كبيرة في تلك اللعبة و ساعدته في إستعراض مهاراته بدول كثيرة من العالم و رغم القيود العنصرية التي فرضها المجتمع الأمريكي علي السود خلال تلك الحقبة إلا أنه تمكن من تجاوزها و صنع إسمه وسط كل التحديات و نجح في ترك بصمته الخاصة بها حتي إنتهت حياته بطريقة مأساوية بعد إصابة قاتلة تعرض لها أثناء عمله .

ولد ” بيل بيكيت ” في 5 ديسمبر عام 1870 بمقاطعة ترافيس في ولاية تكساس لعائلة تنحدر من أصول مختلطة شملت العبيد السابقين و الأميركيين البيض و أفرادًا من قبيلة شيروكي و بفضل هذا التنوع نشأ علي تقاليد الغرب الأميركي و قيمه حيث بدأ في العمل كراعٍ للبقر و هو في سن العاشرة و ترك دراسته مبكرا ليتفرغ للعمل في المزارع و المراعي ذات الطبيعة الريفية الخشنة و في تلك المنطقة بدأ يكتسب شهرة صغيرة عبر مهاراته في ترويض الخيول و المواشي ثم عمل مع إخوته الثلاثة عشر الذي كان هو أكبرهم علي تأسيس مشروع بإسم “بيكيت براذرز برونكو باسترز آند روف رايدرز” لترويض الخيول و فيه بدأت مهاراته تتطور و تنمو ليصبح فارسًا متقنًا لفنون ألعاب الروديو .

بيل بيكيت .. اللاعب الأسود الذي أصبح أسطورة في لعبة الروديو

و خلال سنوات عمله بالمزارع لاحظ ” بيل بيكيت ” كيف كانت كلاب الرعي تسيطر علي الماشية من خلال عضها علي شفتها العليا و إسقاطها أرضًا و نظرا لجرأته الشديدة قرر تجربة تلك التقنية بنفسه و بدأ يمسك بقرون الثيران ثم يعض شفتها العليا لإسقاطها أرضا و بالفعل نجحت التجربة و أصبح مبتكرًا لرياضة فريدة من نوعها في ذلك الوقت عُرفت بإسم “البولدوجينج” أو مصارعة الماشية و بحلول عام 1888 بدء في المشاركة بمسابقات الروديو المحلية و أصبح مشهد إسقاطه للثيران بإستخدام تقنية العض يشد إنتباه الجماهير و يثير إعجابهم و في أوائل القرن العشرين بدأت شهرته في الإنتشار علي نطاق أوسع و أطلقت عليه الجماهير لقب “شيطان الغبار”.

بيل بيكيت .. اللاعب الأسود الذي أصبح أسطورة في لعبة الروديو

و في عام 1903 و تقديرا لإنجازاته حصل ” بيل بيكيت ” علي لقب “بطل العالم الأسود للأعمال المثيرة التي تتحدى الموت” و هو لقب عكس قدرته المميزة و شجاعته في مصارعة الثيران و بعد عامين إنضم إلي “عرض الغرب المتوحش 101 رانش” في ولاية أوكلاهوما و حقق فيه مزيدًا من الشهرة و بدأت عروضه تمتد إلي خارج ” الولايات المتحدة ” حيث جذب الجمهور في ” كندا ” و ” إنجلترا ” و حتى أمريكا الجنوبية و كان من المعروف عنه عدم خشيته من التحديات ففي إحدى عروضه بمدينة ” مكسيكو سيتي ” في ” المكسيك ” عام 1910 تحداه السكان المحليين في أن يطرح ثورًا هائجًا أرضًا و قبل التحدي و نجح في ترويض الثور رغم تعرض حصانه للإصابة و هو ما أثار إعجاب الحضور الذي بلغ عدده ما يقرب 25,000 شخص .

و مع بداية العشرينيات دخل ” بيل بيكيت ” إلي عالم السينما و أصبح جزءًا من أول فيلم عن الغرب الأميركي يتم إنتاجه ببطولة فريق أسود بالكامل عام 1921 و حمل عنوان The Bull-Dogger ثم تبعه عام 1922 بفيلم أخر و هو The Crimson Skull و خلالهم تم تقديمه بشكل جذاب إلي الجمهور الأمريكي و الأوروبي مما زاد من شعبيته و أثر في ترسيخ مكانته كرمز من رموز الغرب الأميركي خاصة في مجتمعات السود التي كانت تبحث عن نماذج ملهمة في تلك الحقبة تعينها علي مواجهة التمييز العنصري الذي لم يكن هو الأخر بمنأي عنه رغم شهرته بعد أن حظرت بعض مسابقات الروديو مشاركة السود فيها و هو ما أضطره في بعض الأحيان إلي إدعاء أنه من أصول “الشيروكي” حتى يسمح له بالمشاركة و رغم مواجهته لمواقف عنصرية كثيرة أثناء عمله إلا أنه ظل متمسكًا بمسيرته و محافظا علي مكانته كشخصية بارزة رغم كل هذه التحديات .

أقرأ أيضا : فيكتور باريو مصارع الثيران الذي تسببت وفاته داخل الحلبة لوضع نهاية تلك الرياضة الدموية

و بحلول عام 1932 تعرض ” بيل بيكيت ” لإصابة قاتلة بعد أن قامت أحد الخيول بركله في رأسه دخل علي إثرها في غيبوبة قبل أن يفارق الحياة في 2 أبريل عام 1932 عن عمر يناهز 61 عامًا تاركا وراءه إرثًا خالدًا في عالم الروديو أصبح من خلاله رمزًا للشجاعة و الإبداع في الغرب الأميركي حيث أعرب مدير أعماله ” زاك ميلر ” عن إعجابه الكبير به قائلاً : “بيكيت كان يملك بشرة سوداء لكن قلبه كان أبيض” أما صديقه الفكاهي الشهير ” ويل روجرز ” فقد عبّر عن إحترامه له قائلاً: “لم يكن لبيكيت أعداء حتى الثيران لم تكن تجرؤ على إيذائه ” و في عام 1971 تم تكريمه كأول رياضي أسود يدخل قاعة مشاهير الروديو في متحف التراث الغربي الوطني كما تم تكريمه بطابع بريدي عام 1994 .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *