المقطع الدعائي و المعروف باسم التريلر هو إعلان تجاري في الأصل لفيلم روائي طويل سيعرض مستقبلا في قاعات السينما أو على أشرطة الفيديو و يحتوى عادة على بعض من المشاهد الموجودة داخل أحداث الفيلم و أصبحت تلك المقاطع حاليا شائعة على أقراص الـ DVD و الـ Blu-ray و كذلك متاحة على شبكة الإنترنت و هى تعتبر هامة جدا فى صناعة السينما و الترويج لأفلامها حيث تشير الإحصائيات الى أنه من بين حوالي 10 مليارات مقطع فيديو يتم مشاهدتها سنويًا عبر الشبكة العنكبوتية تحتل المقاطع الدعائية للأفلام المرتبة الثالثة من حيث نسبة المشاهدة بعد الأخبار و مقاطع الفيديو التى ينشئها المستخدمين العاديين و نتيجة لذلك فقد تم اعتمادها للترويج أيضا للمواد الترفيهية الأخرى مثل البرامج التلفزيونية و ألعاب الفيديو و الكتب و الحفلات المسرحية و يقوم بتنفيذ تلك المقاطع عشرات الشركات الإعلانية المتخصصة و الموجودة فى مدن لوس أنجلوس و نيويورك داخل الولايات المتحدة .
تاريخ المقطع الدعائي
عرض أول مقطع دعائي في مسرح سينمائي أمريكي في نوفمبر عام 1913 عندما أنتج “نيلز جرانلوند” مدير الإعلانات لسلسلة مسارح “ماركوس لوف” فيلمًا ترويجيًا قصيرًا للمسرحية الموسيقية The Pleasure Seekers التي افتتحت في مسرح الحديقة الشتوية في “برودواي”.” و كما ورد في الصحف وقتها فإن تلك الدعاية التي اعتمدها “لوف” تعتبر حيلة جديدة و فريدة من نوعها و أن الصور المتحركة للبروفات و الأحداث الأخرى المرتبطة بالمسرحية ستحل محل الكثير من الإعلانات التقليدية و البوسترات حيث كان “جرانلوند” أيضًا هو أول من قدم المقطع الدعائي لعمل فنى قادم باستخدام تقنية الشرائح للترويج لفيلم سينمائي قادم يضم “تشارلي شابلن” في سينما “لوف سيفينث أفينيو” في “هارلم” عام 1914 .
و كان يعرض المقطع الدعائي للافلام التى سوف تعرض لاحقا فى قاعات السينما فى بادئ الأمر بعد الفيلم الروائي الا انه تم اكتشاف ان تلك الممارسة غير فعالة إلى حد ما و غالبًا ما كان يتم تجاهلها من قبل الجمهور الذي يغادر بعد الفيلم مباشرة الى ان تغير الأمر لاحقا بعد ان قامت قاعات السينما بجعل المقطع الدعائي كجزء من برنامج الفيلم الذي تضمن عرض أفلامًا كرتونية قصيرة و أفلام إخبارية و حلقات مغامرات متسلسلة قبل عرض الفيلم الرئيسي الى أن حلت المقاطع الدعائية حاليا محل العناصر الأخرى من البرنامج و أصبحت أكثر تفصيلا .
و حتى أواخر خمسينيات القرن الماضي تألف المقطع الدعائي من مشاهد رئيسية مختلفة من الفيلم الذي يتم الإعلان عنه و غالبًا ما يتم وضع نص وصفي كبير يصف القصة حيث تحتوي معظمها على شكل من أشكال السرد و في أوائل الستينيات تغير مظهر المقطع الدعائي بعد أن دخلت فيه تقنيات الدعايات النصية و المونتاج و يرجع ذلك لحد كبير إلى دخول هوليوود فى مرحلة جديدة من التقنيات التي أصبحت شائعة بشكل متزايد حيث كان المقاطع الدعائية لأفلام المخرج الشهير ” ستانلي كوبريك ” Dr. Strangelove (1964) و A Space Odyssey (1968) هى الأبرز فى تلك الحقبة .
و بعد ذلك مع ظهور أشرطة الفيديو أصبحت تحتوي على العديد من المقاطع الدعائية لأفلام أخرى أنتجتها نفس الشركة و من المقرر أن تكون متاحة لاحقا و ذلك حتى لا يتم إنفاق الأموال على الإعلانات فى التلفزيون , و تقوم معظم أشرطة VHS بتشغيلها في بدايتها لكن بعض منها يضعها فى النهاية و عادة ما تضع تنويه للمشاهد حول ذلك و فى صيف عام 1993 بدأت استوديوهات الأفلام الكبرى في إتاحة المقاطع الدعائية على الإنترنت و مع انتشار أقراص الـ DVD و الـ Blu-ray و مواقع البث المباشر أصبحت المقاطع الدعائية ميزة إضافية يتم مشاهدتها فى أى وقت بدلاً من الاضطرار إلى مشاهدتها قبل الفيلم .
تعريف المقطع الدعائي
يتكون المقطع الدعائي بسلسلة من اللقطات المختارة من الفيلم الذي يتم الإعلان عنه و نظرًا لأن الغرض منه هو جذب الجمهور لمشاهدته فإن هذه المقتطفات عادة ما يتم استخلاصها من أكثر أجزاء الفيلم إثارة أو إضحاكا أو جديرة بالملاحظة و لكن في شكل مختصر و عادةً بدون بدون أظهار أى لقطات قد تحرق قصة الفيلم أو أحداثه و لتحقيق ذلك الغرض فيكون ليس بالضرورة أن تكون اللقطات المعروضة فيه مرتبة بالشكل الذى يظهر فى الفيلم الأصلى و كل ذلك يجب ان يكون خلال فترة زمنية أقل من دقيقتين و 30 ثانية و هو الحد الأقصى لطول المقطع الدعائي الذي تسمح به MPA و لكن يُسمح لكل استوديو أو موزع بتجاوز هذا الحد الزمني مرة واحدة في السنة إذا شعروا أنه ضروري لفيلم معين و فى عام 2014 أصدرت الرابطة الوطنية لأصحاب المسارح التجارية التابعة لمجموعة تجارة دور السينما توجيهًا غير ملزما لموزعي الأفلام بتوريد مقاطع دعائية لا تزيد مدتها عن دقيقتين الا ان الموزعين لم يلتزموا بذلك التوجيه .
و فى بعض من الأحيان تستخدم بعض من المقاطع الدعائية لقطات “تصوير خاص” و هي مادة تم إنشاؤها خصيصًا لأغراض الدعاية و لا تظهر في الفيلم الفعلي و كان الفيلم الأكثر بروزًا الذي استخدم هذه التقنية هو Terminator 2: Judgment Day الذي ظهر في المقطع الدعائي الخاص به مشهدًا مؤثرًا خاصًا متقنًا لسيارة يتم تجميعها في مصنع لم يكن من المفترض أبدًا أن تكون في الفيلم نفسه كما كان فى المقطع الدعائي الخاص بفيلم (Spider-Man (2002 تسلسل حركة كامل تم إنشاؤه خصيصًا له و الذي تضمن هروب لصوص البنوك في طائرة هليكوبتر و تم القبض عليهم في شبكة عملاقة بين برجي مركز التجارة العالمي ومع ذلك بعد هجمات 11 سبتمبر أخرجها الاستوديو من السينمات كما يوجد أسلوب شائع آخر و هو تضمين الموسيقى في المقطع الدعائي و التى تكون مختلفة عن الموسيقى التصويرية للفيلم و ذلك لأنه غالبا ما يتم إنشاء المقاطع الدعائية و الإعلانات التشويقية قبل فترة طويلة من تعيين الملحن الذى سيقوم بوضع الموسيقى للفيلم و أحيانًا قبل عام من تاريخ إصداره لأن الملحنين عادةً يكونون هم آخر الأشخاص المبدعين الذين يعملون على الفيلم و قد تكون الموسيقى الموجودة فى المقطع الدعائي من أفلام سابقة أو موسيقى مشهورة تخدم سياق المقطع أن موسيقى مصنوعة خصيصا له .
و على مر السنوات كانت هناك العديد من الحالات التي يُزعم فيها أن المقاطع الدعائية تقدم محتويات مضللة لأحداث الفيلم مثل أنه يعطى انطباعًا أن أحد المشاهير الذي لديه جزء صغير فقط في الفيلم هو أحد أعضاء فريق التمثيل الرئيسي أو يعلن عن فيلم أنه مليء بالإثارة أكثر مما هو عليه و عادة ما يتم عمل هذه الحيل لجذب جمهور أكبر و في بعض الأحيان يتضمن المقطع الدعائي لقطات ليست من الفيلم نفسه و قد يكون هذا اختيارًا فنيًا أو لأن المقطع الدعائي تم وضعه قبل نهاية تصوير الفيلم و قد أدى ذلك فى بعض من الأحيان الى اللجوء لساحات القضاء حيث رفعت امرأة أمريكية دعوى قضائية ضد صناع فيلم Drive لأن فيلمهم فشل في الوفاء بوعده الترويجي و على الرغم من رفض دعواها القضائية في أغسطس عام 2016 حاول محامٍ أمريكي تكرار نفس الأمر و قام بمقاضاة فريق عمل Suicide Squad بسبب الدعاية الكاذبة .
تكوين المقطع الدعائي
تروي المقاطع الدعائية قصة الفيلم بطريقة تستهدف تحقيق أقصى قدر من الجاذبية و أصبحت تنتج حاليا بشكل إحترافى و قادرة على تقديم حتى الأفلام الرديئة في ضوء جذاب حيث تحتوي معظمها على هيكل ثلاثي يبدأ فيه (الفصل الأول) و الذى يحدد مقدمة القصة بينما يقود الجزء الأوسط (الفصل 2) القصة و عادة ما ينتهي بذروة درامية أما (الفصل 3) فغالبا ما يتميز بقطعة قوية من “الموسيقى المميزة” (إما أغنية مميزة أو مقطوعة أوركسترالية قوية و واسعة) و غالبًا ما يتكون هذا العمل الأخير من مونتاج بصري للحظات القوية و العاطفية للفيلم و قد يحتوي أيضًا على مجموعة من الممثلين و إذا كان هناك نجوم جديرون بالملاحظة فيمكن أن يساعدوا في الترويج للفيلم .
و عادةً ما يتم عرض شعارات إنتاج الاستوديوهات الخاصة بالفيلم بالقرب من بداية المقطع الدعائي و حتى أواخر السبعينيات كان وضعها في نهايته فقط أو لا يتم استخدامها على الإطلاق و كان شركة ” بارامونت ” هى أول استوديو يستخدم شعاره في بداية مقاطعه في الأربعينيات كما يذكر فى المقطع الدعائي أبرز الممثلين و اذا كان الكتاب او المخرجين من المشاهير فى مجالهم فيتم ذكر أسمائهم أيضا .
الجوائز
في كل عام هناك حدثان رئيسيان يمنحان جوائز للمقاطع الدعائية السينمائية البارزة و هم جوائز Key Art التي يقدمها موقع The Hollywood Reporter و ” جوائز المقطع الدعائي الذهبية ” حيث تختار جوائز Golden Trailer و جوائز Key Art الفائزين في جميع الأجزاء الإبداعية للإعلان عن الأفلام من المقاطع الى الإعلانات التلفزيونية إلى الملصقات و البوسترات و الإعلانات المطبوعة و غالبًا ما يُقام حفل جوائز Key Art السنوي في مسرح دولبي في “هوليوود” و هو نفس المسرح الذى يستضيف فعاليات توزيع جوائز الأوسكار .