الكومبارس هم ممثلى الخلفية أو الممثلين الإضافيين الذين يظهرون فى الأفلام السينمائية أو البرامج التلفزيونية أو المسرحيات أو الأوبرا و هم عادة يتواجدون فى الخلفية بشكل غير متكلم أو صامت و فى بعض الأحيان قد يقولون جملة صغيرة و نراهم يظهرون مثل شخص وسط جمهور من الناس أو كأحد المارة فى شارع مزدحم و رغم بساطة أدوارهم الا أنه لا يمكن الاستغناء عنهم لأهميتهم فى إضفاء طابع الواقعية على المشاهد المصورة و غالبًا ما يستخدمون فى الأفلام الحربية و الملحمية بأعداد كبيرة قد تصل فى بعض الأفلام لمئات و أفلام أخرى لآلاف لذلك فتعتبر تلك الأعمال السينمائية ذات إنتاجيات ضخمة لضرورة توفير الملابس و الأدوات لذلك العدد الكبير منهم نظير ظهورهم فى المشاهد .
و تعتمد معايير اختيار ممثلى الكومبارس على الإنتاج و ليس صحيحًا تمامًا أن ممثلي الخلفية ليس بالضرورة امتلاكهم موهبة التمثيل لأنهم يأدون أدوار تكميلية غير مؤثرة على مكونات المشهد الأساسية و لكن على العكس من الضرورى ان يكون لديهم خبرة و لو قليلة فى مجال التمثيل لأن أي نوع من التصوير غير الواقعي سوف يؤثر بالسلب على المشهد كما أن الالتزام بالمواعيد و الموثوقية لهما مكانة بارزة أيضًا لأعضاء فريق التمثيل هؤلاء و يتم اختيارهم بشكل عام في غضون مهلة قصيرة بعد الانتهاء من جميع الاستعدادات الأخرى للتصوير .
و لاحضار العديد من ممثلي الكومبارس للمشاركة فى الأعمال الفنية فتتخصص العديد من الوكالات فى اختيارهم و تجميعهم حيث تفرض بعض من تلك الوكالات رسوم مالية للتسجيل لديهم و قد يُطلب من هؤلاء الفنانين تقديم سيرة ذاتية من صفحة واحدة توضح التفاصيل الشخصية الأساسية و عما اذا كانوا يمتلكون مهارات مهمة مثل الألعاب القتالية و يرفق مع السيرة الذاتية صورتين واحدة لرأس الممثل و الأخرى لكامل الجسم كما أنه عند تعيين ممثلى الكومبارس يبحث المخرجين عمومًا عن أولئك الذين لديهم مظهر محدد لخدمة طبيعة المشهد المطلوب تصويره مثل طلاب المدارس الثانوية أو كبار السن الأثرياء و ذلك للتوافق مع سياق الفيلم المطلوب تصويره و قد يبحث المخرجين أيضًا عن ممثلين في الخلفية يتمتعون بمهارات خاصة للمشهد مثل التزلج على الجليد أو ركوب الدراجات أو الرقص و غالبًا ما يُتوقع من الممثل الذي يعمل في الخلفية إحضار خزانة ملابسه الخاصة إلى المجموعة مثل زي الشرطة و قد يتم التعاقد مع هؤلاء الممثلين بشكل جماعي .
و يعتمد طول فترة توظيف ممثل الكومبارس في الإنتاج إلى حد كبير على احتياجات المخرج و طبيعة المشاهد التي يتم تصويرها ففى بعض الأحيان يكون هناك حاجة لوجود بعض الممثلين منهم للتصوير لفترة قد تستغرق يوم أو يومين فقط و يحصلون فى المقابل على أجر يومي بينما قد يظل آخرين مع الفيلم لفترة طويلة فعلى سبيل المثال في فيلم ” تيتانيك ” للمخرج الشهير “جيمس كاميرون” تم التعاقد مع مجموعة ممثلى الكومبارس مكونة من 150 شخص للعب دور ركاب السفينة و تم توظيفهم طوال فترة التصوير .
و في ” المملكة المتحدة ” يتم التمييز بين الممثل و الكومبارس من خلال الاتفاقيات المبرمة بين نقابات الممثلين و الهيئات التجارية و الإنتاجية المختلفة و التى تنص على أنه بمجرد أن يقول فنان الأداء 13 كلمة أو أكثر في أي مشهد فيجب أن يصبح ممثلاً متعاقدًا في هذا الإنتاج و يتم تحديد معدلات أجورهم من خلال لوائح الحد الأدنى للأجور لحكومة “المملكة المتحدة” و غالبا ما يكون بمعدل يوم متفق عليه للعمل لمدة عشر ساعات من وقت الإنتاج أما فى ” الولايات المتحدة ” فيسمح للمنتجين التابعين لتحالف منتجي الأفلام و التلفزيون بتوظيف ممثلي الكومبارس الغير نقابيين و هى ميزة لهم لأنه عادة ما يتم دفع الحد الأدنى للأجور لهم بعكس عما اذا كانوا نقابيين و اذا لم يدفع المنتج أجور الكومبارس فيعتبر ذلك انتهاكا لقوانين الولاية و القوانين الفيدرالية المتعلقة بالحد الأدنى للأجور للوظيفة .
أقرأ أيضا : الدوبلير
و لأهمية تلك المهنة فى المجمتع السينمائي فقد تم تسليط الضوء عليها فى بعض من الأعمال الفنية حيث قام الفنان ” تشارلي تشابلن ” بتناولها في ثلاثة من أوائل أعماله الكوميدية القصيرةThe Masquerader (1914) و His New Job (1915) ، و Behind the Screen (1916) كما صدر الفيلم السينمائي الصامت و الشهير The Extra Girl (1923) الذى يروي قصة فتاة من بلدة صغيرة تأتي إلى “هوليوود” و تصبح ممثلة من الكومبارس في محاولتها لتحقيق النجومية .