الظباء حيوانات ثديية متعددة المعدة و الأصابع تعيش في معظم مناطق قارة إفريقيا و الهند و الشرق الأوسط و آسيا الوسطى و مناطق صغيرة من أوروبا الشرقية و تتميز بإمتلاكها لقرون فوق رأسها قد تكون حصرية علي الذكور فقط في بعض الفصائل بينما في أنواع أخرى مثل الغزلان فتكون لدي كل من الذكور و الإناث و هي مصنوعة من لب عظمي مغطى بمادة صلبة مكونة إلى حد كبير من الكيراتين المصنوع منه أظافرنا و تحتفظ الظباء بقرونها طوال حياتها على عكس الغزلان التي تبدلها كل عام كما تختلف أشكال قرونها بحسب أنواعها حيث تتخذ الشكل حلزوني لدي أنواع الأداكس و البلاك باك بينما تتخذ الشكل المموج لدي أنواع الإمبالا و ظباء السمور إضافة إلي الأشكال المنحنية العريضة ذات النقاط الحادة في نهاياتها لدي أنواع الجنو كما تمتلك حوافر بها شق في المنتصف يقسمها إلى إصبعين و تتغير مواصفات ذلك الحافر بتغير أنواع الظباء حيث تمتلك الليتشويس التي تعيش في مناطق المستنقعات بحوافر طويلة مدببة لتثبيت أقدامها في المياه أما الغزلان ذات القرون النحيلة فتتميز بحوافر قوية و واسعة للمشي على الرمال المتحركة في مواطنها الصحراوية أما الكليبسبرنجر الرشيقة فلها حوافر صغيرة مستديرة مع وسادة في المنتصف يسمح لها بالقفز من صخرة إلى صخرة دون أن تسقط.
و نظرا إلي أن الظباء تعتبر وجبة دسمة للعديد من الحيوانات المفترسة الأخري مثل الفهود و الأسود و الضباع و الكلاب البرية و الثعابين و حتي الطيور الجارحة التي تقوم بإصطياد صغارها فقد طورت عدد من الأليات للحفاظ علي سلامتها و هي كتالي :
ألية تجميد الإطار : و يقوم بها الظباء من نوع “الدوكير ماكسويل” فحين يشعر بالخطر فإنه يتجمد و غالبًا ما يكون ذلك بساق واحدة من الأرض حتى لا يتم ملاحظته .
ألية مكالمات التنبيه : يستخدم نوع “الدوكير ماكسويل” نغمتين للتنبيه و هي صافرة الإنذار و الثغاء العالي كما يصدر الظبي من نوع الكليبسبرينجر صافرة عالية و حادة بينما يبقى حارس “الريبوك” على أهبة الإستعداد دائما لتنبيه مجموعته من خلال نخر يشبه السعال حال تم إكتشاف أي تهديد.
ألية الجري : تندفع “الدوكيرات ذات الظهر الأصفر” بسرعة كبيرة لمحاولة الحصول علي حماية من النباتات الكثيفة بينما يخفض “الجرينوك” رأسه و رقبته ثم يزحف ببطء بعيدًا أو يندفع سريعًا للبقاء على قيد الحياة و على الرغم من أن أنواع الريبوك تميل إلى الهروب من الخطر إلا أنه شوهد بعض أنواع ذكوره يهاجمون و يطاردون قرد البابون.
ألية القفز : يهرب أنواع “السبرينجبوك” و “البيرا” بقفزات ملتوية غالبًا ما تربك المفترس أثناء مطاردته لهم كما أن لدى الغزلان قفزة صلبة تسمى “ستوت” .
ألية الإختباء : تقضي أنواع “الليتشويس” حياتهم بالقرب من الماء و يمكنهم القفز و السباحة بعيدًا إذا شعروا بالتهديد كما يختبئون أيضًا في الماء مع ظهور أنوفهم فقط للتنفس و يحاول “الظبي الملكي” البقاء مختبئًا لتجنب المتاعب و غالبًا ما تختبئ أنواع “الستينبوك” من خلال إستلقائها على الأرض مع مد رقبتها .
ألية الرائحة : يقال إن رائحة جسم نوع “طائر الماء” وحدها تمنع معظم الحيوانات المفترسة من الإقتراب منها .
ألية القرون : يمكن للظباء إستخدام قرونها الحادة للدفاع عن نفسها إذا لزم الأمر .
و يمتلك كل من الظباء الذكور والإناث غدد رائحة تستخدم لترك تلميحات لوجودهم و يمكن بسهولة رؤية إحدى أدوات وضع علامات الرائحة هذه من خلال النظر إلى وجوههم حيث يوجد أمام كل عين فتحة تشبه الحفرة تسمى الغدة ة التي تفرز سوائل يقوم الظبي بمسحها على العشب و الأغصان و جذوع الأشجار و السجلات و الحجارة كما توجد غدد رائحة أخرى تحت خصلات الشعر على الركبتين و بين حوافرهم المتشققة و بجانب الرائحة تُصدر الأنواع المختلفة من الظباء أصواتًا مختلفة تشمل الثغاء و النفخ و الهمهمات حيث تكون الأصوات الرئيسية لأنواع ” الجيرينوك ” مثل النخر و الأنين معًا و في حال شعوره بالإنزعاج من شئ ما فيصدر شخير حاد في حين أن صوت الطنين يعني أنهم قلقون .
و تتركز أغلب الظباء في أفريقيا و لكن هناك البعض منهم يعيش في الشرق الأوسط و قارة آسيا و يتركز معظمهم في الأراضي العشبية المفتوحة لكن “الدوكيرات الصغرى” و “الظباء الملكية” تعيش في الغابات المطيرة بوسط إفريقيا أو المناطق المشجرة و يعيش “الديكديكس” في بلاد الأدغال ذات الغطاء النباتي الكثيف أما أنواع “الووترباك” و “الليتشويس” فيعيشون بالقرب من الماء .
و بالنسبة للظباء الإقليمية مثل “السمور” و “الووترباك” و “البونتبوك” و “الغزال” فتختار ذكورها قطعة معينة تدافع عنها من الذكور البالغين الآخرين من نفس نوعها بينما يمكن لقطعان الإناث و صغارها أن تأتي و تذهب بحرية على الرغم من أنه في موسم التكاثر يحاول الذكر الإحتفاظ بها داخل منطقته خاصة إذا كان فيها جدول أو شجرة مظللة أما بالنسبة إلي الذكور الغير ناضجين تمامًا أو الذين لم يؤسسوا أرضًا فيشكلون قطعان عازبة و ربما يكون “الجرينوك” و “الديباتاجز” هم من أغرب الظباء فكلاهما لديهم أجسام رفيعة و أرجل و رقاب طويلة جدًا كما يمكنهم الوقوف بشكل مستقيم على أرجلهم الخلفية و التمدد برقبة طويلة لتأكل الأوراق التي لا تستطيع الحياة البرية الأخرى الوصول إليها .
و تعتبر الظباء من الحيوانات العاشبة و لكن توجد بعض من الإستثنائات حيث من المعروف أن بعض أنواع “الدويكر” تقتل و تأكل الحشرات و الثدييات الصغيرة و الطيور و لكن خلافًا لذلك يميل الظباء إلى البحث عن الشجيرات و الأشجار الصغيرة أو الرعي على العشب حيث تنتقل بعضها ذهابًا وإيابًا و تتناول كل ما هو مغذي أكثر أو ما هو متاح خلال أوقات الجفاف أو البرودة من العام كما أن لبعضها تكيفات غذائية تعتمد علي بيئتها حيث يتبع “المداكس” الأمطار و يسافر لمسافات طويلة ليأكل النبات الجديدة بينما يتبع “غزال طومسون” قطعان الجنو و الحمار الوحشي المهاجرة و التي تأكل الطبقة الأكثر صلابة من العشب و تترك وراءها براعم أقصر و أكثر رقة و غالبًا ما يتبع ” الدوكير ” قطعان الطيور أو القرود للإستفادة من الفاكهة التي يسقطونها بينما تتجول “الظباء الملكية” في الغابة ليلًا بحثًا عن أوراق نباتية و فواكه و فطريات تأكلها على أرضية الغابة.
و تعتمد الحياة الإجتماعية للظباء على نوع الموطن الذي يعيشون فيه و كمية الطعام و الماء المتاح لذلك فهم يميلون إلي العيش في مجموعات و لكن ليس جميعها كبيرة حيث يعيش ” الدويكرز ” و الديكديكس ” بمفردهم أو في أزواج أو في مجموعات صغيرة تتألف من 3 إلى 10 أفراد حيث تختار أزواج “الديكديكس” منطقة تقوم بإحتلالها و الدفاع عنها مدي الحياة بينما تشتهر بعض من الظباء الأخري بضخامة قطعانها و التي قد تصل إلي الألاف في حالة ” الجنو ” و الذين يقومون بهجرتهم السنوية عبر السهول الأفريقية كما تشكل أنواع “الإمبالا” و “السبرينجبوك” و “السايجاس” أيضًا قطعانًا كبيرة جدًا خلال مواسم الهجرة عندما يتنقلون للعثور على أفضل الطعام و تترك العديد من الظباء التي تعيش في مجموعات كبيرة رائحة خاصة تصدر من حوافرها و تتركها علي الأرض ليجدها أي فرد ضال .
و خلال فترة التكاثر يغادر الذكور القطيع و يختصون بمنطقة يتنافسون فيها على الإناث و قد يستخدمون إستعراضات الحجم أو القوة أو التهديد بقرونهم لتحديد هوية الذكر المسيطر و للحفاظ على الإناث و بعد التكاثر و الحمل يطلق علي الأم إسم السد و عند إقتراب موعد الولادة تبتعد عن القطيع لتلد و عندما يكون العجل قويًا بدرجة كافية تنقلهم إلى مكان آخر حيث توجد الشجيرات أو العشب الطويل أو الصخور أو الغابة لإخفائهم عن الحيوانات المفترسة ثم بعدها تنضم الأم إلي القطيع مجددا ويظل العجل مختبئًا و هادئًا ثم تعود إليهم بشكل دوري لإطعامهم ربلة الساق حيث تنادي عليهم بهدوء وتستمع إلى الثغاء القادم منهم و بين أسبوع أو شهر أو أكثر إعتمادًا على النوع ينضم العجل إلى القطيع و يمكن وضعه مع العجول الأخرى فيما يُعرف باسم مجموعة الحضانة و في حال كانت الظباء تعيش بشكل فردي فتقوم الأم بإخفاء عجلها ثم تبقى بالقرب منه لحراسته أثناء إطعامه و تعود إلى إرضاعه عند الحاجة و عندما يكون العجل قويًا بدرجة كافية ينضم إليها ويبقوا معًا حتى ينضج ويخرج من تلقاء نفسه.
و بعد التكاثر و الحمل و الولادة يكون لعجول الظباء إستراتيجيتان للبقاء أولها الإختباء لتجنب الحيوانات المفترسة و ثانيها البدء في السفر بعد الولادة مباشرة للإنضمام إلى حماية القطيع و تستخدم غالبية الظباء نهج الاختباء مثل ظباء “الروان” و “الواترباك” و “الكليبسبرينجر” و “الدويكرز” بينما في حالة الظباء التي تهاجر أو تعيش في نطاقات كبيرة مثل ” التوبيز ” و البونتبوك ” و ” الجنو ” فبعد ولادتها ترتفع العجول و تقف على أقدامها في غضون بضع دقائق إلى يوم ثم يبدأون على الفور في السفر مع القطيع و غالبًا ما يلتصقون ببعضهم البعض كمجموعة و يتم حمايتهم من قبل البالغين المحيطين بهم و بهذه الطريقة لا يتخلفن عن الركب و يمكنهن الرضاعة من أمهاتهن و إذا اقترب الخطر منهم يمكن للبالغين مواجهة التحدي بقوتهم و قرونهم .
و تعتبر عمليات الصيد من أجل الحصول علي اللحوم و القرون أحد التهديدات الرئيسية لجميع الظباء تقريبًا و مع ذلك تختلف الثقافة و المواقف البشرية تجاه هذه الحيوانات فعلى سبيل المثال في “سيراليون” نادرًا ما يتم إطلاق النار على الظبي الملكي و لكن يمكن أن يعلق في الأفخاخ الموضوعة للدويكرز والحيوانات الأخرى ذات الحوافر و في “ليبيريا” هناك محرمات منتشرة بين المجموعات العرقية في البلاد على صيد أو أكل الظباء الملكي و لكن في المقابل يشكل الظباء الملكي جزءًا مهمًا من تجارة لحوم الطرائد في “كوت ديفوار” أما في قارة أسيا فيتم صيد أنواع ” سايجا “من أجل قرونها حيث تحظى بتقدير كبير في العلاجات الشعبية الآسيوية و نظرا لأن الطلب عليها فاق العرض فقد إزداد الصيد الجائر بها بشكل أدي إلي تناقص أنواعها ففي عام 1994 كان هناك حوالي 1،350،000 سايحا في “روسيا” و اليوم هناك 65000 فقط مع عدد قليل جدًا من الذكور لأن الصيادين الذين يهتمون بشكل أساسي بالقرون يأخذون الذكور فقط.
بطاقة تعريف
- الفئة : ثدييات .
- الترتيب :أرتيوداكتيلا .
- العائلة : بوفيداي .
- العمر : يتراوح عمره عادة ما بين 3 إلي 28 سنة بحسب النوع .
- فترة الحمل : من 4 إلى 9 أشهر حسب النوع .
- عدد الصغار عند الولادة : 1 و التوائم نادرة .
- سن الرشد : من 6 شهور إلى 8 سنوات حسب النوع و عادة ما ينضج الذكور في وقت متأخر عن الإناث. .
- الطول : الأطول هو “توبي أوغندا” و يصل طوله إلي 2.68 متر أما الأقصر فهو الظباء الملكي و يصل طوله إلي 26 سم و وزنه 3 كيلوجرامات بينما الأكثر إرتفاعا هو ” الجنو الأزرق ” و الذي يصل إلي 156 سم و وزنه 295 كيلوجرام .
- الوزن عند الولادة : يبلغ وزن الظباء الملكي 300 جرام اما الديفاسا المائي 14.2 كجم .
معلومات سريعة عن الظباء
- كان يطلق قديما علي الظباء الملكية و نظرا لأنه بحجم الأرنب تقريبا بملك الأرانب ثم تحول بعد ذلك إلى لقب الظباء الملكي و هي أنواع تحظى بالتبجيل في “ليبيريا” بسبب سرعتها و خفة حركتها .
- تتمتع أنواع “الريبوك” بسرعات كبيرة تصل إلى 64 كيلومترًا في الساعة و هم قافزين جيدين ومتسلقين و ربما هذا هو السبب في تسمية أحذية ريبوك الرياضية الشهيرة على إسمها.