شهد العالم تطورا تكنولوجيا كبيرا فى السنوات الاخيرة التى أنعكست بالإيجاب فى العديد من المجالات من بينها القطاع الطبى الذى صمم من أجله الكثير من الأجهزة الحديثة التى ساهمت فى تقدمه سواء من الناحية العلاجية أو التشخيصية لا سيما أجهزة الأشعة التى يأتى فى مقدمتها الرنين المغناطيسى الذى بدء تصنيعه و تطويره بداية من السبعينيات و يستخدم على نطاق واسع في المستشفيات و العيادات للتشخيص و تحديد مراحل المرض و متابعته , و هو جهاز يتميز عن التصوير المقطعي المحوسب بأنه يوفر تباينًا أفضل في صور الأنسجة الرخوة في المخ أو البطن و ذلك لأن تقنيته تستخدم مجالات مغناطيسية قوية مع موجات الراديو و ذلك لتوليد صور واضحة لأعضاء الجسم و هو الأمر الذى ساعد فى استغلاله بمجالات أخرى مثل تكوين صور لأجسام غير حية مثل المومياوات للتعرف عنها بشكل أكبر دون المساس بها و رغم فوائده الا أنه لا يخلو من بعض العيوب البسيطة حيث كان اسمه قديما جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي النووي الا انه تم حذف كلمة النووى نظرا الى سلبيات تلك الكلمة على النفوس كما ينظر المرضى لذلك الجهاز على أنه أقل راحة خلال استخدامه كما أنه نتيجة توليده لمجالات مغناطيسية خلال التشغيل فإنه يشكل خطورة كبيرة على بعض المرضى التى تحتوى أجسادهم على بعض المعادن الغير قابلة للإزالة مثل الشرائح التى تثبت فى العظام خلال الكسور و مؤخرا ظهرت بعض من الصور الغريبة على شبكات التواصل الإجتماعى التى تظهر فيها مخلوقات شبيهة بالكائنات الفضائية و تم وصفها بإنها صور لأجنة عادية داخل أرحام أمهاتهم و لكن تم التقطاها بجهاز الرنين المغناطيسى و هى صور أثارت حالة كبيرة من الجدل حول تلك المعلومة و هو ما دفعنا للبحث عن مدى صحتها .
التقييم
الأدله
ظهرت مؤخرا على شبكات التواصل الإجتماعى مجموعة من الصور و التى تم التعليق عليها بتحذير للأباء عند تصوير الأجنة على جهاز الرنين المغناطيسى لأن الصور الناتجة سوف مفزعة للغاية و قد تؤدى الى حدوث كوابيس لهم حيث نشر حساب على موقع تويتر فى مايو عام 2021 مجموعة من الصور و عليها تعليق يقول “السبب الحقيقي وراء عدم استخدام الاطباء لأجهزة الرنين المغناطيسى أثناء الحمل هو أنه بعد ذلك سيدرك الناس أنهم يحملون بداخلهم شياطين و سيكونون مرعوبين بحق” و بعد مرور عام أعيد نشرها مرة أخرى على شبكات التواصل الإجتماعى في منتصف مايو 2022 و نالت اهتمام كبير .
و بعرض تلك الصور على البروفسير “جيسون فرانك” في جامعة “ويسكونسن ” فقد أفاد أن تقنية الرنين المغناطيسى تستخدم لدراسة تغيرات الدماغ المرتبطة بالعمر مؤكدا أن تلك الصور تبدو حقيقية و بمزيد من التقصى فقد اتضح ان تلك الصور التقطت من باحثين فى جامعة “هارفارد” حيث تشير الصورة الاولى الى جنين بعمر 19 أسبوعًا و الصورة اليمنى السفلية لجنين عمره 24 أسبوعًا أما باقى الصور فيعتقد أنها حقيقية أيضا و لكن لم يتم التوصل الى معلومات مفصلة بخصوصهم .
و بينما يمكن القول إن الأجنة في الصور تشبه الكائنات الفضائية فإن العيون الواسعة و الابتسامات الشيطانية ليست أكثر من نتيجة تقنية التصوير بجهاز الرنين المغناطيسي المستخدم فى تصوير أعضاء الجسم و خاصة التى تحتوى على تركيزات عالية من الماء مثل المخ لذلك فيظهر هو و العينان ساطعان للغاية لأن ذلك الجهاز يوضح بشكل كبير التباين الرائع للأنسجة الرخوة أى بعبارة أخرى يجعل جهاز الرنين المغناطيسي من السهل جدًا التمييز بين الأنواع المختلفة من الأنسجة الرخوة الموجودة في الجسم لذلك فتظهر تلك الصور الاختلافات الجوهرية بين العينين و الدماغ و الأنف و بقية الوجه حيث تكون العيون ساطعة و يمكن تمييزها بسهولة و السبب في ذلك بسيط حيث تحتوي الأنسجة المختلفة على بروتونات الهيدروجين بشكل متفاوت و التى تدور و تفقد الطاقة بمعدلات مختلفة و يقيس الرنين المغناطيسي الطاقة التي تطلقها هذه البروتونات الدوارة و كلها تعطي إشارة مختلفة من مكان لأخر و لذلك ستظهر بشكل مختلف عند تصويرها بواسطة “المغناطيس العملاق” الموجود على ذلك الجهاز .
أقرأ أيضا : هل لا يستخدم الانسان سوى 10% فقط من إمكانيات عقله ؟
أما عن السبب فى استخدام الأطباء لأجهزة السونار للكشف عن الاجنة و ذلك لأنها تميل إلى أن تكون أسرع وأقل تكلفة و متاحة بسهولة أكبر و لا توجد حاجة الى استخدام أجهزة الرنين المغناطيسى فى الحالات العادية الا اذا كان الاطباء يريدون إلقاء نظرة فاحصة على مخ الجنين .