الذئب هو حيوان ثديي يعيش فى منطقة أوراسيا و أمريكا الشمالية و يعتبر أكبر عضو فى عائلة الكلبيات الا أنه يتميز بأذنين أقل بروزًا إضافة إلى جذع قصير و ذيل هو الأطول كما أنه حيوان اجتماعى و يصطاد فى جماعات و تكون فرائسه من الثدييات البرية الكبيرة ذات الحوافر و كذلك الحيوانات الصغيرة و الماشية , و يتمتع الذئب بتاريخ طويل من التفاعلات مع البشر حيث دائما ما يتم مطاردته في معظم المجتمعات الرعوية بسبب هجماتها على الماشية و لكن فى نفس الوقت تحظى بالاحترام في بعض من المجتمعات الزراعية و الحضرية حيث تتخذه بعض من المؤسسات كرموز أيقونية لها و على الرغم من أن الخوف من الذئاب موجود في العديد من المجتمعات البشرية إلا أن غالبية الهجمات المسجلة على البشر منهم نُسبت إلى حيوانات مصابة بداء السعار حيث تعد هجمات الذئاب على البشر نادرة لأن أعدادها قليلة نسبيًا و تعيش بعيدًا عنهم بالاضافة الى أنها طورت خوفًا منهم بسبب تجاربها مع الصيادين و مربي الماشية و الرعاة .
و يوجد العديد من القصص عن الذئاب كونها “كلاب برية” و يمكن ترويضها حيث تشترك الذئاب و الكلاب في العديد من السمات البيولوجية إلا أنها تختلف فى سمات أخرى فبينما تتم تربية الكلاب التي لدينا كحيوانات أليفة لتكون رفيقة لطيفة للإنسان لا تزال الذئاب تعتبر حيوانات برية يجب معاملتها على هذا النحو و في بعض من الأحيان تتزاوج الذئاب و الكلاب سويا و يطلق على الجراء وقتها اسم هجين الذئب و مع ذلك فإن هذه الأنواع الهجينة عادة لا تصلح كحيوانات أليفة جيدة كما أن هناك أسطورة أخرى مفادها أن بعض سلالات الكلاب مثل “الهاسكي” هي جزء من الذئب .
و تختلف الذئاب جسديًا عن بعضها البعض بحسب النوع حيث قد يزن الذئب الإثيوبي 11 كيلوجرامًا لكن يمكن أن يصل وزن الذئاب الرمادية الشمالية مثل سلالات التندرا و القطب الشمالي إلى 62 كيلوجرامًا كما أن هناك نوعان يعيشان في أمريكا الشمالية و هم الرمادي و الأحمر حيث يعتبر الرمادى هو الأكثر انتشارًا و يعيش في أجزاء من “الولايات المتحدة ” و كل كندا و كذلك أوروبا و آسيا كما تنقسم إلى عدة أنواع فرعية بما في ذلك الذئاب القطبية الشمالية و الدنجو الأسترالية و هو نوع فرعي يعيش في أي موطن تقريبًا هناك من الصحراء إلى الغابات الاستوائيه كما توجد الذئاب الإثيوبية التى تعيش في مرتفعات “إثيوبيا” فقط .
و يعتبر الذئب كائن قابل للتكيف بشكل لا يصدق و قد سكن في وقت ما تقريبًا فى كل أمريكا الشمالية و شمال أوروبا و شرق إفريقيا و آسيا و يتحملون درجات الحرارة المتطرفة سواء كانت ساخنة جدا أو باردة من -50 إلى 48.8 درجة مئوية و يمكنهم الركض و التسلق و القفز و السباحة جيدًا اعتمادًا على موطنها و فرائسها و يمكن أن تتراوح مناطق نفوذهم فى مساحات تتراوح ما بين 103 و حتى 2590 كيلومتر مربع و أينما تعيش الذئاب فإنها عادة ما تكون بعيدة عن البشر حيث تميل إلى توخي الحذر من الانسان و تجنبه قدر الإمكان .
و يتغذى الذئب على اللحوم بشكل شبه حصري و التى تبدء من الفئران و حتى ثيران المسك و لاحظ بعض المراقبين ان الذئاب في البرية من الممكن أن تأكل الطيور لكنهم يفضلون الفرائس الأكبر مثل الماعز أو الأغنام أو الغزلان و هى تعمل كفريق واحد لمهاجمة قطعان هذه الحيوانات الكبيرة و غالبًا ما يلاحقون كبار السن أو الصغار أو المرضى لأن قتلهم يكون أسهل و عندما يجدون الطعام يأكلون بقدر ما يستطيعون لأنهم قد يذهبون لعدة أيام قبل الأكل مرة أخرى كما أنها تقتل فرائسها بفاعلية لأن لديها فكًا قويًا بشكل لا يصدق و الذي يمكن أن يعض حتى أصعب جلود الحيوانات و يمكنهم كسر العظام الصلبة في بضع قضمات .
و تولد الجراء في وكر و الذي يمكن أن يكون منخفضًا في الأرض أو العشب أو كهفًا أو جحرًا أو جذوعًا جوفاء أو شجرة ساقطة و يمكن نقلهم من عرين إلى آخر حسب الحاجة أثناء نموهم و يرضعون في الأسابيع الأربعة الأولى من أمهم أو من واحدة أو أكثر من الإناث الموجودين في الحزمة حيث يقوم جميع أعضاء المجموعة في واجبات مجالسة الأطفال أيضًا و تتعلم الجراء في سن مبكرة جدًا لغة الذئاب المعقدة التي تتواصل بها مع الأخرين من خلال الطرق البصرية و اللمسية و السمعية و يتم تعليمها من قبل جميع أعضاء المجموعة و عند بلوغهم من سن 5 إلى 10 أسابيع من العمر يتم اضافة الطعام المتقيأ من أعضاء الحزمة الآخرين إلى نظامهم الغذائي و بحلول عمر 10 أسابيع تكون الجراء جاهزة للطعام الصلب و لم تعد تعتمد على الحليب بل تعتمد على الطعام الذي تأتيه الحزمة لهم و في عمر ستة أشهر ينضم الصغار إلى البالغين في الصيد و عندما يبلغون من العمر عامين يعتبرون ناضجين .
يعيش الذئب في مجموعات عائلية تسمى الحزمة و التى تتكون عادة من ذكر و أنثى بالغين و صغارهم و يبلغ متوسط اعدادهم ما بين 8 أو 9 و لكن تم العثور على مجموعات أكبر تصل من 20 إلى 30 ذئبًا حيث تتبع مجموعات الذئاب إشارات زعيمها الذكر و الأنثى و الذين يطلق عليهم “ألفا” و من المعروف أن اى حزمة يوجد ” ألفا ” واحد فقط من الذكور والإناث و عادةً ما يتمتعون بأقوى مهارات القيادة و ينظمون القطيع للصيد كمجموعة و تحد الحدود الإقليمية المحددة بوضوح من القتال بين المجموعات حيث تقوم الذئاب باستمرار بدوريات و اصدار روائح أو أصوات العواء لتحدد أراضيها و حدود نفوذها .
و يعتبر الذئب مثل الكلب قد يجزون على أسنانهم و يزمجرون كدليل على العدوان أو التهديد بالابتعاد أو رفع ذيلهم عالياً للإشارة إلى زيادة الاهتمام أو القلق من نوع ما أو خفض أجسامهم و ذيلهم أو حتى التدحرج على ظهورهم كعلامة على الخضوع لعضو آخر في الحزمة و قد يشير تسطيح الأذنين مرة أخرى على الوجه إلى الحذر أو القلق من نوع آخر و هى مثل الحيوانات الأخرى تتواصل عن طريق تمييز الرائحة مثل ترك بولها و برازها على الأشجار أو الصخور حيث ستجده ذئاب أخرى كما أن هناك العديد من الدراسات العلمية الجارية حاليا لتحديد ما تعنيه هذه الرسائل كما يشمل التواصل أيضا الاتصال الصوتي بمجموعات متنوعة من الأنين و الهدير و النباح و الأنين و الصرير و العواء الذى يعطى أنطباع أنه أغنية عاطفية تبدو مؤلمة و حزينة و غامضة و مع ذلك و على عكس تلك الانطباعات فإن عواء الذئب هو بمثابة الاحتفال فالذئاب تحب تأليف الموسيقى فعندما يبدء أحدهم فى الحزمة بالعواء يتبعه واحد أو اثنتين و ينضم اليهم الآخرون ببعض من العواءات الطويلة و المنخفضة و قد يستمر عواء المجموعة أكثر من دقيقة و تعتبر طقوس حماسية و عاطفية ضرورية للحفاظ على الوحدة و روح المجتمع .
و تعوي الذئاب عند الاستيقاظ من نوم طويل و لتجميع القطيع قبل الصيد حيث يلهب العواء حماسهم كما تعوي أيضًا بعد اللعب المكثف و التفاعلات الاجتماعية أو لتوصيل المواقف أو البقاء على اتصال عند الانفصال أو لتحذير الذئاب الأخرى للبقاء بعيدًا و تحديد الحدود و الإشارة إلى الموقع و في بعض الأحيان من أجل المتعة فقط .
و ترجع أصول الذئب الى منذ حوالي ستة ملايين سنة حيث كان حيوان آكل لحوم صغير يشبه الثعلب في أمريكا الشمالية ثم بدء يتطور إلى حيوان مفترس كبير يبلغ وزنه 45 كيلوجرامًا و بدأ يعيش في مجموعات ثم ازدهرت الذئاب الرمادية لتصبح أكثر الثدييات البرية انتشارًا على وجه الأرض بجانب البشر ثم سافروا عبر مضيق “بيرينج” و انتشروا في الشرق الأقصى و روسيا و أوروبا ثم عادوا في النهاية إلى أمريكا الشمالية و مع ذلك و بزيادة عدد السكان كان يُنظر دائما إلى الذئاب على أنها منافسة على الغذاء و مهددة لسلامة الإنسان و قد أدى ذلك إلى رصد الكثير من المكافآت للقضاء عليها من مناطق واسعة بشكل تسبب في الانخفاض المطرد في أعدادها .
الذئاب الرمادية : تحتل الذئاب الرمادية الآن نسبة صغيرة فقط من مجموعتها السابقة حيث استمر اضطهادها في “الولايات المتحدة” حتى سبعينيات القرن الماضي و لم يتبق سوى من 500 إلى 1000 ذئب و انخفضت نسبتها بمعدل 95% من امتدادها التاريخي في “كندا” و قضى عليها تماما فى ” المكسيك ” و اليوم تقتصر أعداد الذئاب الكبيرة على المناطق النائية و البرية من الأرض مثل القطب الشمالي .
الذئاب الحمراء : كانت آخر مجموعة طبيعية من الذئاب الحمراء في البرية تعيش في مستنقعات البراري الساحلية في ولايتى “لويزيانا و تكساس” و تم القضاء على الذئاب الحمراء تقريبًا الا أنه منحها فرصة ثانية من خلال جهود إعادة التوطين في ملاجئ الحياة البرية في شرق ولاية “كارولينا الشمالية” و يبلغ تعدادهم الحالي أقل من 150 ذئبا كما توجد الذئاب الحمراء أيضًا في العديد من حدائق الحيوان كجزء من برامج التكاثر المُدارة في الولايات المتحدة و كندا على أمل أن تكون هناك يومًا ما مناطق آمنة جديدة لإعادة هذه الأنواع .
الذئاب الإثيوبية : لا تزال الذئاب الإثيوبية التي تعتبر الآن مهددة بالانقراض تفقد موطنها الجبلي حيث تتحول موائلها إلى أراضٍ زراعية أو مراعي لرعي الماشية أو مزارع الأغنام التجارية كما أدى اصابة بعضها بالسعار إلى خفض أعدادها بشكل متزايد و هى حاليا تتمتع بحماية رسمية كاملة في “إثيوبيا” التى سنت القوانين لحمايتها لدرجة أنك من الممكن أن تقضى فترة سجن لمدة عامين اذا قتلت واحدة منهم اضافة الى حملات تطعيم للكلاب التي تعيش بالقرب من منطقة الذئب حتى لا تصيبها بالعدوى .
بطاقة تعريف
- الفئة : ثدييات .
- الترتيب : أكلات لحوم .
- العائلة : كلبيات .
- النوع : كانيس .
- العمر : من 13 الى 15 سنة .
- فترة الحمل : 9 أسابيع .
- الوزن عند الولادة : 0.45 كيلوجرام .
- البلوغ : 9 شهور .
- الطول : أكبر الأنواع و هو الذئب الرمادي يبلغ طوله 87 إلى 130 سم بينما أصغر الأنواع الذئب الإثيوبي يبلغ طوله من 84 إلى 101 سم كما أن الذكور أكبر من الإناث .
- الوزن : الأثقل و هو الذئب الرمادي يبلغ وزنه 62 كجم و الأخف هو الذئب الإثيوبي و يتراوح وزنه ما بين 11 إلى 19 كجم .
- طول الذيل : من 29 إلى 52 سم .
معلومات سريعة عن حيوان الذئب
- يمكن للذئاب التخلص من 9 كيلوجرامات من الطعام في جلسة واحدة .
- خلال صيدها من الممكن أن تصل الذئاب إلى سرعات تصل الى 61 كيلومترًا في الساعة .
- في التندرا القطبية الشمالية يمكن سماع عواء الذئب على بعد 16 كيلومتر .