الحرباء حيوان زاحف تأتي علي عدة أشكال و ألوان غريبة و تتميز بتغيير لونها من حين إلي أخر و لسان طويل لزج يعينها علي تناول طعامها و هي ذات أعين يمكن تحريكها بشكل مستقل عن بعضها البعض و هذا ما يميزها عن باقي الزواحف حيث تحتوي كل عين على غطاء متقشر على شكل مخروطي مع فتحة صغيرة مستديرة في المنتصف للحدقة و تستطيع أن تدور و تركز عينيها بشكل منفصل لتنظر إلى شيئين مختلفين في نفس الوقت بشكل يمنحها رؤية كاملة بزاوية 360 درجة حول جسمها و حين ترى الفريسة يمكن أن تركز كلتا العينين في نفس الإتجاه للحصول على رؤية أوضح و هي تقضي حياتها في الأشجار و الشجيرات و لدي معظم السحالي خمسة أصابع معدلة لمجموعات أولها إصبعين الخارجيين في مقدمة القدم و مجموعة أخري مكونة من ثلاثة داخليين أما في القدم الخلفية فهي ذات ترتيب معاكس بشكل يتيح لها الإمساك بالفروع تمامًا مثلما تستطيع أصابعنا و إبهامنا فعل نفس الشئ كما تمتلك الحرباء ذيل يساعدها علي الحياة في الإرتفاعات الشاهقة لأنه قادر على الإمساك بأي شئ و الإلتفاف حول أغصان الأشجار أثناء التسلق و هو بعكس باقي السحالي الأخري حال قطعه لا يمكن إعادة نموه مجددا .
و تختلف أشكال الحرباء بحسب نوعها و لكن النوع الأكثر لفتا للإنتباه هي الحرباء المحجبة التي تعتبر من أكبر الأنواع و تتواجد في المناطق الجبلية باليمن و المملكة العربية السعودية حيث يوجد القليل جدًا من الماء و يكون الذكور أكبر من الإناث في الحجم و لكن يشترك كلاهما في إمتلاكهم لأشكال زخرفية على رأسيهما تشبه قبعة الحفلة و تعمل كمجمع للمياه حيث تتدحرج قطرات من الرطوبة ليلا إلى أسفل تلك القبعة و منها إلي فم الحرباء المفتوح الذي يستخدم أيضا لتناول الطعام فهي حيوانات آكلة اللحوم كما تأكل أيضا الحشرات و أوراق الشجر و الزهور و يمكن لأنثى الحرباء المحجبة أن تنتج ثلاثة مجموعات من البيض سنويا و تحتوي كل مجموعة علي ما يتراوح ما بين 20 إلى 70 بيضة و يستغرق الفقس من 6 إلى 9 أشهر كما يوجد نوع أخر من الحرابي ذات حجم صغير و هي حرباء بروكيسيا التي تعيش في مدغشقر و تتميز بإمتلاكها لذيلًا قصيرًا غير قابل للإمساك بشىء و لسوء الحظ لم يتم التعرف علي الكثير من خصائص ذلك الجنس المقسم إلي 26 نوعا معروف حتي اللحظة نظرًا لصغر حجمها و طبيعتها السرية .
و تعتبر ألية تغيير لون الحرباء عملية رائعة و معقدة فبعكس الشائع هم لا يغيرون لونهم ليتناسب مع البيئة المحيطة بهم و لا يمكنهم التغيير إلى أي لون فعلى سبيل المثال إذا كانت تجلس على مفرش طاولة منقط باللونين الأحمر و الأبيض فلن يتحول لونها إلي الأحمر ثم يضاف إليها بقع بيضاء مستديرة فالحرباء لا تنظر إلي ما تجلس عليه و تقرر عمدا أن تتطابق معه و لكن بدلًا من ذلك لدي كل نوع مجموعة من الأنماط و الألوان التي يمكنه عرضها و لكن بشكل عام تمتلك الحرباء أربع طبقات من الجلد الأولي الطبقة الخارجية الواقية و تسمى البشرة و الثانية طبقة الكروماتوفور التي تحتوي على أصباغ صفراء و حمراء و الثالثة طبقة الميلانوفور التي تحتوي على صبغة الميلانين الداكنة و يمكن أن تنتج ألوانًا بنية و سوداء أو تعكس اللون الأزرق و أخيرا الطبقة السفلى التي تعكس اللون الأبيض فقط و تتسبب النبضات العصبية و التغيرات الهرمونية في تمدد و تقلص الخلايا الملونة في هذه الطبقات كما أن مزج الطبقات المختلفة يعمل علي خلق الألوان و الأنماط التي نراها و حتي وقتنا الحالي يعكف العلماء علي تكثيف دراساتهم لمعرفة الآليات الكيميائية و البيولوجية التي تعمل علي تغيير لونها و حاليا تم إنشاء نموذج أولي لقميص يتغير لونه بنفس العملية التي تستخدمها الحرباء .
و تعيش جميع أنواع الحرباء في قارات أفريقيا و آسيا و أوروبا و معظمها يتواجد في ” مدغشقر ” أما البقية فتوجد في الشرق الأوسط و عدد قليل منها على جزر في المحيط الهندي و واحدة هي الحرباء الهندية و تعيش في ” الهند ” و ” باكستان ” و ” سريلانكا ” و هناك نوع آخر هو الحرباء الشائعة و يعتبر موطنها الأصلي ” إسبانيا ” و ” البرتغال ” و جزر البحر الأبيض المتوسط و الشرق الأدنى و هي بشكل عام تعيش في مجموعة متنوعة من الموائل من الغابات المطيرة و الأراضي المنخفضة إلي الصحاري و شبه الصحاري و السافانا و حتى الجبال و يسكن الكثير منها الأشجار لكن يعيش بعضها في العشب أو الشجيرات الصغيرة أو الأغصان الجافة فعلي سبيل المثال تعيش حرباء ناماكوا في صحراء ناميب بأفريقيا حيث تحفر حفرًا في الكثبان الرملية هربًا من الحرارة و البرد الشديدين بينما تسكن الحرباء ذات الزعانف الشراعية الغابات الجبلية في ” الكاميرون ” بغرب أفريقيا حيث ترتفع الجبال إلى مستوى السحب و يكتنفها الضباب لذلك فهو مكان بارد و رطب .
و بالنسبة إلي طعامها تتغذي الحرباء عمومًا علي الحشرات مثل الجراد و فرس النبي و الجنادب و الحشرات العصوية و الصراصير كما تأكل بعض أنواع الحرباء الكبيرة الطيور الصغيرة و السحالي الأخرى و من المعروف أن القليل منهم فقط هم من يتغذون علي المواد النباتية و نظرا لأنها لا تتحرك بسرعة كبيرة من أجل الصيد فهي تستعيض عن ذلك بإستخدام لسانها الطويل بشكل لا يصدق للقبض على الحشرات التي تأكلها فهم قادرون على إخراج اللسان من أفواههم بسرعة كبيرة و الذي يحتوي علي طرف لزج في نهايته لإقتناص العناصر التي لن تتمكن من الإمساك بها أما نهايته فهو عبارة عن كرة من العضلات و عندما تضرب فريستها فإنها تشكل بسرعة كوب شفط صغير و بمجرد أن تلتصق الفريسة باللسان تقوم الحرباء بسحبها مرة أخرى إلى الفم حيث يسحقها فكيها القويين من أجل البلع و حتى الحرباء الصغيرة قادرة على أكل الحشرات الكبيرة حيث يتم الاحتفاظ باللسان في الجزء الخلفي من الفم حتى الحاجة إليه مرة أخرى .
و يلعب تغير لون جلد الحرباء دورًا مهمًا في التواصل بين الأفراد كما أنه يتغير أيضا بحسب الحالة المزاجية للسحلية مثل الخوف أو الغضب و أيضا بحسب كمية الضوء و درجة الحرارة أو الرطوبة و يتميز الذكور بأنهم أكثر إشراقًا لذلك فهم الأكثر هيمنة و يجذبون بألوانهم المزيد من الإناث حيث يظهر الذكر باللون البني أو الرمادي أما الإناث فتستخدم ألوانها لقبول الذكر أو رفضه كما يمكن أن يشير عرض الألوان أيضًا إلى الحمل حيث تضع معظم الإناث البيض داخلها و عندما يصبح جاهزًا للوضع تنزل الأنثى إلى الأرض و تحفر حفرة و تضعه فيها ثم تدفنه و تغادر و أثناء فترة الحضانة يمتص البيض الماء من الأرض و يمكن أن يصل وزنه إلي 4 جرامات و بعد أيام قليلة من فقس الصغار يبدأون في إصطياد الحشرات و هو يعرفون غريزيًا كيفية البقاء على قيد الحياة دون أن يعلمهم أحد الوالدين و يبدو الصغار مثل البالغين المصغرين إلا أن ألوانهم و علاماتهم ليست مشرقة بشكل كافي لكنها تنمو بسرعة و يصل الكثير منها إلى مرحلة النضج الجنسي قبل نهاية عامهم الأول .
و ليس كل أنواع الحرباء تبيض بل أن القليل منهم يقوم بالولادة مثل حرباء جاكسون التي تعيش في المناطق الرطبة و الباردة في ” كينيا ” و ” تنزانيا ” بأفريقيا و عادة ما توجد بأعداد كبيرة في المناطق الجبلية و تم إدخال أحد الأنواع الفرعية منها إلى هاواي في السبعينيات و نمت منذ ذلك الحين لتصبح مجموعة كبيرة و يتميز ذلك النوع بأنه ذات أحجام صغيرة و متوسطة و يشتهر بحافة ظهر تشبه سن المنشار و عادة ألوانها ما تكون خضراء زاهية مع بعض آثار اللون الأزرق و الأصفر و هي بعد التزاوج و الحمل الذي يتراوح ما بين 5 إلي 6 أشهر تلد من 8 إلى 30 صغيرا و تسمي تلك النوعية أيضا بالحرباء ذات الثلاثة قرون لأن الذكور لديهم ثلاثة قرون بنية (عادةً لا تمتلك الإناث قرونًا) يستخدمونها للدفاع عن الأراضي حيث يغلق الذكور قرونهم و يحاولون دفع الآخرين بعيدًا بها .
و تعد ” مدغشقر ” تحديدا موطن لما يقرب من ثلثي جميع أنواع الحرباء في العالم منها ثلاثة و هم حرباء بيلالاندا Furcifer belalandaensis و الحرباء ذات الأنف الغريب Calumma hafahafa و حرباء أوراق ناموروكا Brookesia bonsi معرضين لخطر شديد نتيجة فقدان موطنهم بسبب الممارسات الزراعية التي تعتمد علي الحرق و قطع الأشجار لأغراض البناء أو الفحم و رعي الماشية أما باقي الأنواع و رغم توفر أعداد كافية منها إلا أنها تواجه نفس المخاطر بسبب فقدان الموائل و صيدها من أجل تجارة الحيوانات الأليفة .
بطاقة تعريف
- الفئة : زواحف .
- الترتيب : الحرشفيات .
- العائلة : الحرباء .
- الجنس : 6 .
- النوع : 158 .
- العمر الإفتراضي : أكثر من 10 سنوات تحت رعاية الخبراء و غير معروف في البرية .
- فترة الحمل : من 4 إلى 6 أشهر حسب النوع .
- الحضانة : بالنسبة للأنواع التي تضع البيض من 4 إلى 24 شهرًا .
- عدد الصغار عند الولادة : تضع الحرباء الصغيرة من 2 إلى 4 بيضات و الأنواع الكبيرة من 80 إلى 100 بيضة اما الانواع التي تلد صغارًا أحياء فتنتج من 8 إلى 30 صغيرًا .
- سن النضج : من سنة إلى سنتين حسب النوع .
- الطول : الأكبر – يصل طول حرباء مدغشقر إلي 60 سم و الأصغر – حرباء أوراق القزم 2.54 سم .
معلومات سريعة عن الحرباء
- يُعتقد أن بيضة حرباء بارسون النادرة تستغرق ما يصل إلى عامين حتى تفقس .
- يمكن إطلاق لسان الحرباء إلى طول غير عادي ففي بعض الأنواع يكون اللسان أطول من الجسم .
- يبدو أن الحرباء تفضل المياه الجارية على المياه الراكدة .
- اسم الحرباء باللغة الإنجليزية ( شاميليون ) أي أسد الأرض و تأتي من الكلمات اليونانية “شاماي” أي الأرض و و”ليون” (أسد) .