التوهج الشمسي Solar Flare هو إختلاف مفاجئ و سريع و مكثف في سطوع الشمس و يحدث عندما تنطلق بشكل مفاجئ الطاقة المغناطيسية التي تراكمت في الغلاف الجوي الشمسي و خلال ذلك ينبعث الإشعاع عبر كامل الطيف الكهرومغناطيسي تقريبًا بداية من موجات الراديو عند نهاية الطول الموجي الطويل مرورًا بالإنبعاث البصري و نهاية بالأشعة السينية و أشعة جاما عند نهاية الطول الموجي القصير و تكون كمية الطاقة المنطلقة خلال التوهج الشمسي ضخمة جدا حيث تعادل إنفجار ملايين القنابل الهيدروجينية بقوة 100 ميجا طن في وقت واحد و تم تسجيل أول توهج شمسي في الأدبيات الفلكية في 1 سبتمبر عام 1859 حين كان العالمان ريتشارد سي كارينجتون و ريتشارد هودجسون يراقبان البقع الشمسية بشكل مستقل في ذلك الوقت ثم شاهدا توهجًا كبيرًا يحدث في الضوء الأبيض بها .
و خلال ظاهرة التوهج الشمسي يحدث إطلاق في الطاقة المغناطيسية و خلاله يتم تسخين و تسريع الجسيمات بما في ذلك الإلكترونات و البروتونات و النوى الثقيلة في الغلاف الجوي الشمسي و عادة ما تكون تلك الطاقة المنطلقة أثناء التوهج في حدود 1027 إرج في الثانية و يمكن للتوهجات الكبيرة أن تنبعث منها ما يصل إلى 1032 إرجًا و هذه الطاقة أكبر بعشرة ملايين مرة من الطاقة المنطلقة من إنفجار بركاني و من ناحية أخرى فهي أقل من عُشر إجمالي الطاقة المنبعثة من الشمس في كل ثانية .
و هناك عادة ثلاث مراحل خاصة بالتوهج الشمسي الأولي يطلق عليها إسم المرحلة الأولية و فيها يتم إطلاق الطاقة المغناطيسية و يتم الكشف عن إنبعاثات الأشعة السينية الناعمة و في المرحلة الثانية أو كما يطلق عليها المرحلة الإندفاعية يتم تسريع البروتونات و الإلكترونات إلى طاقات تتجاوز 1 ميجا إلكترون فولت و خلال تلك المرحلة أيضا تنبعث موجات الراديو و الأشعة السينية الصلبة و أشعة جاما أما الثالثة و هي مرحلة الإضمحلال فيمكن إكتشاف التراكم التدريجي للأشعة السينية الناعمة و إضمحلالها و يمكن أن تكون مدة هذه المراحل إما قصيرة و تستغرق بضع ثوانٍ أو طويلة حتي ساعة .
و يمتد التوهج الشمسي إلى طبقة الشمس المعروفة بإسم الإكليل و هو الغلاف الجوي الخارجي للشمس و يتكون من غاز مخلخل للغاية و تبلغ درجة حرارة هذا الغاز عادةً بضعة ملايين من الدرجات الكلفنية و في داخل التوهج تصل درجة الحرارة عادة إلى 10 أو 20 مليون درجة و يمكن أن تصل في بعض الأحيان إلى 100 مليون درجة كلفنية و يتزامن تكرار التوهج الشمسي مع دورة الشمس التي تبلغ أحد عشر عامًا فعندما تكون الدورة الشمسية في حدها الأدنى تكون المناطق النشطة صغيرة و نادرة ثم بعد ذلك يتم إكتشاف عدد قليل من التوهجات الشمسية ثم تزداد بشكل تدريجي مع إقتراب الشمس من الجزء الأقصى من دورتها .
و لا يمكن لأي شخص أن يرى التوهج الشمسي بمجرد التحديق في الشمس لأنه بطبيعة الحال لا يمكن النظر إلي الشمس بشكل مباشر حتي لا تتلف العين بجانب أنه من الصعب في الواقع رؤية التوهجات و الإنبعاثات الساطعة من الغلاف الضوئي و لكن بدلا من ذلك يتم إستخدام أدوات علمية متخصصة للكشف عن بصمات الإشعاع المنبعثة أثناء التوهج كما يمكن ملاحظة الإنبعاثات الراديوية و الضوئية الناتجة عن التوهجات بإستخدام التلسكوبات الموجودة علي كوكب الأرض و لكن تتطلب الإنبعاثات النشطة مثل الأشعة السينية و أشعة جاما تلسكوبات موجودة في الفضاء حيث أن هذه الإنبعاثات لا تخترق الغلاف الجوي للأرض .