الواقعية هى أهم شئ يسعى إليه صناع السينما فبدونها لن يكون الفيلم و تفاصيله مقنعة للمشاهدين لأن معيار نجاح أى عمل فني يتوقف في قدرته علي إدماج الجمهور مع أحداثه ليتفاعل مع كل مشهد فيه سواء كان كوميديا أو رومانسيا أو دراميا و من أجل محاولة الوصول إلى ذلك الهدف يقوم العديد من المخرجين بالإبتعاد عن أجواء الأستوديوهات و إختيار أماكن حقيقية لتصوير المشاهد المطلوبة فيها و رغم إنعكاس ذلك الأمر بشكل إيجابي على مكونات المشهد إلا أن له بعض من الجوانب السلبية التى تؤدي فى بعض الأحيان الى حدوث مشاكل لفريق العمل قد تصل إلي التسبب فى مقتلهم و فى تلك المقالة نستعرض أبرز ستة أفلام تم تصويرها فى أماكن حقيقية و كادت أن تؤدي إلي ما لا يحمد عقباه للمشاركين فيه .
حصن أباتشي … ذا برونكس Fort Apache, The Bronx (1981) … خلال فترة الستينيات و السبعينيات من القرن الماضي كانت منطقة فى مدينة ” نيويورك ” مليئة بالجرائم لدرجة أنها كانت تسجل في بعض الأحيان جريمتي قتل أسبوعيا و رغم ذلك أصر مخرج فيلم Fort Apache The Bronx على تصوير بعض من مشاهد الفيلم فى تلك المنطقة و أدى ذلك إلي إعتداء قاطنيها على فريق إنتاج الفيلم و من بينهم الفنان الشهير “بول نيومان” و ذلك بسبب إطلاع لجنة مشكلة من أهالي الحي على سيناريو الفيلم و أعربت عن خيبة أملها من أنه يصور المنطقة على أنها من الأماكن الخطيرة لذلك عندما بدأ الممثلين و طاقم العمل في التصوير أبدى السكان إنزعاجهم من ذلك و كثيرا ما دخلوا فى عراك معهم وصل إلي إلقاء المراحيض عليهم من فوق أسطح المنازل كادت واحدة منها أن تصيب ” بول نيومان ” و تبعده تماما عن عالم التمثيل .
زئير Roar (1981) … رغم شهرة ” تيبي هيدرين ” كممثلة بعد قيامها بدور البطولة في فيلم الطيور The Birds للمخرج “ألفريد هيتشكوك” عام 1963 إلا أنها تعد أيضا ناشطة فى مجال حقوق الحيوان و لذلك في عام 1971 قررت هي و زوجها آنذاك المخرج “نويل مارشال” تصوير فيلم عن أحد العلماء و أسرته و هم يعيشون حياتهم مع الأسود و النمور و للتحضير لذلك الفيلم قامت الممثلة ” تيبي هيدرين ” بتربية أشبال منهم معها فى منزلها لتعتاد على العمل حول الممثلين فى أماكن التصوير و الذي بدء عام 1976 و رغم وجود عدد من مدربي الحيوانات خلال التصوير إلا أن وجودهم لم يكن كافيا حيث كانت تصرفات النمور غير متوقعة و هو ما أدى إلى إصابة على ما لا يقل عن 70 شخصا من أعضاء فريق التمثيل و طاقم العمل على مدى سنوات من التصوير غير المنتظم من بينها إصابة بالغة للمصور السينمائي “جان دي بونت” و التى تطلبت 120 غرزة و لاحقا علق إبن المخرج ” نويل مارشال ” و الذى شارك فى التمثيل قال “أنا مندهش من أن أحداً لم يمت ” .
الهاوية The Abyss (1989) … التصوير لفترات طويلة أسفل المياه فى قاع خزان ممتلئ أمر غير مريح و من الممكن أن يكلفك حياتك و هو ما حدث للمخرج “جيمس كاميرون” و طاقمه فرغم تسبب الكلور الموجود فى المياه بتساقط شعرهم الا أنه فى أحد الأيام كاد المخرج أن يفقد حياته حيث كان معتادا أن يضع أثقالا فى كاحله ليبقى في قاع الخزان و خلال عمله كان تحت رحمة المخرج المساعد الذى كان من المفترض أن يحذره حين يكون معدل الأكسجين منخفضًا و في أحد الأيام لم يفعل ذلك و لم يستطع “كاميرون” لفت انتباه غواصين السلامة أو أفراد الطاقم الآخرين لنفاذ أكسجينه و نتيجة شعوره بالإختناق و لهاثه بحثًا عن الهواء تخلى عن معدات الكاميرا و حاول السباحة إلى السطح و عبثا حاول أحد الغواصين إيقافه لأن ذلك الأمر يمثل خطورة علي حياته و من الممكن أن يتسبب فى إنفجار رئتيه إذا خرج بسرعة كبيرة من المياه الا أن “كاميرون” أشتبك معه و جرحه فى وجهه و بالكاد وصل إلى السطح و كان أول شئ يقوم به هو طرد كل من تسبب فى ذلك .
الجنرال The General (1926) … أشتهر الممثل “باستر كيتون” دائما بوضع أفلامه في المرتبة الأولى و حياته في المرتبة الثانية و قد تم الترحيب به كواحد من أعظم نجوم السينما عبر كل العصور و يعتبر فيلم ” الجنرال ” واحدا من أشهر أفلامه و التى تدور أحداثه حول قائد يحاول منع الاتحاديين من الإستيلاء على قطاره أثناء الحرب الأهلية و أصر الممثل “كيتون” على تصوير لقطات واقعية كلما أمكن ذلك لذلك قام بتصوير مشاهد القطار داخل واحد حقيقى واحدا منهم كان مشهدا يتسم بالخطورة يجلس فيه على مقدمة القطار بينما كان يتحرك و لحسن الحظ أنه كان يسير ببطء لأنه لو كان يتحرك بسرعة كبيرة لكان من الممكن أن يدفع حياته ثمنا لذلك .
الملكة الأفريقية The African Queen (1951) … ربما التصوير في الكونغو الديموقراطية يعتبر فكرة حكيمة عندما يتعلق الأمر بأصالة ملكة أفريقية و لكن على أرض الواقع ليس الأمر بالسهولة المتصورة حيث كان أماكن التصوير فى موقع بعيد و غير مجهز و يعتبر موطنًا لمجموعة لا حصر لها من الثعابين السامة و المياه غير الصالحة للشرب كما كانت الملاريا تنتشر فى كل مكان إضافة إلى إصابات بالزحار المعدية المعوية كما أصيب أحد أفراد الطاقم بالتهاب فى الزائدة الدودية بالإضافة الى صعوبة التصوير حيث كان من المفترض السيطرة على تدافع أفيال من أجل إلتقاط المشاهد و بشكل عام كان الفيلم صعب على الجميع و لم يخرج منه أى فرد إلا مصابا بجروح أو أمراض .
أقرأ أيضا : أشهر عشرة مشاهد خطرة كادت أن تودى بحياة ممثليها أثناء تصويرها
الملائكة ذات الوجوه القذرة Angels with Dirty Faces (1938) … كان لدى المخرج “مايكل كورتيز” بعض الأفكار الخاصة جدًا حول أفضل السبل لتمثيل حياة العصابات في فيلم “الملائكة ذات الوجوه القذرة” و للحصول على لقطة واقعية فيها حيث يطارد المهاجمون النجم “جيمس كاجني” أصر فى أحد المشاهد أن يكون ثابتًا بينما يطلق الرماة رصاص حقيقي بالقرب منه مع تأكيد من قبل المخرج للممثل أن الرماة كانوا محترفين و وافق على ذلك و خلال إطلاق النار أرتدت طلقة منهم و كانت قريبة للغاية من رأس ” كاجني ” و لحسن الحظ لم تصيبه .