من وقت إلى أخر قد نحتاج إلى تغيير روتين حياتنا باستثناء شيئا واحدا فقط ألا و هو التمسك بهواياتنا لذلك و لحل تلك المشكله يسعى بعض الناس إلى الجمع بين السياحة و الهوايات كوسيلة مضاعفة للحصول على المتعة خاصة اذا كان لكلا الاثنان لمسات من الاثارة لذلك فهم ينخرطون في انواع غريبة من السياحة التى تنطوى على المغامرات و بها نوع من الخطورة مثل مراقبة أسماك القرش و هى تسبح أمامهم في المحيط أو مطاردة العواصف أو البقاء فى بعض المواقع التى يزعم انها مسكونة بالاشباح و غيرها و الأغرب من ذلك انه توجد بعض من المكاتب السياحيه التى توفر تلك الانواع الخطيرة من الرحلات و درجة الاقبال عليها أعدادا لا يستهان بها .
لذلك نضع امامك قائمة بأغرب انواع السياحات الموجودة فى العالم إن لم تكن أخطرها و حاول ان تفكر عما اذا كان بامكانك أن تقوم بواحدة منها أم لا
سياحه القروش
كثيرون منا يخافون من أسماك القرش خاصة بعد صدور سلسلة أفلام “الفك المفترس” و التى أظهرتهم فى صورة متوحشة تسعى الى إالتهام الانسان بشراسة كبيرة على نغمات موسيقى الفيلم المشئومة و مع ذلك فتوجد “سياحة القروش ” و الشائعة قبالة سواحل كيب كود بولاية “ماساتشوستس” و رغم كلفتها المرتفعه الا أنها تزداد ازدهارا يوما عن الاخر حيث يتنافس فى ذلك المكان مقدمى خدمات القوارب لتوفير فرص للسائحين للاستمتاع بأسماك القرش البيضاء عن قرب حيث تم اضافة “سياحة القروش” كنوع من التجديد بعد أن انحصرت قديما فى مراقبة الحيتان و الفقمات و هى سياحة تحتاج الى نوعا ما من التدريب مع اتخاذ العديد من الاحتياطات المتعلقة بتدابير السلامهمثل وجود أجهزة كشفيه تحت سطح البحر و أنظمة انذار أرضي و مراقبة بالطائرات دون طيار بالاضافة الى امتلاك السائحين لادوات وقائيه طاردة لأسماك القرش لحمايتهم من اى هجمات محتمله مثل أجهزة تنبعث منها مجالات كهربائية تعمل على ردعهم و ابعادهم عند الاقتراب من السائحين بدون إحداث أى اضرار لهم .
سياحة الاشباح
إذا لم تجد “سياحة القروش” تحتوى على الاثارة الكافيه فنرشح لك “سياحة الأشباح” حيث تقدم الكثير من المدن حول العالم ذلك النوع من السياحات مثل مدينة “واشنطن” العاصمة فإلى جانب المتاحف و المعارض الفنية و المسارح و الحدائق و المبانى التاريخيه المعروفة كالكونجرس فتضم المدينة من بين معالمها عددًا من جولات الأشباح فى مناطق يزعم انها مسكونه حيث يمكنك القيام بجولة في منطقة “جورج تاون” التاريخية و التى فيها السلم الذى ظهر فى فيلم الرعب الشهير طارد الارواح الشريره The Exorcist و مقبرة أوك هيل التاريخية و منتزه لافاييت حيث يحكى لك المرشدون قصص المؤامرات و المبارزات و الاغتيالات التى حدثت فى تلك الاماكن و الذى بعضها قد يكون مرعبا , و لا تقتصر تلك السياحة على “واشنطن” فقط ولكن أيضًا في مدن أخرى حول العالم و هى لها سائحيها لذلك فمن غير المحتمل أن تختفي “سياحة الأشباح” فى الوقت الحالى .
سياحة العواصف
و هو نوع من السياحات الموسميه المنتشرة فى وقتنا الحالى و أصبحت بمثابة نعمة كبيرة للمناطق التي تتميز بطقس قاسٍ فهى شكل من أشكال السياحة البيئية و مثاليه للمسافرين الجريئين الذين لديهم قدر لا بأس به للمخاطرة حتى و لو كانت بحياتهم حيث يفسر البعض ذلك الى ان هؤلاء السياح يخوضون تلك المغامرة وسط الرياح العاتية و الامطار و الأمواج الشديدة التي تصل الى ارتفاعات شاهقه من أجل رؤية الطبيعة و هى تنبض بالحياة حيث يتوفر ذلك النوع من السياحة فى كندا بنزل على ساحل المحيط الهادئ و الذى يوفر إطلالة مذهلة على المحيط حيث يبدء الاستعداد لتلك المغامرة عبر توفير بعض من المعدات التى تحمى السائحين من تأثيرات الطقس القوية و المدمرة مثل الملابس المقاومة للماء و الامطار و ادوات لاستكشاف حالة الطقس .
سياحة الجريمة
تعد “سياحة الجريمة” شكلاً آخر من أشكال السياحة للمغامرين الذين يتمتعون بالثبات الكافي لزيارة مسارح الجريمة البشعة حيث توجد إحدى الوجهات السياحيه التي لا يمكن تفويتها و هي جولة تستغرق خمسة أيام في مقاطعة “ترانسيلفانيا” الأسطورية الواقعة فى “رومانيا” و التى كانت مقرا للكونت “فلاد دراكيولا المخوزق” حيث فيها يمكنك تناول العشاء وسط غابة حقيقية من المحاربين المهزومين و المربوطين على أعمده , كما توجد تلك السياحة أيضا فى “الولايات المتحدة” و المخصصة لمحبي متابعة الجرائم الشهيره ففى مدينة “لوس أنجلوس” يقوم السائحون بزيارة مسارح الجرائم الشهيره او الاماكن التى نشأ فيها السفاحين مثل “تشارلز مانسون” و عائلته أو القاتل المتسلسل المعروف باسم “رجل الفأس” فى مدينة “نيو اورليانز” و الذى أشتهر بفصل رؤوس ضحاياه عن اجسادهم بعد اقتحامه منازلهم كما تشتهر ولاية “ويسكونسن” بقاتلها المتسلسل و آكل لحوم البشر “جيفري دامر” حيث يقوم السياح فى تلك الولايه بالتجول فى الاماكن التى ارتكب فيها جرائمه .
سياحة ساحات المعارك
بكل تأكيد لا يمكن لأحد اليوم خوض معركة حدثت في الماضي الا ان أماكنها قد تكون دافعا لازدهار نوعا من السياحة يطلق عليه اسم “سياحة ساحات المعارك” عبر زيارة ما كان يوما ميدانا للقتال و التى منها يمكنهم التعرف على الظروف التى احاطت بإحدى المعارك المعينه أثناء الحروب حيث تكون تلك الميادين غنية بالمكونات التاريخية و الثقافية و القومية و الأخلاقية لماضي الأمة و هي المكونات التي لا تزال مستمرة حتى وقتنا الحاضر حيث توجد أربعة ساحات معارك تاريخية في المملكة المتحدة على وجه الخصوص يقام فيها ذلك النوع من السياحة مثل ساحة “هاستينغز” و “بانوكبيرن” و “بوزورث” و “كولودن” بالاضافة الى ساحات الحرب العالمية الثانيه بالجبهة الغربية في “فرنسا” و “بلجيكا” حيث لاحظ أحد الباحثين ان التسويق التجاري لميادين تلك المعارك كسياحه يتضاءل لدى الزوار بعكس ارتباطهم العاطفى بما حدث فيها .
سياحة التعذيب
و هو نوع من السياحة الغريبه التى تتمثل فى زيارة اماكن تعرض ادوات للتعذيب و يجب على السائح الانتباه نظرا الى ان الكثير من المواقع التي تزعم أنها تعرض أدوات تعذيب حقيقية تتميز بأشياء غير أصلية أو حقيقيه حيث يعرض “برج لندن” بعضا من ادوات التعذيب التاريخيه و التى استخدمت قديما فى إلحاق الألم الشديد لبعضا من المشتبه بهم و المتهمين بممارسة السحر من اجل اجبارهم على الاعتراف حيث يقول المؤروخون ان ذلك البرج هو تذكيرًا بسلطة الملك المطلقة على رعاياه كما توجد اماكن اخرى لمثل ذلك النوع من السياحات مثل متحف الجريمة في العصور الوسطى في روثنبرغ بألمانيا و منزل فورت دى ريجينيك في جنوب غرب فرنسا و الذى يحتوى على 60 أداة للتعذيب .
سياحة القلاع
تعتبر “سياحة القلاع” واحدة من أشهر انواع السياحات نظرا الى امتلاكها الكثير من عوامل الجذب حيث توجد الآلاف من القلاع في جميع أنحاء العالم ذات الدفاعات غير العادية و التحصينات التي تجذب انتباه الكثير من السياح مثل “قلعة بران” و التي اشتهرت باسمها المستعار “قلعة دراكولا” و الموجودة في “ترانسيلفانيا” برومانيا حيث ترتفع جدران القلعة الحجرية ذات اللون الرمادي الباهت فوق جبل مطل على الحقول الخضراء و التلال العالية والنباتات دائمة الخضرة و عند دخولها ستجد صفا من الصور لمالكي القلعة منذ أواخر العصور الوسطى و حتى أوائل القرن العشرين كما بإمكان السائحين إلقاء نظرة على الأبواب المقوسة و المصنوعة من الألواح الخشبية الخشنة و مشاهدة الأثاث المنحوت بشكل مزخرف و المواقد الحجرية و الكثير من الغرف التى تحتوى على الأثاث الفاخر و بدلات الدروع و الرماح و السيوف و السكاكين و العباءات و الفساتين بالاضافة الى العديد من ادوات التعذيب .
سياحة المقابر
و هى أحد أنواع السياحات الجديدة نسبيًا التي استحوذت مؤخرًا على الجمهور أو على الأقل جزء من الجمهور حيث تقدم المقابر في أجزاء مختلفة من العالم جولات سياحية فيها ففي مدينة “نيو أورلينز” بولاية “لويزيانا” غالبًا ما يزور السائحون مقبرة “سانت لويس رقم 1” من أجل القيام بنزهة تعليميه حيث تعد تلك المقبرة هي موطنا لملكة سحر الفودو الشهيرة في المدينة “ماري لافو” كما تحتوى على مقبرة ناشط الحقوق المدنية “هومر بليسي” وستصبح يوما مكان الراحة المستقبلي للممثل ” نيكولاس كيج” .
كما توجد مقبرة أخرى تعد هى المقبرة الأكثر زيارة في العالم و الموجودة بحديقة ” بير لاشيز ” على الجانب الشمالي الشرقي من باريس فى فرنسا و التي تبلغ مساحتها 100 فدان حيث يبلغ عدد مقابرها 70 ألفًا و اشتهرت بتاريخها و جمالها حيث استعرض “نابليون بونابرت” مهاراته التسويقية في الترويج لتلك المقبرة من خلال الحصول على رفات زوجة هنري الثالث “إليانور بروفانس” و دفنها فيها و بعد فترة وجيزة أصبحت تلك المقابر مسعى لمشاهير فرنسا لتكون مكان للراحة الأخيرة لهم منهم المؤلف الموسيقي “فريدريك شوبان” و مغنية الأوبرا “ماريا كالاس ” و المغنية الشهيره “إديث بياف” بالاضافة الى وجود شخصين من المدفونين فيها ليسوا فرنسيين أحدهم هو المؤلف “أوسكار وايلد” و الذى كان أيرلنديًا و الآخر نجم موسيقى الروك الامريكى “جيم موريسون” و حتى اللحظة لا يعرف سبب تدفق ذلك العدد الكبير من الزائرين و السياح لتلك المقبرة .
سياحة الأفلام
وفقًا لمجلة “فوربس” فإنه فى عام 2019 حققت صناعة السينما 101 مليار دولار أمريكي في جميع أنحاء العالم و هذا دليل واضح على أن هذه الإيرادات تشير إلى وجود قاعدة جماهيرية دولية ضخمة حيث تجذب العديد من مواقع تصوير الأفلام الشهيرة للكثير من السياح خاصة مدينة “لوس أنجلوس” نفسها او أي مكان آخر تم تصوير فيلم معروف به مثل “نيوزيلندا” و التى صور فيها العديد من مشاهد ثلاثية ” ملك الخواتم الشهيره ” بالاضافة الى العديد من المنازل التى ظهرت فى بعض من الافلام مثل المنزل الذي ظهر في فيلم “والد العروس” و الذى انتج عام 1991 بطولة “ستيف مارتن” و “ديان كيتون” و المنزل الذى اقام فيه ” مارتى ماكفلاى ” فى فيلم “العودة الى المستقبل” و الذى انتج عام 1985 .
سياحة العشوائيات
رغم ان كل السياحات السابقة قد تكون غريبه الا ان سياحة العشوائيات هى الاكثر غرابة واثارة للجدل حيث بدأت منذ أكثر من قرن من الزمان حين بدأ سكان “لندن” الأثرياء في زيارة الطرف الشرقي الفقير من المدينة بدءًا من عام 1840 و سرعان ما انتشر ذلك النشاط إلى سكان “نيويورك” الأثرياء و الذين قاموا بزيارة بيوت الدعارة و أوكار الأفيون في المناطق المعدمة من المدينة و حتى الان يمكنك القيام بذلك النوع من السياحة لمشاهدة المناطق المعزولة عنصريًا في بلدات “جنوب إفريقيا” و المتاهات الشاهقة من الأحياء الفقيرة الجبلية في “ريو دي جانيرو” و مدن برازيلية أخرى و العديد من أماكن الفقر الأخرى في مدينة “مانيلا” عاصمة “الفلبين” حيث يواجه ذلك النوع من السياحة بعض من الانتقادات باعتباره متعة متعجرفة و شكل من أشكال الشماتة المشينة القائمة على التميز عن الاخرين الا أن البعض يدافع عنها مؤكدين أن هذه الرحلات تزيد من وعي من يملكون والذين يظلون جاهلين بمحنة من لا يملكون بالإضافة إلى ذلك قد تكشف سياحة الأحياء الفقيرة عن فرص قد يقوم بها الاثرياء لتقديم مساعدات للمحرومين على اعتبار أن المعرفة أفضل من التجاهل .