تعتبر فترة أواخر الثمانينيات من تاريخ جمهورية الصين الشعبية واحدة من أكثر الفترات إضطرابا بعد إندلاع أعمال عنف و إحتجاجات على نظام الحكم الشيوعي و أسلوب إدارة البلاد من قبل حزب واحد حيث قابلتها السلطات بإتخاذ إجرائات قمعية لمحاولة السيطرة على تلك الإحتجاجات و خلالها تم إلتقاط تلك الصورة التى عرفت لاحقا بإسم رجل الدبابة و تظهر قيام احد الرجال الصينين بالوقوف امام رتل من الدبابات اثناء محاولة مغادرتها ساحة تيانانمين فى العاصمة بكين بعد يوم من فض تجمعات المتظاهرين الموجودين به و التى صنفت كواحدة من أفضل 100 صورة فى تاريخ القرن العشرين بحسب مجلة التايم و أفضل 10 عبر كل العصور كما تم ترشيحها الى جائزة بوليتزر .
التاريخ : 5 يونيو عام 1989 .
المصور : الأمريكي ” جيف وايدنر ” – وكالة الاسوشيتدبرس .
التفاصيل : ترجع خلفية صورة رجل الدبابة الى سلسلة من الإحتجاجات التى إجتاحت المدن الصينية فى أبريل عام 1989 للمطالبة بعدد من الإصلاحات السياسيه فى الدولة كانت واحدة منها فى ساحة ميدان ” تيانانمين ” بالعاصمة الصينية “بكين” و كان يتزعمها مجموعة من الطلبة الجامعيين و سرعان ما قررت الحكومة الصينية مواجهتها بالقوة و فى يوم 4 يونيو أعلنت السلطات تطبيق الأحكام العرفية و أرسلت جيش التحرير الشعبي برفقة مجموعة من الدبابات لاحتلال أجزاء من وسط “بكين” و أطلقت القوات عليهم النار فى الساحة فى أحداث عرفت بإسم “مذبحة ميدان تيانانمن” و تختلف تقديرات عدد القتلى فيها ما بين عدة مئات إلى آلاف مع وجود عشرات آلاف الجرحى و بعد يوم من تلك الأحداث و أثناء تحرك رتل من الدبابات وقف امامها رجل فى منتصف الشارع فى لحظات يرويها المراسل ” ستيورات فرانكلين ” مراسل مجلة ” تايم ” أنه بعد ترك الدبابات ساحة ميدان ” تيانانمين ” وقف امامها متظاهر وحيد يرتدي قميصًا أبيض و بنطلونًا أسود و كان يحمل حقيبتين تسوق حينها توقفت الدبابات و حاولت الدبابة التى فى المقدمه تفاديه إلا أن الرجل أستمر فى التحرك أمامها بهدف منعها من التحرك و حاولت مرارًا وتكرارًا الإلتفاف حوله بدلاً من سحق الرجل و لكنها لم تنجح فى مسعاها فأوقفت الدبابه محركاتها و تبعتها باقى الدبابات و بعد إيقاف محركاتها صعد ذلك الرجل إلى الدبابة و بدء التحدث مع طاقمها و بعد انتهاء المحادثة شغل قائدها محركاتها مرة اخرى الا أن ذلك الرجل هبط منها و وقف أمامها مرة اخرى ثم ظهر رجلين يرتديان زيا أزرقا سحبوا ذلك الرجل سريعا و أختفوا معه وسط الحشد .
و لا احد يعرف هوية الرجلين فالبعض يقول أنهم من قوات الشرطة و البعض الاخر يقول أنهم كانوا من المارة القلقين على ذلك الرجل و أيضا إلى الأن لا أحد يعرف هوية ذلك الشخص بطل صورة رجل الدبابة و لا يوجد سوى بعض من الاجتهادات فصحيفة ” صنداى اكسبريس ” تقول انه ” وانج ويلين ” و هو طالب يبلغ من العمر 19 عاما و متهم بالعديد من القضايا السياسية و أحداث الشغب و فرضيات أخرى تقول أنه تم اعدامه بعد 14 يوما او بعد عدة شهور من تلك الأحداث و بعض يقول أنه على قيد الحياة فى مكان ما فى “الصين” و فريق أخر يقول انه هرب الى “تايوان” و إلى الأن لا احد يعرف من هو و ما مصيره و بعدها بسنوات تم توجيه ذلك السؤال الى الرئيس الصينى ” جيانج زيمين ” الذى قال أنه لا يمكنه تأكيد ما إذا كان هذا الشاب قد تم اعتقاله أم لا إلا أنه لم يقتل بالتأكيد و لكنه لايعرف أين هو الأن .
و يروى المصور ” جيف وايدنر ” تفاصيل صورة رجل الدبابة حيث يقول أنه كان فى “بكين” لتغطية تلك الاحداث و فى يوم 4 يونيو أصيب بحجر فى رأسه من أحد المتظاهرين و رغم مرضه بالأنفلونزا الا أنه أستمر فى عمله بالتصوير حيث تمركز فى شرفة الطابق السادس من فندق “بكين” المواجه للساحه و أثناء تصويره لرتل الدبابات شاهد ذلك الرجل يقف أمامها و شعر بالإنزعاج لان وجوده كان سيفسد الصورة إلا أن ما حدث بعدها جعلتها واحدة من أشهر الصور الأيقونية و بعد إلتقاطها كان الصحفى خائفا من الإعتقال و مصادرة الفيلم لكنه تمكن تم تهريب الفيلم بواسطة أحد مساعديه و منها الى وكالات الأنباء العالمية و يضيف أنه على الرغم من علمه أن الصورة قد حظيت بترحيب كبير إلا أنه لم يشعر بذلك إلا بعد سنوات عندما تم اختيارها كواحدة من أفضل 10 صور لا تنسى عبر كل العصور حيث كانت تلك هي المرة الأولى التي يدرك فيها أنه حقق شيئ غير عادي .
أقرأ أيضا : صورة إختباء الأم و أطفالها خلال هجوم إرهابي داخل أحد المراكز التجارية فى كينيا
و تعتبر صورة رجل الدبابة واحدة من الصور الايقونية و المؤثرة عبر التاريخ حيث تم ترشيحها لجائزة بوليتزر و صنفت كواحدة من افضل 100 صورة التقطت فى التاريخ بحسب مجلة تايم كما تم إختيارها من قبل موقع أمريكا اون لاين الشهير AOL كواحدة من افضل عشر صور تم إلتقاطها عبر العصور نظرا لأنها احدثت صدى و تأثيرا كبيرا فى جميع انحاء العالم باستثناء “الصين” حيث كانت تلك الصورة محظور تدوالها فيها .