ليس بالضرورة أن تقترن أشهر الصور بأحداث سياسية أو رياضية أو حتى بتغطية كوارث طبيعية و لكن يمكن أيضا أن تكون لها صلة بعالم الأزياء و الموضة و ذلك بعد نشر إحدى الصور التى أطلق عليها إسم فتيات فى النوافذ و فيها تظهر مجموعة من عارضات الأزياء و هم يقفون على شرفات عدد من النوافذ التابعة لإحدى البنايات بشارع 58 شرق نيويورك فى الولايات المتحدة و يرتدون مجموعة من الفساتين ذات ألوان جذابة حيث نالت تلك الصورة عند نشرها إعجاب الكثيرين من القراء و أعتبرها البعض واحدة من أشهر لقطات الموضة فى حقبة الستينيات .
التاريخ : صيف عام 1960 .
المصور : الامريكى ” جيجلى ارموندو ” – مصور عمل فى مجلات تايم و بارى ماتش و لايف .
التفاصيل : بدأت حكاية صورة ” فتيات فى النوافذ ” و بحسب رواية المصور ” جيجلى ارموندو ” بإمتلاكه أحد الأستوديوهات فى نفس الشارع و كان يواجه ذلك المبني و فى احد الايام و عند وقوفه امام النافذه شاهد بعضا من العمال و هم متواجدون بداخله و يتجهزون لعملية هدمه فشعر بالضيق لأنه كان معتادا عليه رؤيته يوميا و خلال إلقاء النظر عليه للمرة الأخرى شاهد نوافذ المبنى فارغه و اتته فكره خرافية تمثلت فى وضع امرأة ترتدي ملابس ملونة على كل فتحة منها من ذلك المبنى و بدء فى تطبيقها حين أرسل شخصًا من فريق عمله للتحدث مع مشرف الهدم لإستطلاع إمكانية تنفيذ تلك الفكرة و الذى وافق على السماح لهم بالمضي قدمًا فى عملية التصوير تلك شريطة أن تكون زوجته واحدة منهم في الصورة و بعد الموافقه على شرطه قال لهم إنه يمكنهم التصوير في اليوم التالي خلال ساعة الغداء لانه بعد ذلك سوف يختفي المبنى تماما .
و لم يضيع المصور ” جيجلى ارموندو ” وقته و على مدار 24 ساعه تواصل هو و فريقه مع كل معارفهم لجمع اكبر قدر ممكن من العارضات و فى صباح اليوم التالى كان المصور لديه شعور بأن الأمر لن ينجح الى أن جاء مساعده يقول له ان يذهب بالكاميرا الى مخرج الحريق فى الطابق الثانى الموجود به الاستوديو حيث كانت العارضات تملأ النوافذ و لا يزال يأتي المزيد منهم في سيارات الأجرة و هم يرتدون افضل فساتينهم و بعد اكتمال اعدادهم قام بتوزيعهم بشكل ينشر الالوان بشكل متناسق و قال لهم أن يتظاهروا كما لو كانوا يقدمون قبلة لشخص ما بينما هو يلتقط الصوره و يضيف انه اثناء التقاطها لاحظ ان بعض من العارضات كانوا يقفون على حواف النوافذ التى كانت مصنوعة من الإسمنت و بعضها أحيانا قابل للكسر فصرخ فيهم خلال مكبر للصوت لحثهم على التراجع و البقاء داخل الإطارات .
و يستكمل المصور روايته حول صورة “فتيات فى الشبابيك” و يقول بأن شمس الظهيرة وقت التقاطها كانت فوق الرؤوس و الضوء يسطع بين الشوارع و لحسن الحظ لم تأتى الشرطة لايقافهم و في غضون ساعة واحدة من التجهيزات حصل فى النهاية على تلك الصورة و التى يمتلك منها نسخة كبيرة على الحائط لديه و ما يزال يبتسم كلما نظر إليها حتى بعد كل هذه السنوات و اختفاء ذلك المبنى بالكامل .
و الجدير بالذكر ان زوجة المصور كانت متواجدة مع العارضات ايضا فى الصورة و هى المرأة التى ترتدى زيا ورديا فى الطابق الثانى من الجانب الايمن اما زوجة مشرف الهدم فكانت فى الطابق الثالث و ترتيبها الثالث من ناحية اليسار .