رغم التقدم التكنولوجى فى أساليب عرض الأفلام السينمائية من خلال الأقراص المدمجة و المنصات الرقمية على الانترنت مثل شبكة نتفليكس و غيرها الا أن قاعات العرض السينمائية لا تزال حتى اللحظة تحافظ على رونقها و يقبل عليها الكثير من الجمهور لمشاهدة أحدث الأفلام السينمائية و من ناحيتها لم تتخلف قاعات العرض عن مواكبة التطور الحادث فى ذلك المجال و أضافت أحدث ألات العرض و أنظمة الصوت و حتى امكانية عرض الأفلام بتقنية الـ3D بجانب تقديم أعلى درجات الراحة و الرفاهية لمرتاديها لضمان مشاهدة ممتعة حتى و أن خرجت عن المألوف من خلال ما يطلق عليه اسم سينما السيارات و هى قاعة عرض سينمائية تتيح لك مشاهدة الفيلم و أنت بداخل سيارتك و هى فكرة قد يظن البعض أنها حديثة و لكنها فى واقع الأمر قديمة جدا و قد مر عليها أكثر من 90 عاما .
بدأت فكرة سينما السيارات فى التحول الى أمر واقع لأول مرة عام 1933 في منطقة “بنسوكين” بولاية “نيوجيرسي” فى ” الولايات المتحدة ” كتجربة من قطب شركة الكيماويات “ريتشارد إم هولينجسهيد جونيور” خلال فترة شبابه و كان المحفز له فى ابتكارها والدته التى كانت امرأة طويلة و أشتكت من أن مقاعد قاعات السينما التقليدية غير مريحة لذلك قام بإنشاء نموذجه الأولي من خلال شاشة مثبتة على الأشجار في الفناء الخلفي لمنزله و وضع راديو خلف الشاشة و جهاز عرض سينمائي من طراز “كوداك” و ثبته على غطاء محرك سيارته و رغم بساطة الفكرة الا انها حققت نجاحا كبيرا و أقبل عليه الكثير من الناس لمشاهدة تلك الأفلام .
و بعد حصول ” هولينجسهيد ” على براءة اختراع سينما السيارات بدء فى التوسع و افتتح قاعة كبيرة فى منطقة “بنسوكين” تحتوى على 400 فتحة سيارة مع شاشة عرض كبيرة بقياس 12 × 15 متر و كان أول فيلم تم عرضه هو “حذار من الزوجات” حيث أختار ذلك الفيلم تحديدا لأنه كان معروضًا بالفعل في دور العرض منذ بضعة أسابيع و لم يكن يريد أي تعارض مع الإصدارات الحديثة التى لا تزال تعرض في دور العرض الأخرى و ظلت تلك القاعة تعمل لمدة ثلاث سنوات فقط و رغم اغلاقها بعد ذلك الا ان تلك النوعية من القاعات بدأت فى الإنتشار بأماكن أخرى و أرتفعت شعبيتها بشكل أكبر في أواخر الخمسينيات و أوائل الستينيات خاصة في المناطق الريفية .
و كانت سينما السيارات لها الكثير من المتابعين الذين فضلوها عن القاعات المعتادة ففيها يقوم الأباء بجلب أسرهم بالكامل داخل سيارته للاستمتاع بمشاهدة واحد من تلك الأفلام كما أحبها المراهقين أيضا لأنها كانت مثالية للقائات الرومانسية خاصة اذا كان الفيلم الذى يعرض من ذاك النوعية و هو ما دفع مالكى تلك القاعات لتنويع طبيعة أفلامهم لإسترضاء جميع المشاهدين و عليه بدأت نوعية تلك السينمات فى التزايد و وصلت فى ذروتها الى أكثر من 4000 قاعة فى عموم الولايات المتحدة أى ما يعادل 25% من اجمالى قاعات العرض ثم بداية من فترة السبعينيات بدأت أعدادها فى التناقص بسبب عوامل تتعلق بنقص البنزين و القيمة المتزايدة للعقارات الى أن وصلت الى 357 فى وقتنا الحالى و تمثل نسبة 1.5% فقط .
أقرأ أيضا : تعرف على أغرب قاعات العرض السينمائية الموجودة حول العالم
و فى الوقت الراهن و رغم التحديات التى يواجهها مالكى سينما السيارات فى المنافسة مع التلفزيون و انتشار الأقراص المدمجة و المنصات الرقمية الا انهم يحاولون جاهدين مواكبة ذلك التطور و يقولون انهم استمروا فى عرض الأفلام بتلك الطريقة لعقود طويلة فلما لا يستمرون فى عرضها على ذلك النمط فى المستقبل .