كثير ما ننبهر بقدرات الخفاش فى الحركة و المناورة و تفادي الأجسام من خلال الذبذبات التى يصدرها و ترتد اليه و منها يستطيع تمييز الأجسام الموجودة أمامه و لكن سيزداد إنبهارنا عندما نعلم أن الأشخاص و يدعى دانييل كيش قد أمتلك تلك الموهبة لظروف مرضية قد تعرض لها خلال طفولته إضطر على إثرها ان يفقد بصره و لكن الله قد من عليه بموهبة أخرى تمثلت فى إصداره بعض من الذبذبات عن طريق النقر بلسانه و الاستماع لارتدادها عن طريق أذنه و منها يستطيع تحديد شكل الجسم الذى امامه بنفس التقنيه التى يتحرك بها الخفاش حتى أن البعض قد أطلق عليه لقب الرجل الخفاش .
و يروى “دانييل كيش” الذى يعيش بولاية “كالفورنيا” فى ” الولايات المتحدة ” قصته و يقول بأنه عند بلوغه سن الواحدة من عمره أضطر الى إزالة كلتا عينيه لإنقاذ حياته بعد أن أصيب بنوع عدوانى من سرطان العين و يقضى باقى طفولته و هو كفيف الا أنه مع الوقت بدء فى إصدار أصوات نقر بلسانه لمحاولة فهم بيئته بشكل أكبر و عندما بلغ 11 من عمره أدرك أحد أصدقائه الذين يتمتعون بالذكاء من أنه يقوم بتحديد المواقع بالصدى و هو نفس الأسلوب الذي يعتمد عليه الخفاش الذي يطير في الظلام و بدء ” دانييل كيش ” يحصل على الدعم من والديه الذين شجعوه فى أن يحصل على طفولة طبيعية و عندما ركب جميع أصدقائه الدراجات أراد ذلك أيضا ليبدء فى تعليم نفسه ركوب الدراجات بجوار الحائط أولا و النقر بلسانه لضمان بقاءه فى خط مستقيم و مع مرور الوقت تمكن من اجادة ركوب الدراجات و الذهاب الى المدرسة و منازل أصدقائه بمفرده من خلالها و عبر تحديد الموقع بالصدي و هو حاليا يستطيع ركوبها على طول شارع مزدحم و لا يصطدم مطلقًا بأي مشاة لأنه لا يقود الدراجة على الرصيف كما يستطيع تفادى السيارات لأنها أهداف صدى ممتازة .
و يشرح ” دانييل كيش ” تقنيته الغريبه و يقول بأن كل سطح له توقيعه الصوتي الخاص حيث يمكنه التعرف على تكوين الشجرة لأن الجذع ينتج صدى مختلفًا عن الأوراق بعكس الخشب الصلب الصوت بينما ذبذبات الأوراق تكون أرق و تؤدى الى تشتت الموجات الصوتية و يكون كل شيء من حوله قابلاً للتحديد بنقرة واحدة حيث تقوم أذنه بإلتقاط أصوات النقرات ليعمل ذهنه على الفور بتوفير صورة ثلاثية الأبعاد لذلك الجسم بسهوله حتى أنه غالبا ما يجد طريقه للخروج من أى مكان بشكل أسرع من الشخص المبصر لأنه يستطيع تحديد المخرج و إذا كان يوما في مكان صاخب مثل حفلة موسيقية فهذا أمر غير مقلق له حيث يقوم بزيادة مستوى الصوت فى اصداره النقرات و لا يشعر بالخجل على الإطلاق إذا سمعه الآخرون .
و يقول ” دانييل كيش ” بأنه ليس لديه سمع خارق و لكن كل ما فعله هو تدريب أذنيه على فهم الصدى و يمكن لأي شخص أن يفعل ذلك مبصرا أو أعمى لأنه ليس علم صواريخ حيث يمكنك أن تعلم أنك في غرفة فارغة من تردد الصدى فيها و يضيف أنه على الرغم من أن النقر مفيد للغاية و لكن للأسف لا يتم تشجيع الأطفال المكفوفين على استخدامه ربما لأنه يُنظر إليه على أنه غير مناسب اجتماعيًا نظرا لأنه عند إصدار الصوت ربما يبدو أمام الناس أن الأمر غريبا و محرجا .
أقرأ أيضا : برايس ميلين شاب كفيف يحترف ألعاب الفيديو اعتمادا على السمع فقط
و فى الوقت الحالي أنشأ ” دانييل كيش ” مؤسسة غير ربحية يقوم من خلالها بتعليم تلك الموهبة الى الأطفال المكفوفين و التى أطلق عليها اسم تقنية ” الفلاش سونار ” اضافة الى تقضية كل وقته في تشجيع المكفوفين على أن يكونوا مشاركين نشطين في المجتمع .