كثير منا يصابون بالخوف عند مشاهدتهم أفلام الرعب خاصة التى تتناول فكرة الأرواح الشريرة التى تتلبس البشر أو الجماد و لكن يكون الأمر أكثر إرعابا اذا كان ذلك العمل السينمائي مقتبس من أحداث حقيقية و اذا نظرنا لقائمة بأسمائهم سنجد واحد منهم اعتمد على أسطورة شهيرة لدمية يبلغ عمرها أكثر من 100 عام تم إهدائها لصبي صغير و عرفت بإسم الدمية روبرت و التى عند رؤيتها ستجد أنها يدوية الصنع و ترتدى ملابس البحارة و تظهر بصورة طبيعية للغاية بل و ودودة الشكل و لكنها فى واقع الأمر إرتبطت بها العديد من الأحداث الغريبة حيث يزعم البعض بأن أرواح شريرة تسكن بها و تقوم بإيذاء كل من يحاول إهانتها من خلال تعريضهم للعديد من الحوادث الخطيرة أو اصابتهم بالعديد من الكسور أو التسبب فى تحطيم سياراتهم كنوع من العقاب لأى إنسان يفكر فى الإساءة اليها .
تبدء قصة الدمية روبرت بالقليل من الجدل حول أصولها حيث يقول البعض أنها كانت هدية عيد ميلاد تم إهدائها لمالكها الراحل الطفل ” روبرت يوجين أوتو ” وقتها من جده و التى جلبها معه من خلال زيارة له فى ” ألمانيا ” عام 1904 لكن السكان المحليين يقولون قصة درامية أكثر شرا حيث يزعمون أن اللعبة المليئة بالقش قد أهديت للطفل من قبل إحدى الخادمات الشابات التى كانت تعمل فى المنزل و أرادت الإنتقام من مخدوميهم بعد توبيخها فى عدد من المخالفات و رجح المسؤولين في متحف ” فورت ايست مارتيلو ” حيث تقيم الدمية روبرت حاليا أنها لم يكن المقصود منها في الواقع أن تكون دمية حيث ترجع أصولها إلى شركة ” ستيف ” و هي شركة الألعاب التي صممت أول دمية لدب و أخبر مؤرخ الشركة القائمين على المتحف أنها صنعت بغرض الدعاية فقط و لكن على أى حال أى كانت القصة هى الصحيحة فقد استقبلت عائلة الطفل الدمية و أصبحت صديقة ” روبرت أوتو ” الصغير .
و دائما ما كان الطفل يلعب مع ” الدمية روبرت ” و مغرمًا بها لدرجة أنه أطلق عليها اسمه و ألبسها ملابسه الخاصة و على الرغم من حجم اللعبة الكبير الا انه كان يحملها معه أينما ذهب و كان قريبًا جدًا منها لدرجة أن والديه كانا يسمعانه كثيرًا و هو يتحدث معها و بدا هذا طبيعيًا تمامًا بواقع انه طفل صغير حتى سمعوا ذات يوم صوتًا عميقًا يرد عليه و بعدها بدأت تحدث أشياء غريبة حول منزلهم و وفقًا للقصة كان والدا الطفل ” روبرت ” يستيقظان في منتصف الليل ليجدا ابنهما البائس يصرخ و يحيط به أثاث مقلوب و خلال مراهقة “روبرت أوتو” أصبحت ” الدمية روبرت ” أكثر شرا حيث بدأت تشوه ألعابه و عند سؤاله عن السبب يبكي المراهق و يقول بأن “الدمية روبرت” هى من فعلتها و ذات مرة ادعى سباك تم تعيينه لإجراء إصلاحات حول المنزل أنه سمع ضحكات أطفال على الرغم من عدم وجود أحد في المنزل في ذلك الوقت و عندما نظر حول الغرفة لاحظ أن ” الدمية روبرت ” قد تحركت من جانب واحد من النافذة إلى الجانب الآخر و أقسم السباك أن الأشياء التي كانت في حضن روبرت انتهى بها الأمر على الجانب الآخر من الغرفة كما لو كان قد رماها .
و أصبح ” روبرت أوتو ” شابا و ابتعد عن المنزل للدراسة في أكاديمية الفنون الجميلة في “شيكاغو” و رابطة طلاب الفنون في “نيويورك” ثم انطلق من ” الولايات المتحدة ” الى ” فرنسا ” للالتحاق بجامعة السوربون فى ” باريس ” حيث التقى بزوجته “آنيت باركر” و بعدها عاد مجددا الى منزله بمسقط رأسه فى ” فلوريدا ” و صمم لدميته غرفة خاصة في العلية مكتملة بالأثاث و الألعاب لكن زوجته لم تكن حريصة على ألعاب طفولته و طلبت منه إبقاء الدمية فى صندوق لكن ” روبرت أوتو ” أصر على ما فعله و يُزعم أن ” الدمية روبرت ” كانت تخرج من غرفتها مرارًا و تكرارًا و تجلس على كرسي مواجهًا لنافذة في الطابق العلوي حيث يمكن أن يراه المارة بالأسفل و سرعان ما تجنب الأشخاص المشي بالقرب من المنزل تمامًا حيث أقسم السكان المحليين أن “الدمية روبرت” تختفي ثم تعود للظهور في اتجاه آخر كما أن نظراته تتبعهم أثناء مرورهم كما ادعى زوار المنزل أنهم يستطيعون سماع خطى قادمة من العلية و أن الأشياء تبدو و كأنها تتحرك في المنزل من تلقاء نفسها دون أي تفسير .
أقرأ أيضا : المنطقة 51 .. ماذا يحدث داخل أكثر المناطق غموضا فى الولايات المتحدة و هل يوجد بها كائنات فضائيه ؟
و توفى ” روبرت يوجين أوتو ” عام 1974 و لحقت به زوجته بعد عامين و اشترت امرأة تدعى “ميرتل رويتر” منزل الفنان مما يعني أن ” الدمية روبرت ” أصبح لها مالك جديد و عاشت معها لمدة 20 عاما و يقال إنها اصطحبته معها عندما انتقلت إلى منزل جديد في الثمانينيات و أخيرًا تبرعت باللعبة المخيفة لمتحف ” فورت ايست مارتيلو ” عام 1994 مدعية أن الدمية كانت مسكونة بالفعل و قبلها المتحف و اعتبر أن ما تقوله ” ميرتل ” هو محض هراء و لكن أبلغ موظفى المتحف عن أحداثهم الخاصة التي لا يمكن تفسيرها مع “الدمية روبرت” التى بدأت قصته فى الإنتشار و اصطف العديد من الزوار لمشاهدته و هو معروض و حاول بعضهم التواصل معه و طلب النصيحة و أحيانا الرجاء منه لمحاولة لعن من يظلموهم كما يعتذر الأخرون له لأنهم كانوا ينظرون اليه بطريقة خاطئة أثناء زيارته للمتحف فمنذ وصوله تلقت “الدمية روبرت” ما يقرب من 1000 رسالة كما يترك الزوار له أحيانا الحلوى و المال و يزعم البعض منهم أن الكاميرات و الأجهزة الإليكترونية تتعطل في وجوده و بطبيعة الحال نتيجة شهرة ” الدمية روبرت ” فقد صدر فيلم سينمائي يحمل أسمه عام 2015 و فيه يحكى قصته الأصلية بدءًا من وصوله إلى منزل عائلة “أوتو” و حتى اللحظة و الذى لاقى نجاحا ملحوظا عند عرضه .