فرس النهر حيوان ثديي و يعتبر من أكثر الثدييات البرية استدارة و يعيش فى قارة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى و هو حيوان من المعروف عنه بأنه يقضى ساعات النهار في البحيرات أو البرك أو الأوحال أو في مياه الأنهار المتحركة و أطلق عليه ذلك الإسم hippopotamus اشتقاقا من كلمة يونانية تعني حصان النهر و رغم ذلك الإسم الا أنه لا علاقة له بالخيول على الإطلاق و يعتبر أقرب أقربائه من الأحياء هم الخنازير و الحيتان و الدلافين و ينقسم الى نوعين فرس النهر الشائع و فرس النهر القزم و هى حيوانات تتميز عن غيرها بإمتلاك بشرة فريدة يجب أن تبقى مبللة لجزء كبير من اليوم حتى لا تصاب بالجفاف كما أنهم لا يمتلكون غدد عرقية حقيقية و بدلاً من ذلك يفرزون مادة سميكة حمراء من مسامهم تُعرف باسم عرق الدم و الذى من خلاله تنتج طبقة مخاطية تحمى جلده من حروق الشمس و تبقيه رطبا اضافة الى استخدامها كمادة واقية تمنع الالتهابات .
و على الرغم من المظهر اللطيف الذى يمتاز به فرس النهر إلا أنه من بين أخطر الثدييات و أكثرها عدوانية و تنمو أسنانه و قواطعه بشكل مستمر حيث يصل طول الأنياب إلى 51 سم و يستخدمه الذكور بشكل خاص للقتال أو درء الأعداء و فى بعض الأحيان قد يكون ضحاياه من البشر إذا تم استفزازه أو شعر منهم بتهديد كما تواجه أفراس النهر العديد من المخاطر الأخرى مثل الأمراض و الجفاف اضافة الى تعرض صغارها الى هجمات الحيوانات المفترسة مثل الأسود و التماسيح و الضباع و النمور الا أنه بعد اكتمال بلوغه لا يكون من السهل الإقتراب منه أو إفتراسه و رغم أن كل تلك الحيوانات تعتبر بمثابة تهديدات محتملة الا أن أخطر شيء بالنسبة لفرس النهر الصغير هو أفراس النهر الآخرى فعندما تعيش تلك الحيوانات في مجموعة قد تحتوي على ما يصل إلى 100 فرد فلابد أن تحدث الخلافات بينهم و لذلك في بعض من الأحيان يقع فرس النهر الصغير في وسط اشتباكات عنيفة بين البالغين حيث يمكن أن يعض أو يسحق و أحيانًا من قبل الوالدين .
و يتكيف فرس النهر بالتأكيد مع الحياة في الماء حيث يعيش في الأنهار و البحيرات البطيئة الحركة و تكون أعينهم و آذانهم و خياشيمهم أعلى سطح المياه حتى تستطيع أن تسمع و ترى و تتنفس بينما يكون معظم جسدها فى الأسفل كما تمتلك مجموعة من النظارات الواقية و المدمجة المتمثلة فى غشاء شفاف يغطي أعينهم للحماية بشكل يسمح لهم بالرؤية عندما يكونون تحت الماء حيث وقتها تنغلق أنوفهم و يمكنهم حبس أنفاسهم لمدة خمس دقائق أو أكثر عند غمرهم كما يمكن أن يناموا تحت الماء مستخدمين منعكسًا يسمح لهم بالوقوف و الصعود لأعلى و التقاط الأنفاس ثم الغطس مرة أخرى دون الحاجة الى الاستيقاظ و مع ذلك و رغم كل هذه التكيفات مع الحياة في الماء فإن فرس النهر لا يستطيع السباحة لأن جسده لا يتمكن من الطفو لأنه كثيف للغاية لذا فهم يتحركون عن طريق الدفع فى قاع النهر أو ببساطة المشي على طول أسفله في سباق بطيء الحركة يلامسون فيه القاع برفق بأصابعهم مثل راقصات الباليه .
و خلال ساعات النهار يقضي فرس النهر كل وقته تقريبًا في المياه الضحلة و في المساء بعد غروب الشمس الحارقة يخرج من الماء لقضاء ليلة من الرعي حيث تأكل أفراس النهر ما معدله 40 كيلوجرامًا فى المرة الواحدة و هى نسبة تعادل حوالي 1 إلى 1.5 بالمائة من وزن جسمه بالمقارنة بالماشية التى نسبتها 2.5 في المائة من وزن جسمها كل يوم , و يحب فرس النهر ان يتغذى على بقع من الحشائش القصيرة تسمى “مروج فرس النهر” التى تكون بالقرب من الماء و فى بعض الأحيان تضطر الى السفر عدة كيلومترات للعثور على الطعام أو البحث عن بحيرات أو أنهار جديدة كما تساعدهم آذانهم على سماع أصوات تساقط الفاكهة كما أن حاسة الشم الشديدة لديهم تعينهم على استنشاق الأطعمة اللذيذة و غالبًا ما تكون أفراس النهر غير نشطة ما لم تأكل و هذا يساعدها في الحفاظ على الطاقة كما تعتبر كائنات صاخبة بشكل مدهش حيث تم قياس بعض أصواتها عند 115 ديسيبل و هو نفس مستوى الصوت على بعد 4.5 متر من مكبرات الصوت في حفل لموسيقى الروك بالاضافة الى استخدامهم الشخير و التذمر و “التنبيه بأزيز” و غير ذلك للتواصل مع أفراس النهر الأخرى .
و يعتبر فرس النهر من الحيوانات الإجتماعية فهو يعيش في مجموعات تتراوح من 10 إلى 30 فردًا كما شوهد في مجموعات أكبر بكثير تصل إلى 200 فرد و يوجد في القطيع عدة ذكور و إناث بالغة و لكن يوجد من بينهم ذكر واحد مهيمن لديه الحق في التزاوج مع جميع الإناث البالغات في قطيعه و قد يسمح أحيانًا للذكور المرؤوسين في منطقته و حولها بالتزاوج أيضا و لكن يذكر المهيمن أفراس النهر الأخرى دائما بأرضه من خلال رمي روثه قدر الإمكان و عندما يلتقي الرجال المتنافسون فإنهم يقفون أمام بعضهم من أنف إلى أنف و فمهم مفتوح على أوسع نطاق ممكن حتى زاوية 150 درجة و هذا ما يسمى “الفجوة” و عادة ما يتراجع الذكر الأصغر دون أن يلاحقه فرس النهر الأكبر و عندما يقرر اثنان من فرس النهر القتال فإنهما ينطلقان بأنيابهما أو يتأرجحان برؤوسهما الضخمة مثل المطارق الثقيلة و قد يموت أحدهم من خلال ذلك القتال .
و يرتبط موسم تكاثر فرس النهر بموسم الجفاف بحيث تحدث معظم الولادات في أكثر أوقات السنة رطوبة و تفضل أفراس النهر التكاثر في الماء ولكن يمكنها أيضًا أن تفعل ذلك على اليابسة و من المثير للدهشة أن فترة الحمل لمثل هذه الثدييات الكبيرة هي 8 أشهر فقط و هي فترة أقصر قليلاً من فترة حمل الإنسان و مع ذلك فإن عجل فرس النهر أكبر بحوالي 10 مرات من الطفل البشري و عندما تقترب الأنثى من وقت الولادة تترك القطيع لمدة أسبوع أو أسبوعين لتلد صغارها و تكوين رابطة مع طفلها حيث من الممكن ان تكون الولادة تحت الماء أو على الأرض و لكن اذا ولد الطفل تحت الماء فتحتاج الأم إلى دفعه إلى السطح للتنفس كما يستطيع فرس النهر حديث الولادة حبس أنفاسه لمدة 40 ثانية فقط في المرة الواحدة و تبقى الأم في الماء مع مولودها الجديد عدة أيام دون أن تأكل و تنتظر حتى يصبح طفلها قوياً بما يكفي قبل أن يجرؤا على ترك الماء ليلاً للرعى كما ترضع الأمهات أطفالهن حتى تحت الماء لنحو ثمانية أشهر.
و على الرغم من أن فرس النهر لم يتعرض لخطر الانقراض بعد إلا أن موطنها قد انخفض بشكل كبير خلال الـ 200 عام الماضية حيث كانت أفراس النهر ذات يوم شائعة في جميع أنحاء إفريقيا إلا أنها مكانها حاليا قد انحصر في شرق إفريقيا فقط و احيانا تتعرض القوارب التى يرتادها البشر الى مشكلة عند اختراق نطاق تواجدهم حيث تواجه برد فعل عدواني و تكون إناثهم و خاصة الأمهات ذوات العجول بنفس القدر من الخطورة و لا يمكن التنبؤ بها و في بعض الأحيان يكون فرس النهر هو الذي يغزو المناطق البشرية مثل الأراضي الزراعية المحلية و يلتهم المحاصيل , و نتيجة النمو المستمر للمستوطنات البشرية و اقامة العديد من المشارع مثل بناء السدود او تحويل المياه للزراعه فقد ولد ذلك آثار كارثية على المجاري المائية الطبيعية التى تعتمد عليها أفراس النهر كما تتعرض لمشكلة أخرى و هى الصيد من أجل الحصول على العاج بشكل غير قانونى فبعد الحظر الذى وضع عام 1989 على عاج الفيل زاد الطلب على عاج فرس النهر بشكل حاد و الموجود فى أنيابها الكبيرة التي تستخدمها لحماية نفسها مع ميزة اكبر فى أنها أكثر نعومة و أسهل في النحت و نتيجة لذلك تتناقص أعداد فرس النهر بسرعة و الذى يعد اختفائها خسارة للبيئة المحيطة حيث تستخدم نفاياتهم فى تخصيب التربة كما تأكل العديد من الأسماك روثها و تتغذى على الطفيليات الصغيرة التي تعيش على جلد أفراس النهر .
بطاقة تعريف
- الفئة : ثدييات .
- الترتيب : مزدوجات الأصابع .
- العائلة : أفراس النهر .
- النوع : برمائيات .
- العمر : متوسط العمر المتوقع 36 سنة .
- فترة الحمل : ثمانية أشهر .
- الوزن عند الولادة : ما بين 25 إلى 45 كجم.
- البلوغ : الإناث من 5 إلى 6 سنوات بينما الذكور بمتوسط 7 سنوات .
- الطول : من 3.3 إلى 5 أمتار .
- الإرتفاع : يصل ارتفاعه الى 1.6 متر عند الكتف .
- الوزن : الإناث متوسط 1400 كيلوجرام بينما الذكور من 1600 إلى 4500 كيلوجرام .
معلومات سريعة عن حيوان فرس النهر
- يستطيع فرس النهر البالغ حبس أنفاسه تحت الماء لمدة تصل إلى 30 دقيقة.
- عند الاضطراب يستطيع فرس النهر العدو على الأرض لمسافة 30 كيلومترًا في الساعة .
- يمكن لأفراس النهر أن تخزن ما يكفي من العشب ليومين في بطونها ويمكن أن تصل إلى ثلاثة أسابيع دون تناول الطعام.
- تتحدث أفراس النهر على اليابسة و في الماء وهي الثدييات الوحيدة التي تصدر نداءات برمائية.
- يشبه فرس النهر في الحجم وحيد القرن الأبيض.
- في الأنهار الأفريقية تبدو أفراس النهر كجزر عائمة تصطاد الطيور من ظهورها.