الدولفين حيوان ثديي مائي يعرفه البعض بأنه صديق الإنسان و هى حيوانات منقسمة الى 36 نوعا و لديها جسم بسيط و أطراف تم تعديلهم إلى ذيول و زعانف لاكسابهم حركات انسيابية سريعة فى المياه و الغوص لأعماق كبيرة اضافة لامتلاك أجسادهم لطبقة من الدهون تحت الجلد للتدفئة في الأجواء الباردة رغم أن أغلب أنواعها تفضل العيش فى المياة الدافئة بالمناطق الإستوائية , و يتميز الدولفين بحاسة سمع قوية للغاية فى المياه و الهواء قد تغنى بعضهم أحيانا عن حاسة البصر و هى حيوانات إجتماعية لها مكانة كبيرة فى العديد من الثقافات نظرا لوجود بعض من أوجه التشابه العاطفيه مع البشر و نتيجة امتلاكها روح مرحة فيتم تدريبها فى بعض الأماكن الترفيهية لتنفيذ العديد من العروض البهلوانية و هى حاليا من الحيوانات التى تواجه العديد من المخاطر بسبب الصيد العرضى و فقدان الموائل و التلوث البحرى .
و يرتبط الدولفين ارتباطًا وثيقًا بالحيتان نظرا لوقوعهم جميعا فى الترتيب العلمي المسمى ” سيتاسيا ” و الذى يشمل الدلافين و الحيتان و خنازير البحر و هى تنقسم الى 36 نوعًا في المجموع و يعتبر الحوت القاتل هو أكبرها أما أصغرها فهو ” دولفين الماوى ” و اعتمادًا على الأنواع فيتراوح ألوانهم ما بين الفاتحة مثل الأبيض و الوردي إلى الداكنة من البني و الرمادي و الأزرق و الأسود و هى حيوانات تتمتع بجسم انسيابى قد يكسبها سرعات تصل الى 29 كيلومترا فى الساعة و بشرة ناعمة و زعانف و زعنفة ظهرية و لديهم أنف طويل و نحيل بداخله ما يقارب 100 سن كما تمتلك فتحة أعلى رأسها بداخلها زوج من الخياشيم التي تستخدمها للتنفس عندما تطفو على السطح و لعل أكثر سؤال يتبادر الى الذهن هو كيف للدلافين النوم و تنفس الهواء في نفس الوقت نظرا لأنه من المنطقى اذا نامت فستهبط الى الأعماق و تتعرض للغرق و لن يتمكنوا من التنفس و لكن الاجابة على ذلك السؤال تكمن فى طبيعة جسدها الذى خلقها الله به و التى تعطيها القدرة على الاحتفاظ بأكسجين أكثر مما يمكن للإنسان بشكل يمكنها من أن تكون أكثر قدرة على الطفو لذلك عندما ينامون لا يغرقون و بدلا من ذلك يطفون بحوالى 25 سم تحت سطح الماء ثم يصعد جسدهم الى أعلى للتنفس من خلال فتحة النفخ .
و الدولفين له عين على جانبي رأسه و تتحرك كل عين منهم بشكل مستقل عن الأخرى حتى تتمكن من الرؤية للأمام و الجانب و الخلف و هى كائنات يمكنها الرؤية جيدًا تحت الماء و فوقه حيث تكون رؤيتهم خارج الماء جيدة مثل رؤية القطط أو الكلاب بإستثناء الدلافين التي تعيش في الأنهار و التى تمتلك رؤية أقل تطورًا ربما لأنها تعيش في مياه ضبابية حيث لا يساعدها البصر الجيد , و يستخدم الدولفين أصوات النقر لتحديد المواقع بالصدى و الصفارات للتواصل مع الأعضاء آخرين في مجموعته و بجانب النقر و الصفارات رصد الباحثين أصوات أخرى للدلافين على هيئة صراخ و مكالمات و همهمات و صرير و يرجحون أن أصوات النقرات البطيئة و الصفارات عالية النبرة هي علامات تعبر عن الرضا أما النعيق القاسي و المنخفض فتعبير عن الانزعاج و رغم امتلاكه لأذن صغيرة الا أن الدولفين من المحتمل أن يكون هو الأفضل سمعًا في مملكة الحيوان كلها حيث يتلقون الأصوات من خلال عظام الفك و الرأس و تنتقل تلك الاهتزازات إلى العظام الدقيقة لأذنهم الداخلية .
و مثل السونار يصدر الدولفين أصواتًا تنتقل تحت الماء و عند اصطدامها بشئ ما فترتد تلك الأصوات و تعود اليها مجددا حيث يسمح تحديد الموقع بالصدى المتطور للدلافين بالعثور على الطعام أو تجنب الحيوانات المفترسة و حتى و ان كانت فى المياه المظلمة أو العكرة و تتمتع الدلافين التي تعيش في الأنهار بتحديد الموقع بالصدى لصيد الأسماك في المياه الموحلة و هى كائنات رشيقة و سريعة من بين جميع الثديات البحرية و لديها قدرة القفز بعيدا عن الماء مما يجعلهم فنانيين مسليين .
و تم العثور على الدلافين في جميع محيطات العالم و يعيش بعضهم بشكل رئيسي على طول السواحل لكن البعض الآخر يعيش بعيدًا داخل البحر و أنواع أخرى تعيش فى المياة العذبة و الأنهار مثل دولفين نهر جنوب آسيا و نهر الأمازون و هى حيوانات ذكية للغاية و ذات ذاكرة قوية و اجتماعية للغاية حيث تعمل معًا لتناول الطعام و يمكنهم تربية أسراب من الأسماك للتغذية الجماعية حتى أن البعض يستخدم أصوات النقر الخاصة بهم لرعي تلك الأسماك حيث تندفع الدلافين قارورية الأنف إلى ضفاف الطين لاصطياد الأسماك التي تقطعت بهم السبل هناك و هى كائنات تتغذى معظمها على الأسماك و الأخطبوط و الحبار و الروبيان أما الحيتان القاتلة التى تعتبر أضخم أنواع الدلافين فهى تتغذى على الحيتان الصغيرة و طيور البطريق و الطيور بشكل عام .
و كثدييات فهم لديهم دم دافئ و يرضعون صغارهم و تمتلك الدلافين الذكور أكثر من رفيقة واحدة و تفضل التزاوج سنويا حيث تحمل الأنثى لفترة تستمر ما بين 9 الى 16 شهرا بحسب كل نوع و تنتج الإناث عمومًا نسلًا واحدًا يبقى مع الأم لمدة تصل إلى ست سنوات اعتمادًا على النوع .
و يعيش الدولفين فى جماعات تبدء من خمسة إلى المئات منهم و يسبحون فى تشكيلات بشكل متزامن مع بعضهم البعض كما تعمل معا للمساعدة في حالة مرض أحد الحيوانات منهم أو تعرضه للأذى أو الولادة حيث يتناوبون تطبيب الجرح أو اخراج الدولفين الصغير إلى السطح عند الولادة حتى يتمكن من التنفس و عند وجود دخيلا بينهم فيتجمعون حولهم كمجموعة و يبدأون فى الهجوم عليهم بأنوفهم الحادة و يمكنها حتى قتل سمكة قرش كبيرة عن طريق صدمها كجماعة .
و الدلافين سباحة رشيقة و مرحة و تقفز فى الماء ربما للمتعة أو للتواصل أو حتى التخلص من الطفيليات المزعجة كما أنها صديقه للانسان حيث شوهدت مجموعات منهم يقومون بحماية السباحين من هجمات اسماك القرش عن طريق عمل دوائر للحماية حولهم او دفع اسماك القرش الى الابتعاد عن اماكن تواجدهم.
و أصبحت الدلافين تواجه العديد من المخاطر بسبب الصيد و التلوث و التنمية البشرية على طول السواحل و الأنهار كما أن بناء السدود و فقدان الموائل و شبكات الصيد تضر بالدلافين بشكل كبيراضافة الى التغير المناخى و الإحتباس الحرارى الذى ساهم في انتقال بعض مصادرها الغذائية الأولية إلى مياه أعمق و أكثر برودة و هى أمور لها تأثير سلبي على معدلات تكاثرها و قدرتها على البقاء و لمحاولة مكافحة ذلك و في عام 2000 انضمت العديد من الدول إلى البرنامج الدولي لحماية الدلافين و هى اتفاقية دولية لتقليل أعداد الدلافين التي تموت من خلال صيد التونة كما يوجد بعض من أنواعها محمية في مياه الولايات المتحدة بموجب قانون حماية الثدييات البحرية لعام 1972 .
بطاقة تعريف
- الفئة : ثدييات .
- الترتيب : الحيتان .
- العائلة : ديلفنداى .
- النوع : الدولفين .
- العمر : بحسب النوع من 20 الى 90 عاما .
- فترة الحمل : عادة من 10 إلى 12 شهرًا لمعظم الأنواع .
- الوزن عند الولادة :من 4.5 إلى 180 كجم بحسب الانواع .
- الطول : يبلغ طول أضخم أنواعها و هو ” الحوت القاتل ” 7 أمتار بينما أصغرها “دولفين الماوى” 1.2 متر .
- الوزن : يبلغ وزن أثقل الأنواع ” الحوت القاتل ” 4.5 طن أما اصغرها ” دولفين الماوى ” 40 كيلوجرام .
معلومات سريعة عن حيوان الدولفين
- لدى كل دولفين صافرته المميزة للتواصل مع الآخرين في مجموعته .
- لا يشرب الدولفين مياه البحر حيث يحصلون على الماء الذي يحتاجونه من الأسماك التي يأكلونها .
- أسنان الدولفين مخروطية الشكل ذات نقاط حادة تساعد على الإمساك الفريسة .
- يمكن مشاهدة الدلافين الثلاثة الأكثر شهرة و هى الدلافين ذات الوجه الأبيض و قارورية الأنف و الدوارة في عروض الثدييات البحرية و في البرامج التلفزيونية و الأفلام .
