نحن نعيش فى كون ممتد لا حدود له يمتلئ بالكثير من المجرات التى تشمل النجوم و الكواكب التى تتحرك داخل مدارات محددة و فى ايقاع منتظم كدليل على عظمة الخالق فى خلقه و وسط كل ذلك تتحرك أجرام أخرى ممثلة فى المذنبات و النيازك و الكويكبات التى يصل بعضها الى الأرض حيث يمثل غلافنا الجوى درعا واقيا منها و يعمل على احراقها فور احتكاكها به لمنع وصولها الى سطح الكوكب و ان وصلت فتكون ذات تأثير تدميرى محدود و لكن ماذا لو كان حجم تلك النيازك كبير جدا و لا يستطيع الغلاف الجوى التعامل معه بمفرده و هو تساؤل مشروع تم طرحه فى العديد من الأفلام التى تحمل بين أحداثها اجابة كارثيه خاصة و انه توجد العديد من النظريات التى تقول أن السبب الرئيسى فى انقراض الديناصورات من على سطح كوكب الأرض هو نتيجة اصطدام أحد النيازك بها بشكل ساهم على فناء الكائنات الحية الموجودة بتلك الفترة فهل الأرض مستعدة لتكرار تلك التجربة مرة أخرى ؟ الاجابه قد تكون لدى علماء الفضاء فى وكالة ناسا بأنه يجب التعامل مع ذلك النيزك قبل وصوله الى كوكب الأرض اما من خلال تدميره او محاولة تغيير مساره ليبتعد تماما عنا و بدأت بالفعل فى اتخاذ خطوات حقيقية نحو وضع أفكار للتعامل مع تلك المخاطر و خلال ذلك تداولت معلومات أن وكالة ناسا أطلقت فى نوفمبر عام 2021 مركبة فضائية صغيرة بحجم عربة الجولف إلى الفضاء على أمل أن تقضي على كويكب يلوح في الأفق تحت مسمى الدفاع الكوكبى فهل تلك المعلومة صحيحه ؟
التقييم
الأدله
بالفعل أطلقت وكالة ناسا فى نوفمبر عام 2021 مركبة فضائية للتعامل مع أحد الكويكبات المسمى ” ديديموس ” و الذى يتحرك فى مسار بالقرب من كوكب الأرض و لحسن الحظ أنه لا يشكل تهديد مباشر علينا الا أن عملية الاطلاق تلك تعد جزء من مهمة اختبارية تجريها الوكالة الفضائيه لاختبار قدراتها على محاولة إعادة توجيه الكويكبات التي يحتمل أن تكون خطرة في المستقبل حيث أعلنت فى الأول من اكتوبر عام 2021 عن مهمة اختبار الحد من الكويكبات المزدوجة (DART) و هى مهمة وصفتها وسائل الإعلام الامريكيه مثل شبكة سي بي إس بأنها شبيهة بفيلم “ارماجيدون” الذى قام ببطولته الفنان “بروس ويليس” حيث ستقضي المركبة الفضائية التي يبلغ وزنها نصف طن الجزء الأكبر من العام في الانتقال إلى نظام الكويكبات الثنائي “ديديموس” الذي يتكون من كويكبين يدوران حول بعضهما البعض و مثلما تحمل الشمس الأرض في مدارها فإن الكويكب ديديموس الذي يبلغ عرضه نصف ميل يحمل قمر صغير يتبعه اسمه “ديمورفوس” و هو بحجم ملعب كرة قدم و من المتوقع أن تصطدم المركبة الفضائية بجانب هذا القمر الصغير بسرعة عالية تبلغ 4 أميال في الثانية لتغيير حركة الكويكب الثنائي مما يؤدي في النهاية إلى إبطاء و تضييق مداره حول الكويكب الأكبر و بالتالى انحرافه عن مساره .
و حتى وقت كتابة هذه السطور كان هناك أكثر من 26 ألف كويكب يمرون بالقرب من الأرض منهم 891 يبلغ طولهم نصف ميل و هو أمر يشكل خطورة على كوكب الأرض حال اصطدامه بها و هنا يأتي دور مكتب تنسيق الدفاع الكوكبي التابع لناسا و هو الفرع المسؤول عن العثور على تلك الكويكبات و الأجسام القريبة من الأرض و تتبعها و تمييزها حيث أن تلك التجربة تمثل محاولته الأولى فيما يسمى بتقنية الاصطدام الحركي و التي ترسل مركبة فضائية مثل DART إلى مسار كويكب ما لتغيير حركته .
أقرأ أيضا : هل قامت وكالة ناسا بتعيين شخصا مهمته حماية كوكب الأرض من أى هجمات محتمله للكائنات الفضائيه ؟
و من المعروف ان الكويكبات تدور حول الشمس كما يفعل كوكبنا و عندما تكون في مدارها الشمسي فإنها لا تقترب من مدار الأرض أو تشكل تهديدًا أما الكويكبات التي يحتمل أن تكون خطرة هي تلك التي تتقاطع مداراتها مع مدارات الأرض و للعثور على تلك التهديدات المحتملة تقوم التلسكوبات حول العالم بمسح السماء باستمرار و جمع البيانات بواسطة مركز الكواكب الصغيرة التابع للاتحاد الفلكي الدولي (IAU) و الذى يحدد ما إذا كان الجسم المتحرك المكتشف هو كويكب أم لا و يقوم بمعايرة مداره و يحدد ما إذا كان لديه القدرة على الاصطدام بالأرض من عدمه حيث يقول ” توم ستاتلر ” و هو أحد علماء ناسا أن مفتاح تجنب تلك المشكلة فى أن تكون قادرًا على العثور على الكويكبات في تلك المسارات المتقاطعة مع الأرض والعثور عليها قبل حدوث أي تصادم بوقت طويل و اتخاذ خطوات قبل ذلك بسنوات و محاولة عدم تدمير الكويكب لأنه في كثير من الحالات لن نكون قادرين على ذلك و لكن فقط لمنع حدوث هذا الاصطدام نقوم بعرض تقنية واحدة لإحداث انحراف له لمنعه من الاصطدام بالأرض .
و لحسن الحظ حاليًا لا يوجد كويكب معروف لديه فرصة للتأثير على الأرض خلال قرن قادم و لكن قد يكون هناك بعض الكويكبات التي لم نكتشفها بعد و لأن العلماء كانوا يراقبون “ديديموس” لعقود من الزمن فإن هذا “المختبر الطبيعي” سيساعد الباحثين على تحديد ما إذا كانت أنظمة دفاعية مثل DART يمكنها تحريك مسار كويكب أم لا و إذا كان الأمر كذلك فبأي مقدار.