عمل فنى أنتج عام 2001 يروى فيه السيرة الذاتية لعالم الرياضيات الحاصل على جائزة نوبل جون ناش و الذى يعتبر واحدا من أذكى العلماء الامريكيين عبر تاريخها من خلال سرد مسيرته العلمية بالتوازى مع حياته الانسانية التى مرت بمحطات صعبه و اظهار مقدار معاناته من الاصابة بمرض الفصام الناجم من عبقريته المفرطه كتأكيدا للمقولة الشهيره بأن الفارق بين العبقرية و الجنون ما هو الا مجرد شعره و هو الأمر الذى جعله يعيش فى عالم افتراضى أخر مبنى بالكامل داخل خياله و يبتعد عن عالمه الحقيقى بشكل تدريجى مما كان له تأثيرا مدمر على حياته المهنية و الأسريه الا أنه و رغم الصورة السوداوية لتلك المعاناه الا أن الفيلم يشير بوضوح الى انه يوجد دائما بصيص من الأمل فى التغيير للافضل شريطة توفر مجموعة من العوامل تبدء بالشخص نفسه و مدى ارادته نحو تخطى تلك المحنه بجانب الدعم اللازم من الزملاء فى العمل و الأصدقاء فى الحياة للوقوف بجانبه إضافة الى وجود زوجة محبة بجواره تحملت الكثير من أجل الحفاظ على حياتهم الأسريه و بالصبر و المثابرة يقدم الفيلم النتيجة النهائيه متمثلة فى حصول بطل العمل على أعظم جائزة تمنح الى أى عالم و هى جائزة نوبل كما و لو أن الفيلم يوضح بانه أستحقها ليس من أجل علمه فقط و لكن لتمكنه من اجتياز رحلة انسانية صعبه لامتلاكه عقل جميل و قلوب من حوله أجمل .

القصه

يبدأ فيلم “عقل جميل” عام 1947 بوصول “جون ناش” إلى جامعة “برينستون” فى الولايات المتحدة و يلتقي بزملائه طلاب الدراسات العليا في الرياضيات و العلوم “سول” و “أينسلي” و “بندر” و منافسه ” هانسن ” بالإضافة إلى زميله في الغرفة “تشارلز هيرمان” طالب الأدب و يبدء فى سرد نظرية خاصة به فى الرياضيات و يقوم بنشر مقال عنها و منها بنضم الى معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا و يختار “سول” و “بندر” للانضمام معه فى المعهد.

ثم تنتقل الاحداث الى عام 1953 حين تتم دعوة “ناش” إلى “البنتاجون” لدراسة اتصالات العدو المشفرة و التي يتمكن من فك شفرتها بعقله و نتيجة شعوره بالملل من واجباته المعتادة في معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا بما في ذلك التدريس يوافق على تجنيده من قبل “ويليام بارشر” الشخصية الغامضه التى كانت موجودة معه فى وزارة الدفاع الأمريكية و ذلك للقيام بمهمة سرية و هى البحث عن الأكواد و الشفرات المخفية في المجلات و الصحف لإحباط المؤامرات السوفيتية و يصبح “ناش” مهووسًا بشكل متزايد في بحثه عن هذه الأنماط حيث يقوم بإيصال نتائجه إلى صندوق بريد سري و يبدء فى الاعتقاد الى أنه يتم ملاحقته.

و فى تلك الأثناء تطلب منه احدى طالباته “أليشيا لارد ” تناول العشاء معه و يقعون فى الحب سويا و خلال زيارة إلى “برينستون” يلتقى “ناش ” بتشارلز رفيق غرفته السابق وابنة أخته “مارسي” و بتشجيع من “تشارلز” يتزوج ” ناش ” باليشيا و بعدها ينجو باعجوبه بعد أن نجا من تبادل لإطلاق النار بين “بارشر” و عملاء سوفييت و يبدء فى الخشية على حياته خاصة بعد أن علم بحمل زوجته لكن “بارشر” يجبره على مواصلة مهمته و أثناء إلقاءه لمحاضرة في جامعة “هارفارد ” يحاول “ناش” الفرار من الأشخاص الذين يعتقد أنهم عملاء سوفييت الا أنه يجد نفسه أمام طبيب نفسي و هو الدكتور “روزين” و يتم تخديره بالقوة و الحاقه بمصحة للأمراض النفسية حيث يخبر الدكتور “روزين” “أليشيا” أن “ناش” مصاب بالفصام و أن “تشارلز و مارسي و بارشر” موجودين فقط في خياله و تخبر ” أليشيا ” “ناش” إنه لا يوجد شخص بإسم “ويليام بارشر” في وزارة الدفاع و أخرجت الوثائق غير المفتوحة التي كان يرسلها عبر صندوق البريد السري حيث يبدء فى خطوات العلاج عبر الصدمات الكهربائيه و يطلق سراحه في النهاية و لديه شعور بالاحباط من الآثار الجانبية لأدويته حيث يقرر التوقف عنه سرا ليبدء في رؤية “بارشر و تشارلز” مرة أخرى.

و في عام 1956 تكتشف “أليشيا” أن “ناش” قد عاد لاستئناف “مهمته” في مبنى خشبى بالقرب من منزلهم و تدرك أنه بدء فى الانتكاس مرة أخرى و تهرع الى المنزل لتجد أن “ناش” ترك ابنهما الرضيع في حوض الاستحمام معتقدا أن “تشارلز” كان يراقب الطفل و تحاول استدعاء دكتور “روزين” لكن ناش يضربها بطريق الخطأ معتقدا أنه يقاتل “بارشر” و تحاول ” أليشيا ” الفرار مع الطفل و يوقف ” ناش ” سيارتها و يخبرها أنه أدرك أن “مارسي” ليست حقيقية لأنها لا تكبر و يبدء فى تقبل حقيقة ان تلك الشخصيات ما هى الا هلوسة و خلافًا لنصيحة الدكتور “روزين ” يختار “ناش” عدم تناول أدويته معتقدًا أنه يستطيع التعامل مع أعراضه بنفسه و تقرر “أليشيا” البقاء ودعمه.

و يعود “ناش” إلى “برينستون” و يقترب من منافسه القديم “هانسن” الذى أصبح رئيس قسم الرياضيات و يسمح له بالعمل خارج المكتبة و فى فصول المراجعة و على مدى العقدين التاليين يتعلم “ناش” تجاهل هلوساته و بحلول أواخر السبعينيات يسُمح له بالتدريس مرة أخرى و في عام 1994 يفوز بجائزة نوبل التذكارية في العلوم الاقتصادية و يتم تكريمه من قبل زملائه الأساتذة و في الحفل يقوم باهداء الجائزة لزوجته و عندما يغادر “ناش” و “أليشيا” و ابنهما القاعة في “ستوكهولم” يرى “تشارلز و مارسى وبارشر” و هم يقومون بمراقبته لكنه ينظر إليهم لفترة وجيزة فقط قبل المغادرة.

أبطال العمل

راسل كرو		جون ناش
جينيفر كونلى		أليشيا ناش
إيد هاريس		بارشر
كريستوفر بلامر		دكتور روزين
جوش لوكاس		هانسن

الجوائز

حصل الفيلم على أربع جوائز أوسكار أفضل فيلم و أفضل ممثلة مساعدة ” جينيفر كونلى ” و أفضل اخراج ” رون هوارد ” و أفضل كتابه مع أربعة ترشيحات منها أفضل ممثل ” راسل كرو ” بالاضافة الى 69 جائزة أخرى .

ما وراء الكاميرا

• المعادلات الرياضيه التي تظهر على السبورة و المكتوبة بالطباشير في الفصل الدراسي هي معادلات حقيقية كتبها “جون ناش” الواقعي.
• زار “جون ناش” فريق عمل الفيلم و قال “راسل كرو” لاحقًا إنه كان مفتونًا بالطريقة التي يحرك بها يديه و قد حاول فعل الشيء نفسه في الفيلم.
• تم تصوير فيلم ” عقل جميل ” بشكل تتابعى مع الاحداث المكتوبه لمساعدة “راسل كرو” على تطوير سلوكه التدريجي .
• قُتل “جون ناش ” و زوجته “أليشيا” الحقيقين في حادث سيارة في 23 من مايو عام 2015 عندما فقد سائق سيارة أجرة كانوا يستقلونها السيطرة على السيارة و اصطدم بسيارة ثانية في “نيو جيرسي تورنبايك” و ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أنه على الرغم من إصابة السائقين بإصابات طفيفة إلا أن ” جون و أليشيا ” قد توفوا في مكان الحادث و كان “جون” يبلغ من العمر وقتها 86 عامًا و “أليشيا” 82 عامًا.
• حضر “جون ناش” الحقيقى الى معهد “كارنيجي” للتكنولوجيا بمنحة دراسية كاملة و كان أحد أساتذته معجبًا جدًا به لدرجة أنه كتب له خطاب توصية يحتوي على سطر واحد فقط “هذا الرجل عبقري.” .
• تزوجت الممثله “جينيفر كونلي” التي تلعب دور “أليشيا ناش ” بالممثل “بول بيتاني” الذي يلعب دور “تشارلز” بعد فترة وجيزة من صدور الفيلم.
• يلعب أحد أبناء “جون ناش” الحقيقى دورًا فى فيلم ” عقل جميل ” خلال مشهد جر”ناش” إلى أسفل القاعة.
• عمل البروفسير في كلية بارنارد “ديف باير” مستشارًا للرياضيات في الفيلم و كانت يده هى التى تظهر في المشاهد التى يتم فيها كتابة المعادلات على النوافذ كما أنه ظهر كأحد الأساتذة الذين يضعون قلمهم أمام ” جون ناش ” فى مشاهد حفل القلم .
• كان “راسل كرو” لا يرغب في مقابلة “جون ناش” الحقيقي خوفًا من أن يؤثر على تقمصه للشخصيه إلا أنه لم يكن لديه خيار كبير عندما ظهر “ناش” في كواليس تصوير الفيلم في أحد الأيام.
• أثناء التصوير قرر المخرج “رون هوارد” أن هلوسات “ناش” يجب أن تُعرض أولاً بصوت مسموع ثم تظهر بشكل بصرى كتأكيد للجمهور أنها بالفعل هلوسات تنبع من قبل ” جون ناش ” و هو عكس ما كان يحدث للشخصية الحقيقيه حيث كانت هلوساته سمعية فقط و قال إنه لم يعانى من الهلوسة البصرية مطلقا الا انه تم إجراء ذلك التغيير على الأرجح لخدمة السياق الدرامى .
• كان ” جون ناش ” الحقيقى و زوجته يرفضون ان يكون هناك فيلم يحكى قصة حياتهم الى ان وافقوا فى النهايه .
• بناءً على طلب ” راسل كرو ” قام فريق عمل الماكياج بعمل بعض من الفنيات التى تجعل مظهره يشبه ملامح وجه “جون ناش” الحقيقى .
• وفقًا لمقال نشرته مجلة Entertainment Weekly عام 2001 حول ذلك الفيلم فقد أراد صانعوا الفيلم ذكر انه كان مثلى الجنس أيضا لكنهم كانوا يخشون أن يصنع الفيلم علاقه خاطئة بين المثلية والفصام لذا تخلوا عن تلك الفكرة .
• عندما ظهر “جون ناش” في السيارة التي كانت متجهة من “البنتاجون” إلى مختبر ” ويلر ” كان الصوت في الراديو للسناتور “جوزيف مكارثي” الصياد الشيوعي سيئ السمعة .
• تم تصوير مشاهد حفل جائزة نوبل في في مركز الفنون المسرحية بنيوجيرسي و استغرق تصوير تلك المشاهد أكثر من 8 ساعات بما في ذلك الإعداد و الماكياج و ما إلى ذلك.
• تم ترشيح “سلمى حايك” فى البدايه للقيام بدور ” أليشيا ناش ” لأن أصولها تنحدر من السلفادور و ترشيح أيضا كل من “راشيل وايز” و “بريتانى ميرفى ” و ” مارى ماكورماك ” و ” جينا دافيز ” و ” هيلارى سوانك ” و تجربة الشخصية من قبل ” تشارلز ثيرون ” و ” جوليا أورموند ” الا أنهم لم يكونوا مقنعين فى الاختبارات و حاولت الممثلات “فامك جانسن” و “آشلي جود” و ” ميج رايان ” الحصول على ذلك الدور .
• قام صانعوا الفيلم باظهار تجليات “ناش” العقلية فى فيلم ” عقل جميل ” على صورة وميض من الضوء يظهر فوق شيء أو شخص للدلالة على إبداع ناش في العمل و ذلك بعد وصف علماء الرياضيات لهم بأن هذه اللحظات تكون مثل “ومضات من الضوء” .
• تم حذف أحد المشاهد الرومانسيه التى تجمع بين “راسل كرو” و “جنيفر كونلي” من الفيلم.
• بعد أن قرأ المنتج “براين جرازر” مقتطفًا من كتاب “سيلفيا نصار” “عقل جميل” في مجلة “فانيتي فير” اشترى على الفور حقوق الفيلم.
• تم تصوير مشهد مكتب “البنتاجون” في الطابق السفلي من قاعة كيتنج بجامعة فوردهام .
• لأدائه فى ذلك الفيلم فاز “راسل كرو” بجائزة أفضل ممثل في جميع جوائز المهرجانات الفنية الأساسيه (جولدن جلوب و نقابة ممثلي الشاشة و اختيار النقاد و بافاتا ) لكنه خسر الأوسكار التى ذهبت إلى “دينزل واشنطن” عن أدائه في فيلم يوم التدريب (2001) Training Day.
• توفي ثلاثة أشخاص مرتبطين بالفيلم في حوادث عام 2015 في غضون شهر واحد بدأت بـ “جون وأليشيا ناش” معًا في حادث مروري في 23 مايو و الملحن “جيمس هورنر” صاحب الموسيقى التصويرية الرائعه في حادث تحطم طائرة في 22 يونيو.
• للسنة الثالثة على التوالي يتم ترشيح “راسل كرو” لأوسكار أفضل ممثل عن أدائه في فيلم يتم ترشيحه أيضًا لجائزة أفضل فيلم بعد The Insider (1999) و المصارع Gladiator (2000) و التى فاز بها كأفضل ممثل عن دوره فى فيلم Gladiator .
• عرف “راسل كرو” من اللحظة التي قرأ فيها سيناريو فيلم ” عقل جميل ” بأنه أنه يريد أن يلعب دور “جون ناش” .
• تم ترشيح كل من “بروس ويليس” و “كيفن كوستنر” و “جون ترافولتا” و “توم كروز” و “جون كوزاك” و “تشارلي شين ” و “روبرت داوني جونيور” و “نيكولاس كيج” و “جوني ديب ” و “جاريد ليتو ” و “براد بيت ” و “أليك بالدوين” و “ميل جيبسون” و “شون بن” و “جاري أولدمان” و “كيانو ريفز” للقيام بدور ” جون ناش ” .
• كان الرضيع الذي ظهر في مشهد حوض الاستحمام الخطير أنثى و ليس ذكر .
• في أحد المشاهد تمر ” مارسى ” ابنة أخت ” تشارلز ” في حقل من الطيور و لا يتحرك أي منها مما يثبت أنها غير موجودة.
• بينما هذا الفيلم مستوحى من حياة “جون ناش ” كانت هناك عناصر من حياته تم حذفها عمدًا و هى أنه تزوج مرتين كلاهما من نفس المرأة “أليشيا ناش” و كان في الماضي لديه العديد من العلاقات مع الرجال و النساء و اعتقلته الشرطة بسبب فضيحة سابقا و أنجب طفلاً في العشرينات من عمره خارج إطار الزواج و كان يعتقد أنه من خلال مرضه العقلي يتحدث الى أشخاص من خارج الأرض و أعطاه معرفته المتقدمة عن طريق اتصال كوني معهم كما أنه حاول التنازل عن جنسيته الأمريكية في بعض الأحيان لاعتقاده أن الحكومة الأمريكية تلاحقه اضافة الى أنه أدلى بالعديد من التعليقات المعادية للسامية خلال فترة مرضه العقلي الشديد .

بوكس أوفيس

بلغت تكلفة الفيلم 58 مليون دولار و حقق ارباح تجاوزت 317 مليون دولار .