رغم امتلاء عالمنا الحقيقى بالعديد من الفيروسات الضارة التى تنتشر بشكل وبائى مسببة العديد من الأمراض يحتوى العالم الافتراضى المتمثل فى شبكات المعلومات و اجهزة الكومبيوتر على فيروساته الخاصه المؤدية الى إحداث أضرارًا جسيمة بالقطاعات التقنيه في جميع أنحاء العالم اضافة الى خسائر اقتصاديه جمة , و مع التطور التكنولوجى الذى اجتاح العالم مؤخرا حدث أيضا تطور نوعى فى فيروساته الاليكترونيه بسبب التنافس الشديد بين المخترقين على إنشاء برامج ضارة مصممة للإيذاء أو احداث فوضى عشوائيه خاصة بعد أن أصبحوا أكثر تنظيما عن ذى قبل فبعد ان كانوا مجرد هواة يعملون من غرف منازلهم أصبحوا حاليا أجزاء من تنظيمات إجراميه او يعملون مباشرة لحساب حكومات أجنبية أو وكالات استخباريه و فى تلك المقالة نستعرض معا أخطر عشرة فيروسات اليكترونيه اجتاحت العالم خلال الألفية الجديده و تسببت فى مشاكل جمه سواء كانت تقنية أو اقتصاديه .
ستوكسنت Stuxnet (2009-2010)
يعتبر “ستوكسنت ” أول فيروس للكمبيوتر مصمم خصيصًا لإحداث ضرر في العالم الحقيقي على عكس العالم الافتراضي و ذلك لأن الفيروسات السابقة ربما تؤدى الى حدوث خسائر مادية محدودة الا أن ” ستوكسنت ” كان فريدًا من حيث استهدافه البرامج التي تتحكم في الأنظمة الصناعية و بالتالى إلحاق خسائر ضخمه حيث أستخدم ذلك الفيروس الاليكترونى فى اتلاف المعدات الموجودة في منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية في نطنز و استنادًا إلى المعلومات المتاحة بما في ذلك البيانات الصادرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيعتقد الخبراء أن ذلك الفيروس قد تسبب في خروج عدد كبير من أجهزة الطرد المركزي الإيراني عن السيطرة و حدوث تدمير ذاتى لها و هى معدات هامه تستخدم فى عمليات التخصيب و على الرغم من اكتشاف ذلك الفيروس عام 2010 الا أنه يُعتقد أنه أصاب أجهزة الكمبيوتر لأول مرة في إيران عام 2009.
كونفيكر (Conficker (2009
في عام 2009 زحفت دودة فيروسية جديدة اطلق عليها اسم ” كونفيكر ” إلى ملايين من أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام ” ويندوز ” حول العالم مما أدى إلى وجود اعدادا ضخمة منها يمكن التحكم فيها عن بُعد و سرقة البيانات الشخصية و المالية و غيرها من المعلومات الموجودة عليها و بسبب تعقيد ذلك الفيروس كان من الصعب إيقافه مما أدى الى إنشاء تحالف من الخبراء فى مجال مكافحة الفيروسات لمحاولة القضاء على انتشاره حيث أطلقوا عليه اسم “الخلل الفائق” أو “الدودة الخارقة” و لكن اللغز الحقيقي حول ذلك الفيروس الاليكترونى و الذي لا يزال يصيب عددًا كبيرًا من أجهزة الكمبيوتر يمكن فى أنه لا أحد يعرف ما الذي كان من المفترض أن يفعله لأنه حتى اللحظه لم يتم استخدامه لأى غرض لذلك لا يزال الغرض الحقيقي لكونفيكر يربك خبراء الأمن.
العميل agent.btz (2008)
يعد ذلك الفيروس الاليكترونى واحد من اخطر الفيروسات و التى ترجع أسباب شهرته الى إجبار وزارة الدفاع الأمريكيه ” البنتاجون ” على اتخاذ قرار مؤقت بحظر شامل على استخدام الفلاشات بداخل مقراتها كما أنه ساهم في إنشاء قسم عسكري جديد و هو “القيادة الإلكترونية الأمريكية” حيث ينتشر ذلك الفيروس من خلال الفلاشات المصابة عبر تثبيته لبرامج ضارة تسرق البيانات و عندما تم العثور عليه بداخل أجهزة كمبيوتر “البنتاجون” عام 2008 اشتبه المسؤلين انه ناتج من عمل تجسسى حيث كتب نائب وزير الدفاع السابق “ويليام لين” عنه بأن ذلك الفيروس ينشأ جسرًا رقميًا يمكنه نقل البيانات من خوادم وزارة الدفاع إلى خوادم اخرى ربما تكون تحت سيطرة أجنبية , و على الرغم من أن بعض خبراء مكافحة الفيروسات قد عارضوا الادعاء بأن الفيروس كان من إنشاء وكالة استخباراية الا أن تأثيره جعل الحرب الإلكترونية جزءًا رسميًا من الاستراتيجية العسكرية الأمريكية.
زيوس Zeus (2007)
تتوفر بكثافه العديد من الفيروسات الضارة التي تستهدف المعلومات الشخصية و لكن يعد فيروس “زيوس” هو الأشهر و المتداول بين العديد من مجرمي الإنترنت اليوم و هو متاح للبيع بسهولة في عالم الجريمة الإلكترونية حيث يمكن استخدامه فى سرقة كلمات المرور و الملفات و البيانات الشخصيه بشكل يساعد على إنشاء اقتصاد سري من خلال شراء تلك البيانات المخترقة أو بيعها و في عصر الخدمات المصرفية و التجارة عبر الإنترنت تعد الهوية المخترقة أكثر بكثير من مجرد اسم و رقم ضمان اجتماعي فقط لأنها تحتوى على عنوانك و تاريخ ميلادك و هواياتك و تفضيلاتك و حتى أسئلة الأمان السرية (حيوانك الأليف الأول أو أفضل صديق لك من المدرسة الابتدائية).
إيفى السامه PoisonIvy (2005)
يعد ذلك الفيروس الاليكترونى كابوسا لأمن الكمبيوتر حيث يسمح للمهاجم بالتحكم سرًا في الجهاز المصاب به حيث يعرف ذلك النوع من الفيروسات باسم ” حصان طرواده للتحكم عن بعد ” نظرا لأنه يوفر تحكمًا كاملاً من خلال احدى الثغرات فبمجرد تثبيت الفيروس يمكن للمخترق تنشيط عناصر التحكم في الكمبيوتر المستهدف مثل استخدام مكبر صوته أو فتح كاميرا الويب الخاصة به لتسجيل الصوت و الفيديو حيث تم استخدام ذلك النوع سابقا كأداة للمخترقين الهواة و أيضا في هجمات متطورة ضد عشرات الشركات الغربية بما في ذلك تلك التي تعمل في الصناعات الدفاعية و الكيميائية و التى وفقًا لما ورد من شركة ” سيمانتيك ” المتخصصة فى أمن المعلومات فإن تلك الهجمات تأتى من دولة الصين .
أقرأ أيضا : أشهر تسع محاولات تخريبيه لاسقاط الشبكة العنكبوتيه الانترنت و ايقافها التام عن العمل
ماى دووم MyDoom (2004)
شق فيروس الكومبيوتر ” ماى دووم ” طريقه إلى عالم البرمجيات الخبيثة عام 2004 حيث أصاب بسرعة حوالي مليون جهاز كمبيوتر و شن هجومًا واسع النطاق لايقاف خدمات السيرفرات التى تتم من خلال اغراقه بالمعلومات من أنظمة متعددة حيث انتشر الفيروس عبر البريد الإلكتروني كرسالة و التى بمجرد فتحها من قبل الضحيه تنزل شفرة خبيثة لتسرق دفتر عناوين المتصلين بالضحيه يتم من خلالها ارسال رسائل لهم لينتشر الفيروس بشكل أكبر و أكبر و هو يعتبر الفيروس الاليكترونى الأكثر انتشارا دون عن أى دودة فيروسية اخرى .
فيزر Fizzer (2003)
مع حلول عام 2003 كان العديد من الفيروسات و الديدان الفيروسيه تنتشر عبر البريد الإلكتروني لكن “فيزر” كان جديدًا تمامًا من نوعه نظرا الى أن الفيروسات السابقه مثل ” الكود الأحمر ” Code Red تتمحور وظيفتها حول الحاق الأذى لأجهزة الكومبيوتر و برمجياته بينما ” فيزر ” تنحصر وظيفته حول المال ففي حين أن البعض كان يقلل من خطورته لأنه لم يكن سريعا مثل ” الكود الأحمر ” الا أن ” فيزر ” كان الأكثر مكرا حيث يقول “رويل شوينبيرج ” الباحث في شركة “كاسبرسكاي” لمكافحة الفيروسات أن ما يميز “فيزر ” هو أنه أول ظهور لدودة فيروسيه تم إنشاؤها لتحقيق مكاسب مالية حيث تبدأ أجهزة الكمبيوتر المصابة به في إرسال رسائل غير مرغوب فيها لا تحتوى على فيروسات و لكن على مواد اباحية اعلانية و غيرها حيث حقق ذلك الفيروس الاليكترونى نجاحا كبيرا و بدأ البعض فى صناعة فيروسات شبيهة به مثل فيروس ” سو بيج ” الذى أصبح تهديدًا كبيرا لدرجة أن شركة ” مايكروسوفت ” عرضت مكافأة بقيمة 250 ألف دولار للحصول على معلومات تؤدى للقبض على صانعه .
سلامر Slammer (2003)
في يناير عام 2003 أثبت الفيروس ” سلامر ” أنه سريع الانتشار و أن بامكان فيروس اليكترونى موجود على الإنترنت أن يعطل الخدمات الخاصة و العامة و تعد بنذير فوضى مستقبليه حيث يعمل الفيروس ” سلامر ” عن طريق إطلاق طوفان من وحدات البيانات المنقولة عبر الإنترنت مما يجعل الإنترنت على العديد من الخوادم في وضع شبه مشلول حيث كان لذلك الفيروس تأثير حقيقي على الخدمات الرئيسية و من بين قائمة ضحاياه ماكينات الصراف الآلي التابعة لبنك أوف أمريكا و نظام الاستجابة للطوارئ 911 في ولاية “واشنطن” و ربما الأكثر إثارة للقلق هو تأثيره على محطة نووية توجد في ولاية “أوهايو” .
الكود الأحمر Code Red (2001)
يعد فيروس “الكود الأحمر” مقارنة بالبرامج الضارة الحديثة إصدارا أكثر لطفًا كأحد مصادر التهديد و لكن عندما تم اجتياح أجهزة الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم عام 2001 تفاجئ خبراء الأمن بأنه تم استغلال ثغرة في خادم معلومات شبكة ” مايكروسوفت ” سمحت لتلك الدودة الفيروسيه بتشويه بعض المواقع الإلكترونية و إزالتها من شبكة الانترنت ولعل أبرز ما فعله فيروس “الكود الاحمر” هو تمكنه من اسقاط موقع البيت الأبيض و أجبار الوكالات الحكومية الأخرى مؤقتًا على إزالة مواقع الويب الخاصة بها و على الرغم من أن الفيروسات اللاحقة طغت عليه إلا أن خبراء مكافحة الفيروسات لا يزالون يتذكرونه كنقطة تحول للبرامج الضارة و الفيروسيه بسبب انتشاره السريع.
أنا أحبك I Love You (2000)
في عام 2000 ارتكب الملايين من الناس خطأً بفتح مرفق بداخل بريد إلكتروني يبدو بريئًا بعنوان “أنا أحبك” و بدلاً من الكشف عن الاعتراف الصادق لأحد المعجبين السريين كما كان يأمل القراء أطلق الملف برنامجًا ضارًا قام بالكتابة فوق ملفات صور المستخدمين و ليس ذلك فقط بل أصبح مثل القنبلة النوويه فى الانشطار حين أرسل الفيروس الاليكترونى نفسه عبر الايميل إلى أول 50 جهة اتصال في دفتر عناوين الويندوز للمستخدم و وفقًا لمعايير اليوم فإن ذلك الفيروس يعد غريبا من نوعه و رغم ذلك إلا أنه تسبب في مشاكل واسعة النطاق لمستخدمي الكمبيوتر حيث لم يستغرق الأمر سوى ساعات حتى أصبح ذلك الفيروس وباءً عالميًا حيث يرجع البعض ذلك جزئيًا إلى اعتماده على عاطفة إنسانية أساسية و هى الرغبة في أن تُحَب و لذلك يمكن اعتباره أول فيروس كمبيوتر مصمم اجتماعيًا.