في بعض من الأحيان تكون أماكن تصوير الأعمال السينمائيه غاية من الخطورة و التى قد تؤدى الى حدوث إصابات كبيرة داخل فريق العمل بعضها قد يكون قاتلا و لعل أبسط مثال على ذلك هو ما حدث خلال تصوير الفيلم الشهير تيتانيك للمخرج جيمس كاميرون و الذى كادت فيه الممثلة كيت وينسلت أن تغرق بجانب دخول عدد من ممثلى المشاهد الخطرة الى المستشفى بسبب الكسور التى لحقت بهم في الأضلاع و عظام الوجه و أيضا الجزء الثانى من فيلم The Expendables حيث توفي فيه أحد ممثلى المشاهد الخطرة و أصيب أخر و عندما تم الانتهاء من تصويره كان على كل من أبطاله سيلفستر ستالونى و أرنولد شوارزنيجر الخضوع لعملية جراحية في الكتف و رغم كل تلك الحوادث بعالم السينما فى وقتنا الحالى الا أنها تعد فردية نظرا للاهتمام الكبير بعوامل السلامة المهنيه عكس ما كان يحدث فى السنوات الأولى لهوليوود عندما كان فريق العمل بالكامل يتعرض للكثير من المخاطر أثناء تصويره للأفلام حيث كانت تقنيات صناعة الأفلام بدائية تمامًا و كان المخرجون غالبًا ما يعرضون الممثلين و طاقم العمل لظروف قاسية و متطرفة أدت في كثير من الأحيان إلى وقوع حوادث كان بعضها مدمرا مثلما حدث مع فيلم ” الفايكنج ” .
و يعد فيلم ” الفايكينج ” The Viking الذى صدر عام 1931 هو أكثر فيلم بتاريخ السينما دمويه بعد ان قتل 27 فردا من طاقمه خلال تصويره حيث كان من المقرر الاحتفال به لكونه أول فيلم على الإطلاق يعرض صوتًا و حوارًا مسجلًا من موقع التصوير نفسه و قامت شركة ” بارامونت ” بتخصيص 100 ألف دولار كميزانية له و تتناول قصته أحداث درامية تحدث خلال رحلة استكشافية لصيد الفقمة على طول ساحل “نيوفاوندلاند” في “كندا” و من أجل تصوير مشاهد صيد الفقمة بدقة على الجليد و جعلها أكثر واقعيه استقل المخرج “فاريك فريسيل” و طاقمه سفن صيد حقيقيه ليبدء التصوير بالقرب من منطقة “جراند بانكس و لابرادور” .
و بمجرد انتهاء ” فريسيل ” من تصوير الفيلم نظم عرضًا خاصًا لأصدقائه و طاقمه و بعد العرض كان راضيًا تمامًا عن ما تم تصويره لكنه فى قرارة نفسه شعر أنه لا يحتوي على لقطات عالية الجودة و بشكل كافى للأراضي الكندية الجليدية لذلك قرر الصعود هو و عدد من أفراد طاقمه إلى السفينه ” أس أس فايكنج ” في أوائل مارس عام 1931 لمرافقتها في رحلة صيد الفقمة السنوية قبالة سواحل لابرادور و أستطاعوا تصوير الجبال الجليدية و بعض من اللقطات المرعبة و العنيفة بشكل لا يصدق لصيد الفقمة .
أقرأ أيضا : أحدهما كاد أن يشنق بالفعل .. أشهر عشرة مشاهد خطرة كادت أن تودى بحياة ممثليها أثناء تصويرها
و فى 13 من مارس حوصرت السفينة في الجليد بالقرب من “جزر الحصان” قبالة ساحل “نيوفاوندلاند” و خلال انتظارهم لتحرير السفينة تجول “فريسيل” و طاقمه على الجليد السميك و قاموا بتصوير لقطات لا تقدر بثمن للسفينة العملاقة التي لم تكن قادرة على التحرك شبرًا واحدًا و بعد يومين أدرك عمال السفينه أن جهودهم لتحريرها يدويًا كانت غير مجدية لأن الجليد كان سميكًا جدًا لذلك قرروا استخدام المتفجرات لكسر الجليد الثابت الذي أحاط بالسفينة حيث كان قد تم تخزين 25 صندوقًا مليئًا بالديناميت في احدى الغرف أسفل السفينه و الذى بدأ طاقمها في إعداد العبوات الناسفة.
و لسوء الحظ قام أحد الرجال المسؤولين عن إعداد الشحنات المتفجرة بإشعال أحداها عن طريق الخطأ في تلك الغرفه و نتيجة لذلك انفجرت جميع صناديق الديناميت واحدة تلو الأخرى و مزقت بالكامل الجزء الخلفي من السفينة و أدى ذلك الانفجار الهائل إلى مقتل 27 رجلاً على الفور بمن فيهم المخرج سيئ الحظ و الذى لم يتم العثور على جثمانه حيث تمزقت أجساد بعضهم تمامًا بسبب الانفجار أو انتهى بهم الأمر بالدفن الى الأبد تحت أعماق الثلوج اما باقى من كتب لهم النجاه فقد قام بعضهم بالمشى فوق الجليد متوجهين إلى “جزر الحصان” بينما تم إنقاذ البعض الأخر بواسطة السفن التي تم إرسالها إلى المنطقة .
و على الرغم من وفاة “فريسيل” المأساوية مع العديد من أفراد طاقمه الا أن فيلم ” الفايكنج ” تم استكماله بمخرج أخر و هو ” جورج ميلفورد ” و اصدر رسميًا بعد بضعة أشهر من الحادث المؤسف و الذى تلقى آراء متباينه حيث انبهر النقاد و الجمهور في ذلك الوقت من المشاهد الملتقطة فى الفيلم للمناظر الطبيعية الجليدية بكندا و اللقطات المؤسفة لصيد الفقمة الا أن القصة التي تم تجسيدها في الفيلم وُصفت بأنها غير خيالية و معيبة و مع ذلك و حتى اللحظه لا يزال ذلك الفيلم سيئ السمعة بسبب عدد القتلى الكارثي الذى حدث خلال تصويره .