فى أى مكان فى العالم يوجد لصوص يقومون بسرقة السيارات و إخفاء معالمها أو تفكيكها لعدم إمكانية توصل أصحابها إليها و رغم مهاراتهم و إحتياطاتهم خلال عملية السرقة الا أن الكثيرين منهم قد يقعون فى قبضة الشرطة ليتم تقديمهم الى العداله و محاكمتهم على إرتكاب تلك الجريمه و تغلق بذلك قضيتهم الى الأبد الا أنه توجد احدى جرائم السرقه التى حدثت منذ ما يقرب من عشرون عاما و لا تزال حتى اللحظة هى الأكثر غموضا و ذكاءا من قبل مخططيها و منفذيها الذين أستطاعوا بجرأة متناهيه سرقة طائرة ضخمة من طراز بوينج 727 من داخل أحد المطارات و التحليق بها الى جهة غير معلومة ثم الاختفاء تماما و لم يستطع أحد الوصول إليها رغم تدخل أجهزة امنية كبيرة فى التحقيق بحجم المباحث الفيدرالية الامريكيه FBI و وكالة المخابرات المركزية الامريكيه CIA و تسخير كل قدراتهم من أجل العثور على اى خيط قد يستطيع فك غموض تلك القضيه دون أى جدوى .
البدايه كانت من ” انجولا ” فى مطار “كواترو دي فيفيريرو الدولي” و قبل وقت قصير من غروب شمس 25 من مايو عام 2003 حيث لاحظت أطقم المراقبة الجوية فى المطار شيئًا غريبًا للغاية تمثل فى طائرة طراز بوينج 727 و رقم ذيلها N844AA و مطلية باللون الفضي مع خطوط حمراء و بيضاء و زرقاء تتحرك بهدوء نحو أحد مدارج الطائرات مع إطفاء جميع أضوائها و بدون إجراء أى محاولة للاتصال ببرج المراقبه كما هو متعارف عليه و تبدء فى الإقلاع ثم التحرك تجاه جنوب غرب المحيط الأطلسي بخزانات ممتلئة بـ 14 ألف جالون من الوقود و هى كمية تكفى للسفر لمسافة تصل إلى 2400 كيلومتر و تختفى تماما دون أن تترك ورائها أى أثر .
و بالعودة الى تاريخ الطائره فقد تم بيعها لشخص يدعى ” كيث إروين ” و هو رجل أعمال من جنوب أفريقيا الذى اشتراها في فبراير عام 2002 من احدى شركات الطيران في “فلوريدا” لاستخدامها في توصيل وقود الديزل إلى مناجم الماس في “أنجولا” و استخدمها لفترة وجيزه سرعان ما تخلف عن سداد أقساطها الأمر الذى دفع شركة الطيران الأصليه الى استعادتها مرة أخرى و بسبب وجودها فى حالة سيئة فقد قامت بإستئجار الامريكى “بن تشارلز باديلا” و هو ميكانيكي طائرات معتمدً و مهندس طيران و طيارًا خاصًا و مساعده ” ميكيل موتانتو ” و هو ميكانيكى أيضا من دولة “الكونغو” لاجراء بعض من عمليات الصيانة بها لتستطيع الطيران مجددا بشكل أمن و نظرا الى أن ” باديلا ” كان طيارا خاصا غير معتمدا للطيران بذلك الطراز فقد تم تحديد موعدا لوصول أحد الطواقم المعتمدة من أجل استلامها و الطيران بها لمغادرة البلاد يوم 26 من مايو و عندما وصلوا اكتشفوا أن الطائرة قد طارت و أختفت تماما بمن كان على متنها .
نتيجة ذلك الاختفاء الغامض لطائرة أنجولا بوينج 727 و خاصة أنه حدث فى أعقاب هجمات 11 من سبتمبر فقد تأهبت الأجهزة الأمنية الامريكية بالكامل لمحاولة فك غموض اختفائها و معرفة الى أين قد ذهبت هى و طاقمها و بحثت عنها فى جميع أنحاء العالم الا انها لم تستطيع التوصل الى أى شئ و مع اختفاء الطائرة و عدم الوصول الى حقيقة جازمه فلم يكن هناك سوى العديد من الفرضيات التى بدأت بتوجيه أصابع الاتهام الى ” كيث إروين ” و مدير شركة الطيران الموجودة فى فلوريدا ” مايورى جوزيف ” حيث كان الرجلان قد رتبوا صفقة شرائها بقيمة مليون دولار و تم دفع مبلغ 125 ألف دولار كمقدم و الباقى على أقساط شهريه و مر أكثر من عام ولم يستطيع ” كيث ” الوفاء بالتزاماته الخاصة تجاه الصفقه و ظلت الطائرة معطلة و موجودة فى المطار ليتراكم رسوم تواجدها على أرضه و التى بلغت أكثر من 4 ملايين دولار حيث كانت تلك أسباب كافيه لدفع المحققين فى الشك نحوهم فالأول يريد التخلص منها بسبب تراكم ديونها و الثانى يريد تعويض خسارته لعملية بيعها من خلال التخلص منها أيضا و تسلم مبلغ تأمينها خاصة و أن ” مايورى جوزيف ” كان له نشاطات سابقه فى الاحتيال عبر تزوير بيانات ماليه و نصب على مستثمرين و نتيجة وضعه فى دائرة الاتهامات تلك و من أجل تبرئة ساحته بادر ” مايورى ” بالاتصال بمكتب التحقيقات الفيدرالية FBI و تطوع بنفسه لإجراء اختبار على جهاز كشف الكذب و خضغ له بالفعل و نجح فى الاختبار تاركا المحققين في حيرة من امرهم .
أقرأ أيضا : ماذا حدث فى ممر دياتلوف الذى شهد أكثر الحوادث غموضا فى العالم و أصاب حيرة المحققين و المتابعين
و بجانب الفرضية السابقه توجد فرضية جديدة عبر توجيه أصابع الاتهام نحو اخر شخص شوهد على متنها و هو المهندس ” بن تشارلز باديلا ” المكلف بصيانتها حيث يفترض انه قام بسرقتها بغرض تحقيق مكاسب مادية كبيرة نظرا الى أنه كان يحمل شهادة طيار خاص و ربما يكون قد تم تدريبه على الطيران بتلك الطرازات حيث يزعم بعض من أصدقاءه أنه سافر بتلك الطائرة ليصل بها الى مهبط طائرات على طول الحدود الغربية لتنزانيا و قام بتفكيكها و بيعها و بمجرد انتهاءه اختفى تماما و هى فرضية يرفضها أفراد عائلته الذين يؤكدون انه ربما قد تم خطفه و اتخاذه رهينه من قبل أى جماعة مسلحة لمساعدتهم فى التحليق بها و تنفيذ أى اعمال إرهابيه .
و مع كثرة تلك الفرضيات و تعددها الا انه يوجد سؤال يفرض نفسه هو الأخر أين ذهبت تلك الطائرة التى اختفت حرفياً من شاشات الرادار ؟ و سنجد أنه لا يوجد له إجابة هو الأخر سوى بعض من التكهنات التى ترجح اسقاطها من قبل القوات الجوية الأنجولية فوق المحيط الأطلسي بينما يقول آخرون إنها تحطمت في مكان ما بعد وقت قصير من إقلاعها إلا أنه في كلتا الحالتين لم يتم العثور على أي حطام على الأرض أو البحر أو حتى على جثث و مع مرور الوقت و عدم ظهور تلك الطائرة أصبح فى إعتقاد الأجهزة الامنية الامريكيه انها لا تمثل أى تهديد ارهابى محتمل و قاموا بإغلاق ملف تلك القضية بشكل رسمى عام 2005 من دون الوصول الى أى اجابات .
أقرأ أيضا : جلوريا راميريز المرأة السامة التى لم يستطيع أحد الإقتراب من جثمانها لخطورته البيولوجيه
و رغم عدم الجزم بأى حقيقة حول إختفاء طائرة أنجولا بوينج 727 الا أنه بتجميع كل تلك المعطيات قد نستطيع التوصل الى بعض من الحقائق التى تشير الى ان توقيت اختفاء الطائرة عشية استعادتها من الصعب أن يكون من قبيل الصدفة و بالتالى يكون الاستنتاج الأكثر ترجيحًا هو أن “باديلا” و من معه إما قاموا بسرقتها لتحقيق مكاسب مالية خاصة بهم أو فعلوا ذلك بناءً على تعليمات من ” مايورى ” فوفقًا لشهادة أحد الطيارين الذين كانوا يطيرون فى ذلك التوقيت فقد أفاد بأنه أثناء تحليقه شاهد تلك الرحلة متجهًة شمالًا و تهبط حول مدينة “كينشاسا” بالكونغو و مع عدم وجود أى دليل على وقوع حادث على الإطلاق فمن الممكن تمامًا أن يكون “باديلا” قد نجح في الوصول إلى وجهته و فكك الطائرة وباعها لاجزاء لتختفى تماما .