تعتبر المنطقة 51 واحدة من الاماكن التى يكتنفها الغموض الشديد لارتباط اسمها الدائم بالاطباق الطائرة و المخلوقات الفضائيه و رغم نفى الحكومة الامريكيه لتلك المزاعم مرارا و تكرارا و التأكيد على أنها مجرد قاعدة حربيه يجرى فيها العديد من التجارب العسكريه الا انها لا تزال جزءا أساسيا من الثقافة الشعبية الامريكية بالحاق اسمها فى الروايات و الافلام التى تتحدث عن الكائنات الفضائيه و لدى المؤمنين بنظريات المؤامرة باعتبارها ملتقى للكائنات الفضائيه و هو الامر الذى دفع العديد من النشطاء لمطالبة الحكومة الامريكيه بكشف اسرارها بل و صدرات دعوات مؤخرا على الانترنت لاقتحامها لمعرفة ما يدور بداخلها و هو الامر الذى دعى السلطات الى التحذير من الاقتراب منها و الا سيتم التعامل وفق القانون .. فما هى تلك المنطقة و ما سبب كل تلك الاساطير التى نسجت حولها ؟
تقع “المنطقة 51″ وهو الاسم الشائع لواحدة من قواعد القوات الجوية الأمريكيه فى صحراء ولاية نيفادا على بعد 135 كيلومترا شمال مدينة ” لاس فيجاس ” و نظرا لأنها تتمتع بالصفة عسكريه فان الانشطة التى تجرى بداخلها تعد سرية للغايه لذلك يتم إبعاد الجمهور عن المكان بواسطة العلامات التحذيريه و المراقبة الإلكترونية والحراس المسلحين حيث يقول السكان المحليين إن النظم الامنيه لدى القاعدة تعرف كل شئ عن اى حيوان يقترب من السياج و أن هناك أجهزة استشعار مزروعة على الطرق المؤدية اليها كما أنه من غير المسموح التحليق فوق تلك المنطقة على الرغم من أنها مرئيًة و مرصودة على الأقمار الصناعية و التى توضح احتوائها على مدارج للطيران يصل طوالها الى 3.7 كيلومتر و هى تقع بجوار منطقتين عسكريتين محظورتين أخريين الاولى و هى “موقع اختبارات نيفادا” و الذى تم فيه اختبار الأسلحة النووية الأمريكية خلال الفترة من الخمسينيات إلى التسعينيات اما الثانى فهو “ميدان نيفادا” و المخصص للاختبار و التدريب و الذى وفقا للجيش الأمريكى فإنه يمثل ساحة معركة مرنة و واقعية و متعددة الأبعاد لإجراء اختبارات على تكتيكات عسكرية جديدة .
و يرجع تاريخ انشاء تلك القاعدة او المنطقة 51 الى خمسينيات القرن الماضى خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ففى ذلك الوقت كانت البحرية الامريكيه و القوات الجويه ترسل طائرات تحلق على ارتفاعات منخفضه في مهام استطلاعية فوق أراضى الاتحاد السوفيتي و نظرا لأنها كانت معرضة باستمرار لخطر إسقاطها فقد وافق الرئيس الامريكى “أيزنهاور” على تطوير سري لطائرة استطلاع على ارتفاعات عالية و هو برنامج الطائرة التجسييه ” U-2 ” لذلك فكان لزاما لتنفيذ ذلك المشروع هو التوصل الى موقع سرى للتدريب والاختبار حيث وقع الاختيار على صحراء نيفادا الجنوبية بالقرب من مسطح ملحي يعرف باسم “بحيرة جروم” حيث اجريت فيها اختبارات تلك الطائرة و لاحقا اختبارات لطائرة تجسس اخرى و هى ” اس ار 71 بلاك بيرد ” و رغم افتتاح القاعدة عام 1955 الا انه لم يتم الاعتراف عن وجودها رسميا فى الوثائق سوى فى اغسطس عام 2003 من قبل وكالة المخابرات المركزية الامريكية و ليصبح الرئيس اوباما هو اول رئيس امريكى يصرح له بالحديث عن تلك المنطقة بشكل علنى حتى و ان كان على سبيل المزاح بعد اعلان الوكالة بأربعة أشهر , و رغم اعتراف الحكومة الامريكية بوجودها رسميا الا ان المعلومات عنها لا تزال شحيحه حيث يُعتقد أن العاملين بها هم 1500 شخص و أن الجيش الأمريكي لا يزال يواصل استخدام المنطقة لتطوير طائرات متطورة بالاضافة الى احتوائها على بعض من برامج التجسس الأكثر تقدمًا في العالم .
اذا كانت تلك هى المعلومات الرسمية و المرصودة فمن اين اتى حولها كل ذلك الغموض ؟ .. يرجع البعض ذلك الى السرية الشديدة المحيطة بذلك المكان و الذى تتسم به المنطقة خاصة بعد التصاق اسمها بالعديد من الادعائات المتعلقة باستضافتها لاحدى الاطباق الطائرة التى سقطت عام 1947 فى بلدة روزيل بولاية ” نيو مكسيكو ” مع جثث لكائنات فضائيه كانت بداخلها و الذى نفته الحكومة الامريكية وقتها جملة و تفصيلا و قالت ان تلك المركبة التى تحطمت مجرد منطادًا للطقس و ليس ذلك فقط بل ادعى أشخاص أخرين بأنهم شاهدوا أجسامًا غريبة فوق ذلك الموقع أو بالقرب منه بالاضافة الى اتهامات من قبل المؤمنين بنظريات المؤامرة بأن الحكومة الأمريكية صورت مشاهد الهبوط على سطح القمر عام 1969 في أحد الاماكن بتلك القاعدة و فى عام 1989 زعم رجل يدعى “روبرت لازار” أنه عمل على تكنولوجيا غريبة داخلها مضيفا الى أنه شاهد بها كائنات فضائيه وأن الحكومة الامريكية استخدمت المنشأة لفحص الأجسام الطائرة المجهولة .
و رغم شهادات هؤلاء الناس الا ان الكثيرين يرفضون تصديق تلك المزاعم خاصة و ان مشاهدات البعض منهم لاجسام غريبة تنطلق منها كانت هى لطائرات التجسس اليو تو الذين ظنوا انها ترجع لاطباق طائرة نظرا لشكلها الغريب و سرعتها الخرافيه و تحليقها على ارتفاعات كبيرة للغاية ونظرا لسرية المشروع فلم تستطيع قيادات الجيش الامريكى التعليق على ذلك الامر و توضيحه و على الجانب الأخر استغلت الـمخابرات الامريكيه تلك البيانات المضلله و قامت بتعزيزها بغرض الهاء الشعب الأمريكى فى تلك الامور .
أقرأ أيضا : ماذا حدث فى ممر دياتلوف الذى شهد أكثر الحوادث غموضا فى العالم و أصاب حيرة المحققين و المتابعين
و رغم ان اغلب الشواهد تنفى الجزء الغامض حول المنطقة 51 الا انه و فى عام 2019 قام شاب امريكى يبلغ من العمر 20 عاما و يدعى ” ماتى روبرتس ” بعمل دعوة على شبكة التواصل الاجتماعى فيسبوك بغرض تنظيم اقتحام جماعى لتلك المنطقة لمعرفة ما يدور بداخلها و هى دعوة استجاب لها اكثر من 2 مليون شخص و هو رقم اجبر الحكومة الامريكية على اتخاذ الامر على محمل الجد بانها لن تتسامح ضد اى خروق لها باعتبارها منطقة عسكريه و سيخضع اى شخص يحاول اقتحامها تحت طائلة القانون و هو ادى الى تراجع صاحب الدعوى على اعتبار ان الامر كان مجرد مزحة .