في عالم الأعمال غالبا ما تنتهي النزاعات القانونية حول حقوق الملكية الفكرية في ساحات القضاء و لكن في عام 1992 قررت شركتان أمريكيتان قلب تلك القواعد و تحويل نزاعهما إلى حدث فريد من نوعه بعد أن تصارعا حول حق إستخدام شعار إعلاني مشترك بطريقة غير تقليدية من خلال تنظيم مباراة طريفة لمصارعة الذراع جمعت بين مديري الشركتين و كان الإتفاق بأن من يفوز بها يحصل علي تلك الحقوق ليكون ذلك اللقاء دعوة ملهمة لباقي الشركات بأن النزاعات التجارية يمكن حلها بطرق مبتكرة تترك أثرًا إيجابيًا علي الجميع و فرصة لتبني نهج جديد في عالم الأعمال يقوم علي التعاون حتى في أوقات الخلاف .
دارت أحداث تلك القصة الطريفة في ” الولايات المتحدة ” بأكتوبر عام 1992 حين أطلقت شركة الطيران الأمريكية الشهيرة ” ساوثويست إيرلاينز ” شعارًا جديدًا لحملتها الإعلانية الذي بدا بسيطا و جذابًا بشكل أحدث صدى كبيرًا لدي الجمهور لكن المشكلة ظهرت عندما أدركت شركة ” ستيفنز أفياشن ” المتخصصة في بيع و صيانة الطائرات الصغيرة أن الشعار الجديد مشابه جدًا لشعارها القديم الذي كانت تستخدمه منذ سنوات و هو ما معناه الدخول في صدام بين الشركتين من أجل تلك الحقوق و لكن بدلاً من اللجوء إلي القضاء قرر ” كورت هيروالد ” المدير التنفيذي لشركة ” ستيفنز أفياشن ” تبني نهج غير تقليدي حين أرسل خطابًا مليئًا بالفكاهة إلي ” هيرب كيليهير ” مدير شركة ” ساوثويست إيرلاينز ” متحديًا إياه في مباراة لمصارعة الذراع بدلًا من الدخول في نزاع قانوني طويل و مكلف .
و أستجاب ” هيرب ” للتحدي بنفس الروح المرحة حيث كتب ردا مليئة بالسخرية و الدعابة إلي ” كورت ” معبرًا عن إستعداده لخوض المواجهة و أصبح الحدث المرتقب الذي أُطلق عليه إسم “Malice in Dallas” (الخبث في دالاس) محط أنظار الجميع بما فيهم وسائل الإعلام و في يوم 27 من يناير عام 1992 إجتمع الطرفان بصالة مصارعة في مدينة “دالاس ” وسط أجواء إحتفالية مليئة بالإبداع و إرتدى المشاركين أزياء رمزية و تم تصوير لقطات تدريبية ساخرة لكل من ” هيرب ” و ” كورت ” حتي أن المباراة نفسها كانت ممتعة بقدر ما كانت حاسمة و في النهاية فاز ” كورت ” و حصلت شركة ” ستيفنز أفياشن ” علي الحق الحصري في إستخدام الشعار .
إقرأ أيضا : شركات يابانية تشجع موظفيها علي أخذ قيلولة أثناء عملهم
و رغم فوز ” ستيفنز أفياشن ” بالمباراة أعلنت الشركة علي الفور أنها ستسمح لشركة ” ساوثويست إيرلاينز ” بإستخدام الشعار مقابل تبرع بقيمة 5000 دولار أمريكي لصالح منظمة خيرية تُعنى بالأطفال و هو ما تم بالفعل و الطريف أن ذلك النهج الذي إتبعته الشركتان جلب عليهم فوائد هائلة بعد أن حققت ” ساوثويست إيرزلاينز ” تغطية إعلامية إيجابية بينما إستفادت ” ستيفنز أفياشن ” من شهرة مفاجئة ساهمت في نموها بنسبة 25% خلال السنوات الأربع التالية مع إرتفاع إيراداتها من 28 مليون دولار إلي أكثر من 100 مليون دولار.