في إحدى اللحظات التي يُمكن وصفها بأنها قدرية بإمتياز تتجلي قصة إنسانية جمعت بين الشجاعة و الصدفة و الجميل الذي يرد و ذلك من خلال شاب أمريكي يعيش في ولاية نيويورك و يدعي كيفن ستيفن شاءت له الظروف عام 2006 أن ينقذ حياة سيدة تدعي بيني براون كانت قد قامت بإنقاذ حياته و هو طفل قبل سبع سنوات من ذلك الحادث لتسلط تلك الواقعة الضوء علي أهمية الإحسان الذي سوف يأتي يوما ما و يرد إلي صاحبه و ضرورة تعلم المهارات التي قد تنقذ في أحد الأيام حياة الآخرين .
دارت أحداث تلك القصة في ” الولايات المتحدة ” قبل ذلك الحادث بسبع سنوات أي في عام 1999 حين كان ” كيفن ستيفن ” صبيًا صغيرًا يعمل مساعدًا لفريق البيسبول الخاص بأخيه الأصغر و أثناء إحدى المباريات تعرض لضربة قوية علي صدره من أحد اللاعبين أثناء التمارين أدت إلي توقف ضربات قلبه و سقوطه فاقدًا للوعي و حينها تدخلت سيدة تدعي ” بيني براون ” تعمل ممرضة تصادف وجودها مع إبنها في الملعب حيث قامت بإجراء إنعاش قلبي رئوي له و تمكنت من إنقاذ حياته و المثير في الأمر أن ” بيني ” كانت قد حصلت علي إجازة مفاجئة في ذلك اليوم و هو ما مكنها من الحضور للملعب في اللحظة الحاسمة .
و لم تنتهي القصة عند ذلك لأنه بعد مرور سبع سنوات و أثناء تناول السيدة ” بيني ” وجبة في أحد المطاعم تعرضت لموقف حرج كاد أن يكلفها حياتها بعد أن بدأت تختنق بسبب قطعة طعام علقت في حلقها و هو ما أدي إلي صراخ المتواجدين داخل المطعم طلبًا للمساعدة و هنا تدخل شاب تواجد داخل المطعم عن طريق الصدفة و قام بتنفيذ مناورة ” هايمليك ” بحرفية شديدة و تمكن من إخراج قطعة الطعام و إنقاذ حياتها حيث كان ذلك الشخص هو “كيفن ” بعد أن أصبح شابًا عمره 17 عامًا و عضوًا في فريق الإطفاء التطوعي .
إقرأ أيضا : إنتحار رجل بعد خضوعه لعملية زراعة قلب من متبرع كان قد أنتحر بنفس الطريقة
و أصيب الجميع بالذهول بعد عرض تلك القصة في وسائل الإعلام بسبب الرابط الذي جمع بين الشخصين و في لقاء بينهما بعد الحادثة الثانية قدّم ” كيفين ” باقة من الزهور إلي ” بيني ” تقديرًا لما فعلته في الماضي و بالمقابل أبدت إمتنانها الكبير لتدخله في اللحظة المناسبة كما عبر ” دان كيرتس ” المدرب الذي علّم ” كيفن ” هذه المهارات عن فخره الكبير بما فعله تلميذه مؤكدًا أن ما قام به هو أعظم شهادة علي أهمية تعلم مهارات الإسعافات الأولية مثل الإنعاش القلبي الرئوي و مناورة هايمليك لأن تدريب الأفراد علي الإسعافات الأولية يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا في حالات الطوارئ .