في أعماق جبال الألب الجنوبية بدولة نيوزيلندا يقع مكان ساحر يفيض بالجمال و هي البحيرة الزرقاء أو كما يسميها شعب الماوري الأصلي روتوماريهوينا أي بحيرة الأراضي المسالمة و التي يرجع سبب شهرتها إلي تميز مياهها بصفاء و نقاء غير مسبوق يصل إلي أعماق مذهلة منها بشكل يخلب لب الناظرين لذلك فهي تصنف بأنها أنقي مسطح مائي في العالم كما يزداد تفردها لأنها رمز ثقافي و روحي يحمل في طياته أساطير و تقاليد الشعوب الأصلية التي إستوطنت المكان لذلك فهي تعتبر وجهة مثالية لمحبي الطبيعة و التاريخ علي حد سواء .
و تُعد البحيرة الزرقاء جزءًا من حديقة “نيلسون ليكز” الوطنية في ” نيوزيلندا ” و تشتهر بأنها الأنقي في العالم حيث يصل وضوح المياه فيها إلي عمق 80 مترًا و هو ما يتيح رؤية قاع البحيرة بوضوح إستثنائي و هذا الوضوح المذهل ليس صدفة بل نتيجة عملية طبيعية تتمثل في تسرب للمياه الجوفية القادمة من بحيرة “كونستانس” المجاورة لها و التي تترشح خلال رحلتها بإزالة الجزيئات العالقة مما يساهم في ظهور اللون الأزرق الطبيعي لتلك المياه الباردة التي تتراوح درجة حرارتها ما بين 5 إلى 8 مئوية و ما يزيد من سحر المكان إمتلاكه لمسارات مشي و دروب مميزة حول البحيرة يمنحه شكل بانورامي خلاب و يجعل تجربة زيارته لا تُنسى بالنسبة إلي عشاق الطبيعة .
و رغم سحر و جمال البحيرة الزرقاء إلا أن شعب الماوري الأصلي ينظر إليها بشكل مختلف حيث يعتبرها موقع مقدس يحمل أهمية روحانية كبيرة بعد أن كان يقيم عليها في السابق العديد من الطقوس الخاصة بتطهير عظام الرجال المتوفين حيث كان يُعتقد أن هذه الممارسات تُساعد أرواحهم في الإنتقال إلي الحياة الآخري أما بالنسبة للنساء فكانت طقوسهن تُقام في بحيرة “كونستانس” القريبة و رغم عدم إقامة تلك الطقوس في الوقت الراهن إلا أنه و حتي اللحظة لا يزال يطلب من زائريها إحترام قدسية البحيرة و عدم الشرب أو السباحة فيها للمحافظة علي نقائها و إحترامًا لتاريخها حيث تتولي المجتمعات المحلية مسئولية الجولات الإرشادية لها و يقومون برواية القصص و الأساطير للزوار من أجل إبراز أهمية تلك البحيرة روحيا و ثقافيا .
إقرأ أيضا : تعرف علي بحيرة هيلير الوردية أغرب بحيرات العالم
و بفضل جمالها الأخاذ و وضوح مياهها الفريد تُعتبر البحيرة الزرقاء حلمًا لمحبي الطبيعة حيث ينصح بزيارتها خلال فصل الصيف الذي يحل في ” نيوزيلندا ” خلال أشهر نوفمبر و أبريل و يعد الطقس الأكثر راحة و إستقرارًا لها هو ما بين يناير إلي مارس أما بالنسبة إلي المصورين الساعين لإلتقاط صور مثالية فيفضل أن يتم ذلك أثناء شروق الشمس أو غروبها حيث تُضفي الإضاءة الطبيعية دفئًا و جمالًا إستثنائيًا كما يُنصح بإستخدام المرشحات الإستقطابية لتقليل الإنعكاسات و إبراز نقاء المياه و رغم أنه من المسموح إلتقاط الصور لها عن طريق الطائرات دون طيار من أجل إبراز المزيد من سحر المكان عبر الشلالات و الجداول المحيطة إلا أنه يشدد علي الإلتزام بالقوانين المحلية من أجل الحفاظ علي هدوء المكان .