تعتبر حادثة رحلة طيران فلوريدا رقم 90 التي وقعت في 13 يناير عام 1982 واحدة من أشهر حوادث الطيران المأساوية التي شهدتها الولايات المتحدة و التي بدأت بإقلاع طائرة ركاب من طراز بوينج تحمل علي متنها 74 راكبًا و خمسة أفراد من الطاقم من مطار رونالد ريجان الوطني بالعاصمة واشنطن متجهة إلي مطار مطار فورت لودرديل-هوليوود الدولي إلا أنه و بعد إقلاعها بزمن قصير تحطمت علي جسر فوق نهر بوتوماك الواصل بين واشنطن العاصمة و مقاطعة أرلينجتون بولاية فرجينيا و خلال تحطمها إصطدمت بسبع مركبات مأهولة قبل أن تغوص عبر الجليد في مياه النهر و أسفر الحادث عن وفاة جميع من كانوا علي متنها بإستثناء أربعة ركاب و مضيفة تم إنقاذهم كما لقي أربعة من سائقي السيارات الذي تواجدوا علي الجسر لحظة الإصطدام مصرعهم و أشارت التحقيقات إلي أن سبب الحادث يرجع إلي خطأ من الطيار الذي فشل في تشغيل أنظمة الحماية الداخلية من الجليد للمحركات و هو ما أدي إلي تراكمه علي الأجنحة ما تسبب في حدوث تلك الكارثة و رغم مرور أكثر من أربعين عاما علي الحادث إلا أنه عاد الحديث عنه مجددا بعد إنتشار صورة لإصطدام طائرة بجسر قيل أنها لرحلة طيران فلوريد رقم 90 و التي أثارت الكثير من الجدل ما بين مؤكد لها و مكذب لذلك كان من الضروري البحث عن حقيقتها .
التقييم
الأدلة
في أغسطس عام 2022 ظهر إعلان تحت عنوان “هذه الأخطاء كانت لها عواقب كارثية” و به صورة لطائرة كبيرة تصطدم بجسر كما قامت مواقع أخري بإستخدام الصورة ذاتها بإعتبارها توثق اللحظات الأخيرة لرحلة طيران فلوريدا رقم 90 التي تحطمت عام 1982 علي جسر بواشنطن العاصمة إلا أنه في واقع الأمر ثبت أن تلك الصورة ليست فوتوغرافية بل هي رسم رقمي من تصميم أحد فناني الجرافيك .
إقرأ أيضا : هل الأطفال الذين يولدون علي متن طائرات يحصلون من شركاتها علي تذاكر سفر مجانية
و بمزيد من البحث تم التأكد من ذلك حين تم الضغط علي الإعلان الذي يأخذ القارئ إلي مقالة طويلة إمتدت إلي 185 صفحة و خلاله لم يتم ذكر أي تفاصيل عن الصورة المستخدمة في الإعلان و عن طريق البحث العكسي تبين أن هذا العمل الفني نُشر لأول مرة عام 2009 و قد قام بتصميمه فنان جرافيك كندي يُدعى ” ستيف ماكجي ” و الذي له العديد من الأعمال التي تجسد أحداثًا كارثية مثل إصطدام الطائرات و تدمير المدن بسبب التسونامي و غزو لكائنات فضائية و غيرها من السيناريوهات الكارثية لذلك نستطيع القول أن تلك الصورة ليست حقيقية و لا تمت بصلة لما حدث في رحلة طيران فلوريدا رقم 90 من قريب أو بعيد .