في عام 1725 أنجبت فلاحة روسية تدعي فالنتينا فاسيليف للمرة الأولي و لعل ذلك يبدو أمر طبيعيا و غير جدير بالملاحظة و لكن ما حدث بعد ذلك هو ما كسر حدود المنطق بعد أن حملت تلك الأم 26 مرة أخرى بإجمالي 69 طفلاً و ذلك بفضل ولادة توائم إثنين و ثلاثة و أربعة خلال الفترة ما بين عامي 1725 و 1765 و هو ما أهل فالنتينا فاسيليف لتسجيل الرقم العالمي في موسوعة جينيس للأرقام القياسية بإعتبارها الأم الأكثر إنتاجًا في التاريخ و يؤكد الموقع إلي أن هذه القصة التي تبدو غير قابلة للتصديق من الناحية الإحصائية صحيحة تماما إستنادًا إلى مصادر معاصرة يبدو أنها وثقت حالات حملها العديدة .
و ترجع قصة فالنتينا فاسيليف بعد أن أفادت سجلات دير روسي في القرن الثامن عشر أنها أنجبت 27 مرة في الفترة ما بين أعوام 1725 و 1765 و قد خلفت هذه الولادات الـ 27 ما يقرب من 69 طفلًا لأنها أنجبت توائم متعددة و علي مدار 40 عامًا يُزعم أنها كان لديها 16 زوجًا من التوائم و سبع مجموعات من ثلاثة توائم و أربعة توائم رباعية و هذا معناه أن تلك المرأة أمضت معظم حياتها و هي حاملا قبل أن تتوفى عن عمر يناهز 76 عاماً و لعل الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنه يُعتقد أن جميع أطفالها تقريبًا قد نجوا لأنه تم تقديم تقرير إلي موسكو عام 1782 أشار إلي أن اثنين فقط من نسلها هم من ماتوا في سن الطفولة .
و بالإضافة إلي سجلات الدير التي استشهدت بها موسوعة جينيس للأرقام القياسية حول ” فالنتينا فاسيليف ” فقد قيل أن زوجها ” فيودور ” لم يكن لديه 69 طفلًا فحسب بل كان لديه أيضا 18 طفلًا آخر من زوجته الثانية و كان مصدر تلك المعلومة تاجر إنجليزي يعيش في مدينة سان بطرسبرج الروسية و الذي أرسل رسالة إلي أقربائه في ” إنجلترا ” يخبرهم عن ” فيودور ” الذي كان يبلغ من العمر حينها 75 عاما و لا يزال يتمتع بصحة جيدة و أبنائه المتعددين حيث كان من ” فالنتينا ” زوجته الأولي 4 × 4 = 16 و 7 × 3 = 21 و 16 × 2 = 32 و 27 ولادة ليكون المجموع 69 طفلاً أما زوجته الثانية فكانت 6 × 2 = 12 و 2 × 3 = 6 و 8 مواليد بإجمالي 18 طفلاً بالإضافة إلي كتاب صدر عام 1834 يؤكد نفس تلك المعلومات مع ملاحظة أنه تم ذكر إسم ” فيودور ” بهذه القصص و لكن غالبًا لم يتم ذكر إسم ” فالنتينا فاسيليف ” لذلك ربما توجد هناك بعض الشكوك حول إسمها الأول .
و بعيدا عن المصادر التاريخية التي تؤكد صحة تلك القصة يلوح سؤال في الأفق و هو هل يمكن للمرأة جسديا أن تلد 69 طفلا خاصة في عصر ما قبل الطب الحديث و تأتي الإجابة بأنه علميا من الممكن بالتأكيد أن تظل المرأة قادرة علي الإنجاب لمدة 40 عامًا كما أنه ليس من المستحيل أن يكون لدى المرأة 27 حالة حمل خلال سنوات خصوبتها علي الرغم من أن الحمل الأخير لفالنتينا فاسيلييف حدث بعد متوسط سن إنقطاع الطمث كما أنه من الممكن أيضًا أن يكون لدي المرأة مجموعات من الولادات المتعددة حيث تؤدي حالة تسمي فرط الإباضة إلي قيام بعض النساء بإطلاق عدة بويضات خلال كل دورة شهرية مما يزيد من إحتمالات ولادة التوائم و ربما كانت تلك المرأة تعاني من مثل هذه الحالة نظرًا لسجل زوجها و يبدو أيضًا أن العديد من الولادات كانت تحدث بنفس تلك الطريقة داخل عائلته.
و رغم إمكانية ذلك طبيا إلا أنه يبقي بشكل نظري لذلك يظهر سؤال أخر و هو هل بإمكان فلاحة روسية في القرن الثامن عشر أن تنجو من 27 حالة حمل شديدة الخطورة بما في ذلك العديد من حالات الحمل في سن متقدمة؟ و بتوجيه ذلك السؤال إلي الأطباء أجابت ” فاليري بيكر ” أستاذة طب التوليد بجامعة ستانفورد أن الطبيعة تريد أن تضع حدودًا لأن الحمل هو أصعب شيء يمر به جسد المرأة على الإطلاق و يوافقها البروفسير ” جيمس سيجارز ” مدير قسم علوم الإنجاب و أبحاث صحة المرأة في جامعة جونز هوبكنز الذي يقول أنه في الماضي كان كل حمل يشكل خطراً على حياة الأم أما ” جوناثان تيلي ” الأستاذ بجامعة نورث إيسترن و الباحث في خصوبة المرأة يقول أنه حتى مجرد 16 مجموعة من التوائم يجعل المرء يشعر بالصدمة .
أقرأ أيضا : قصة ماري أن بيفان التى شاركت فى مسابقة أقبح إمرأة و تحملت التنمر على مظهرها من أجل إعالة أبنائها
و يرجح المؤرخين و بعيدا عن المصادر التاريخية أن الكثير من أطفالها لم يتمكنوا من النجاة لأنه بحلول نهاية القرن الثامن عشر في ” روسيا ” مات أكثر من ربع الأطفال في سن الطفولة كما أن معدل وفيات التوائم الإثنين و الثلاثة و الأربعة تعتبر هي الأعلي لأنهم غالبًا ما يولدون قبل الأوان حتي أن الاطباء حاليا يقولون بأنه لو كان لديك أربع مجموعات من التوائم اليوم فهم ليسوا متأكدين من أنهم سيبقون على قيد الحياة جميعًا .